لم تنتظر الجزائر طويلا للرد بخطاب تهجمي ومستفز على الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش والذي أكد من خلاله جلالة الملك تمسك المغرب بوحدته الترابية ورفضه التفريط في أي شبر من صحرائه المسترجعة. فعلى عادته المتشنجة والمتناقضة مع الآعراف الديبلوماسية وفي تناقض كامل مع برقية التهنئة التي بعث بها رئيسه عبد العزيز بوتفليقة لجلالة الملك بمناسبة عيد العرش، والتي ضمنها مشاعر الود والوئام تجاه الشعب المغربي خرج ممثله الشخصي وزير الدولة عبد العزيز بلخادم عن أصول اللباقة ليهاجم المغرب وليصف الخطاب الملكي بأنه «'مناورة لا تؤدي سوى إلى زيادة معاناة الشعب المغربي والشعب الصحراوي». والغريب أن بلخادم المعروف بأدوار التصعيد كلما تعلق الآمر بالعلاقات الثنائية بين الرباطوالجزائر أنه _استغل مناسبة افتتاح الجامعة الصيفية التي نظمتها السلطات الجزائرية لانفصاليي البوليساريو للرد على الجار المغربي بعبارات التشفي والتهديد التي لا تخذم في شيء مستقبل العلاقات بين البلدين الجارين، وتتناقض جملة وتفصيلا مع الآماني الوردية التي عبر عنها رئيسه المباشر بوتفليقة، وهو ما يعيد مجددا الى سطح الآحداث عقدة التعامل الجزائري المزاجي مع كل ما يمت بصلة للمغرب ولحقوقه و مصالحه. وبالقدر الذي أبدع فيه وزير الدولة من قاموس نقده لمحتويات الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك فإنه في المقابل تفنن في الاعراب عن دعم بلاده لشرذمة الانفصاليين ولرعاية حكومته الدائم لمساعيهم الانفصالية، و هو بذلك يسجل سابقة في أعراف التدخل في الشؤون الداخلية لبلد جار والتشهير بمؤسساته الدستورية لتتضح حقيقة النوايا المبيتة لحكام قصر المرادية الذين يتبادلون فيما بينهم أدوار النفاق ومواقف متناقضة سرعان ما تتضح أنساقها وأهدافها التوسعية الحقيقية. فأن يتبنى بلخادم الأطروحة الانفصالية من منبر مسؤوليته من داخل بلاده، هذا أمر معروف ومعهود فيه، لكن أن يقحم شعوب المنطقة في نطاق مناوراته المكشوفة ويحمل المغرب مسؤولية تعطل البناء المغاربي فقط لآنه يدافع عن حوزته الترابية فهذا يعكس فصلا جديدا من حلقات الشيزوفرينيا الرسمية للنظام الجزائري ويفضح هلوساته البعيدة عن منطق المصالح والمبادىء الكاذبة التي تتستر وراءها لآغراض مفضوحة.