الحياة من الوجهة الدينية، تنسب الى الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو الله مدبر الحياة من الكون وحده لا شريك له، خالق الخلائق والاكوان من خلقه من يلد، ومن خلقه من يجعله عقيما . حين خلق الله الانسان، هيأ له أسباب العيش، وحين أخرجه الى الحياة علمه مالم يكن يعلم من الدين، وحين تعددت الديانات من الخلافات البشرية، قال الله مخاطبا عباده المؤمنين للحد من الخلاف في الدين : لا إكراه في الدين .
وفيما يتعلق بالتكاليف الشرعية يقول سبحانه وتعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج .
ومن تم انتفت الخلافات، وائتلفت العلاقات، وأن لا يحمل الانسان على الدين مكرها، أو يتخلى عنه مكرها، بل يريد الله بالدين اليسر في الحياة البشرية، ولا يريد به العسر على الانسان .
الدين الاسلامي :
هو ثالث الديانات السماوية، ينبني على أركان خمسة : أولها الشهادة بوحدانية الله، ومنطوقها : أشهد أن لا إله الا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، فالصوم من شهر رمضان، وحج بيت الله الحرام، وتجري هاته الأركان بالنية الصالحة من الدين، والاستطاعة الفردية، والطهارة الجسمية والنفسية، وقراءة القرءان الذي هو أساس الدين ولسان التعبد من العبادة، والتي يرخص فيها للمسلم المريض والمسافر، كما يخفف عن المسافر، بالتقصير في الصلاة الرباعية، وإن من وسط الجماعة .
تقصير صلاة المسافر :
رخص الشرع في الدين الاسلامي للمسافر تقصير الصلاة الرباعية من وقت سفره، إذ ما يجري من ترخيص للفرد، يجري على الجماعة من السفر، وكذا من وقفة الحج .
صلاة الجماعة بالمسافر :
من القضايا الدينية الطريفة التي عاشتها الجماعة من الصلاة، حين حلول مسافر قادم عند أقاربه، أنه خلال حلوله بينهم من وقت الظهيرة، وجد الجماعة تتهيأ للصلاة، ومن فرحتهم بمقدمه رغبوه بإمامة الصلاة بهم، ولم ينفعه فيهم التداعي بالعياء من طريق السفر، فقبل راضيا وقام بالدعوة الى إقامة الصلاة .
وحين تأدية الصلاة بالجماعية، أدى الركعتين الأوليتين : الأولى، ثم الثانية، وبعد التحية الوسطى، سلم بالجهر من القول : السلام عليكم، والبقية لكم ركعتين Ị أتمموا صلاتكم، ومن البغثة انفلتت الركعتين الأخيرتين من الجماعة، حين تسليم الامام Ị كما ركبتها الحيرة في أمرها من عمل المسافر Ị ومن عدم متابعة الصلاة الجماعية بعده ҁ فولوا من بعده فرادى، وراح كل واحد يقضي صلاته، بعد أن قضى الامام المسافر وقصر صلاته .
ومن تم لم تتحسب الجماعة في تقديم المسافر للإمامة، وعدم اتمامها الصلاة، بعد التسليم منه والدعوة لها خلفه، وإن صحت صلاته، صحت صلاة الجماعة خلفه .