وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يتباحث بالرباط مع نظيره السعودي    ولد الرشيد: الجهوية المتقدمة تمر بمرحلة انتقالية تستوجب تقويم منظومة الحكامة الترابية    "الأحمر" ينهي تداولات بورصة البيضاء    انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان    لقاء شي جينبينغ وبوتين يعكس عمق الشراكة الصينية الروسية    ترامب: اتفاق تجاري "كامل وشامل" مع لندن لتعزيز الشراكة    كرة القدم داخل القاعة لأقل من 19 سنة.. المنتخب المغربي يتعادل مع نظيره الإسباني (6-6)    ائتلاف يندد بمتابعة نشطاء "حراك فيكيك" ويدعو لتحرك وطني لوقف "الانتهاكات ضدّ الساكنة"    المحكمة تغرّم جماعة الدار البيضاء 5 ملايين بسبب هجوم كلاب ضالة على مواطنة    قطاع الشباب ينظم محطات وطنية كبرى للإدماج التربوي والتكوين بفاس    الدوري الأوروبي .. مانشستر يونايتد وبلباو في معركة حاسمة وتوتنهام يخشى مفاجآت بودو        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    مجلس عمالة طنجة-أصيلة يصادق على دعم اتحاد طنجة بمليار و400 مليون سنتيم    أتاي مهاجر".. سفير الشاي المغربي يواصل تألقه في "معرض ميلانو" ويعتلي عرش الضيافة الأصيلة    بوريطة: الملك يعتبر إفريقيا الأطلسية قطبا جيو- استراتيجيا ورافعة للابتكار والصمود    انفجار في مدينة لاهور الباكستانية وإسقاط مسيرة هندية    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    «أول مرة»… مصطفى عليوة يطلق عرضه الكوميدي الأول ويعد الجمهور بليلة استثنائية من الضحك    الحكومة تراجع مدونة الشغل و تتجه نحو التأطير القانوني للعمل عن بعد    محكمة الاستئناف بالرباط تُخفض عقوبة النقيب محمد زيان    مصرع شخص في حادثة سير بين مراكش وورزازات    إيقاف شخصين يشتبه ارتباطهما بشبكة تنشط في الاتجار الدولي للأقراص المهلوسة وحجز 1170 قرص طبي مخدر    أشرف حكيمي يدوّن اسمه في التاريخ ويصبح المدافع الأكثر تأثيرًا هجوميًا بدوري الأبطال    بعد عام .. "الاستقلال" يترقب اختيار بركة الأربعة المبشرين باللجنة التنفيذية    البرلمان يناقش رئيس الحكومة حول إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية    الدخان الأسود يتصاعد من الفاتيكان.. الكرادلة لم يتوصلوا لاختيار البابا الجديد    وداديون يحتفون بحلول الذكرى ال88 لتأسيس النادي    أبريل 2025 ثاني أكثر الشهور حرارة عالميا    المملكة المتحدة تجدد تأكيد التزامها بتعميق الشراكة مع المغرب    منصات المخزون والاحتياطات الأولية.. بنيات جهوية موجهة للنشر السريع للإغاثة في حال وقوع كوارث    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لجنة: زيادة مرتقبة للأطباء الداخليين    ارتفاع أسعار الذهب بعد تحذير المركزي الأمريكي من الضبابية الاقتصادية    تعزيزا للسيولة.. بورصة الدار البيضاء تستعد لإطلاق سوق جديدة للمشتقات المالية    السيد ماهر مقابلة نموذج رياضي مشرف للناشطين في المجال الإنساني    الأميرة للا حسناء تزور بباكو المؤسسة التعليمية 'المجمع التربوي 132–134'    صادرات المغرب من الأفوكادو تثير قلق المزارعين الإسبان ومطالب بتدخل الاتحاد الأوروبي تلوح في الأفق    بطولة انجلترا: الإصابة تبعد ماديسون عن توتنهام حتى نهاية الموسم    فنانون مغاربة يباركون للأمير مولاي الحسن عيد ميلاده ال22    الغربة والذياب الجائعة: بين المتوسط والشراسة    ماكرون يستقبل الشرع ويسعى لإنهاء العقوبات الأوروبية على سوريا    13 قتيلا في الهند جراء قصف باكستاني    الوداد يسخر الأموال للإطاحة بالجيش    سان جيرمان يقصي أرسنال ويمر لنهائي رابطة الأبطال    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    مكناس تبدأ في بناء محطة قطار حديثة بتكلفة 177 مليون درهم    ارتفاع أسهم شركة "تشنغدو" الصينية بعد تفوق مقاتلاتها في اشتباك جوي بين باكستان والهند    استهلك المخدرات داخل سيارتك ولن تُعاقبك الشرطة.. قرار رسمي يشعل الجدل في إسبانيا    باكو.. الأميرة للا حسناء تزور المؤسسة التعليمية "المجمع التربوي 132–134"    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    من المليار إلى المليون .. لمجرد يتراجع    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سُلْطَانُ بَالِيمَا وَبُوجْمِيع فِي سَبْعِ مَوْجَات
نشر في العلم يوم 23 - 09 - 2012


( 0 ) البحر :
وَلَدِي .. يَا وَلَدِي .. أُوصِيكَ إِذَا أَنْتَ وَقَفْتَ أَمَامَ الْبَحْرِ الْهَادِئِ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ انْشُرْ خَدَّيْكَ عَلَى الشَّاطِئِ ، صَلِّ صَلاَةَ الْبَحْرِ الْجِنُّ السَّاكِنُ فِيكَ يَخَافُ الْمَوْجَاتِ السَّبْعَ اشْرَبْ مِنْ هَذِي الْمَوْجَاتِ بِهَذَا الْبَحْرِ فَبَحْرُ رِبَاطِ الْفَتْحِ هُوَ الْبَحْرُ وَلاَ بَحْرٌ سَيُبَلِّلُ قَلْبَكَ إِلاَّهُ .
( 1 ) الموجة الأولى :
فِي مَلاَّحِ1 رِبَاطِ الْفَتْحِ الشَّابُّ يُجَالِسُ بَعْضَ مَجَانِينِ الْحَيِّ اللاَّتِينِيِّ2 .. عَلَيْهِمْ يَقْرَأُ مَا خَطَّتْ يُمْنَاهُ مِنَ الشِّعْرِ الْمَرْشُوشِ بِأَنْدَاءِ الْحُزْنِ الرَّائِعِ .. أَزْهَارُ الشَّرِّ3 تُعَلِّمُهُ أَنْ يَخْتَارَ طَرِيقاً غَيْرَ طَرِيقِ الطَّائِي . كَانَ الْمَلاَّحُ يَشُمُّ عَبِيرَ الْبَحْرِ الْمَرْشُوشِ بِزَخَّاتِ الْخَبَبِ الْغَاضِبِ . كَانَ أَبُو رَقْرَاقَ4 يُسَافِرُ بِالشَّابِّ إِلَى أَدْغَالٍ تَمْلأُهَا شَالَّةُ5 بِالْبَهْجَةِ .. كَانَ الْمَسْرَحُ6 يَهْتَزُّ بِهَجْهُوجِ7 الْغِيوَانِ8 ، وَكَانَتْ شُرُفَاتُ الْمَسْرَحِ تَنْقُلُ هَذِي الْهَزَّاتِ إِلَى جَوْفِ الشَّابِّ الْقَابِعِ بِالْمَلاَّحِ ، فَيَأْخُذُهُ الْحَالُ إِلَى جُزُرِ الْوَقْوَاقِ ، وَيَرْمِيهِ قَرِيباً مِنْ أَلْوَانِ الشَّرْقَاوِيِّ9 . يُزَلْزِلُهُ عَالَمُهُ الْقُزَحِيُّ . تَدَاخَلُ فِي قَلْبَيْهِ النَّغْمَةُ وَالأَلْوَانُ فَيَقْتَرِبُ الشَّابُّ مِنَ الْمَاءِ الْأَزْرَقِ .. يَدْخُلُهُ .. مَا ابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ .. آهٍ .. مَا ابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ .
( 2 ) الموجة الثانية :
......................................................................
............ رَاسِي يَا رَاسِي .. مَرَّتْ بِكَ أَهْوَالٌ فِي حَجْمِ الآهِ وَمَا زَالَ الزَّمَنُ الْقَاسِي يَحْمِلُ أَهْوَالاً سَتَهُبُّ عَلَيْكَ وَأَنْتَ بِهَذَا الْعُمْرِ الْغَمَّةِ غُصْنٌ مَقْطُوعٌ مِنْ دَالِيَةٍ لاَ يَأْتِيهِ الطَّيْرُ وَلاَ الْبَحْرُ يُصَلِّي بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ ( ... ) يَا رَاسِي هَا أَنْتَ الْيَوْمَ تَعُودُ إِلَيَّ وَقَدْ فَازَ عَلَيْكَ الزَّمَنُ الْقَاسِي .. آهٍ مَا أَقْسَاهُ
( 3 ) الموجة الرابعة :
فِي مَلاَّحِ رِبَاطِ الْفَتْحِ الشَّيْخُ يُفَتِّشُ عَنْ بَعْضِ شُيُوخِ الْحَيِّ اللاَّتِينِيِّ، فَلاَ يَلْقَى شَجَراً .. لاَ يَلْقَى حَجَراً .. يَسْأَلُ عَنْ سُلْطَانٍ10 كَانَ يُزَيِّنُ قَامَتَهُ جِلْبَابٌ أَبْيَضُ كَالْحُبِّ ، وَسِلْهَامٌ أَبْيَضُ كَالْحُلْمِ السَّاكِنِ فِي قَلْبِي الْمَجْرُوحِ وَكَانَ عَلَى الرَّأْسِ الأَزْرَقِ طَرْبُوشٌ مَلَكِيٌّ .. فَإِذَا السُّلْطَانُ الْمَرْشُوشُ بِأَوْرَاقِ الْوَرْدِ الأَبْيَضِ يَخْرُجُ مِنْ فُنْدُقِ بَالِيمَا يَحْمِلُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَصَاهُ ، يَتَقَدَّمُ سِرْبَ شَبَابٍ يَنْشُرُ فِي الشَّارِعِ هَذَا الشَّاسِعِ كُلَّ شَوَاهِدِهِ ، يَطْلُبُ كِسْرَةَ شُغْلٍ بِقَصَائِدَ لَيْسَ بِهَا وَتِدٌ .. كُلُّ الأَوْتَادِ انْسَحَبَتْ مِنْ هَذَا الشِّعْرِ انْغَرَسَتْ فِي أَعْيُنِ نُوَّابِ الأُمَّةِ .. تَأْتِي النَّارُ تَصُبُّ الْغَضَبَ الْفَاحِشَ فِي جُمَّارِ نَخِيلٍ مَسْكُونٍ بِالْحُلْمِ الْحَارِقِ .. يَأْخُذُ هَجْهُوجَ الْغِيوَانِ السُّلْطَانُ ، يُسَوِّي الأَضْلاَعَ عَلَى النَّهَوَنْدِ11 فَتَنْتَشِرُ الثَّوْرَةُ بَيْنَ الأَشْجَارِ تَطِيرُ عَصَافِيرُ الْفَجْرِ إِلَى أَعْمَاقِ الْبَحْرِ لِتُعْلِنَ غَضْبَتَهَا قُدَّامَ الْمَبْنَى حَيْثُ يَنَامُ مَعَ الصَّيْهَدِ نُوَّابُ الشَّعْبِ الْغَاضِبِ .. وَحْدَكَ مَسْكُونٌ بِالْحُزْنِ الْقَاِرسِ يَا كَأْسِي .. وَحْدَكَ تَبْكِي .. وَحْدَكَ تَنْدُبُ حَظَّكَ ... يَا وَعْدَكَ .. يَا نَكْدَكَ .. وَحْدَكَ تَبْقَى فِي الصِّينِيَّةِ12 هَذَا اللَّيْلَ تَدُورُ وَلَيْسَ يَدُقُّ الْبَابَ الأَحْبَابُ ، فَيَا هَذَا الْمَجْذُوبُ تَقَدَّمْ هَذَا كَأْسُكَ يَشْكُو ظَمَأً قَتَّالاً ... يَأْتِي الْمَجْذُوبُ عَلَى خَدَّيْهِ جُرُوحٌ وَيَقُولُ : رِبَاطُ الْفَتْحِ رَمَتْ هَذَا الْقَلْبَ بِسَهْمِ الْغَدْرِ عَرَفْتُ شَوَارِعَهَا .. الشَّجَرُ الْبَاسِقُ مَا عَادَ يُظَلِّلُنِي .. يَجْلِدُنِي بِعِصِيٍّ كَانَتْ أَغْصَاناً تَنْتَشِرُ الطَّيْرُ بِهَا فَلِمَاذَا الْكَأْسُ يَدُورُ وَلاَ تَلْتَفُّ حَوَالَيْهِ يَدٌ بَلَّلَهَا الْحُبُّ ؟ فَيَا بُوجْمِيعُ13 السَّاكِنُ فِي جَوْفِ الدَّعْدُوعِ14 أَلاَ بِاللَّهِ عَلَيْكَ تَرَحَّمْ أَنْتَ عَلَيَّ فَبَحْرُ الْغِيوَانِ يُطَوِّقُنِي مِنْ كُلِّ جِهَاتِي السَّبْعِ أَنَا مَا اخْتَرْتُ دُخُولَ مَجَاهِلِهِ فَلِمَاذَا الْهَوْلُ رَمَانِي وَرِبَاطُ الْفَتْحِ أَمَامِي قَدَّتْ مِنْ دُبُرٍ أَذْيَالَ زَمَانِي فَانْكَسَرَتْ فِي الْمَلاَّحِ زُجَاجَةُ ذَاتِي ، يَا لَيْتَكَ تَجْمَعُ قَبْلَ رَحِيلِكَ بَعْضَ شَظَايَا الذَّاتِ تُسَوِّي مِنْهَا قَمَراً يَغْسِلُ أَحْزَانَ شَبَابٍ يَلْتَفُّ قَرِيباً مِنْ بَالِيمَا كَالأَشْجَارِ أَمَامَ بَلاَطٍ يَرْتَعُ نُوَّابُ الأُمَّةِ فِي مَرْعَاهُ .. آهٍ فِي مَرْعَاهُ .
( 4 ) الموجة الخامسة :
فِي هَذَا اللَّيْلِ رَأَيْتُ السُّلْطَانَ يُغَادِرُ بَالِيمَا ، وَرَأَيْتُ غَزَالاً يَمْشِي بِالْمِهْمَازِ15 ، رَأَيْتُ النَّخْلَ تَدَلَّى مِنْهُ عُيُونٌ فِي حَجْمِ الرُّمَّانِ ، رَأَيْتُ أَنَا بُوجْمِيعَ الْهَائِجَ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرٍ كَانَ وَمَا زَالَ يُخَبِّئُ أَعْظُمَ صَاحِبِهِ بَاطْمَا16 الْمَسْكُونِ بِأَقْوَالِ الْمَلْحُونِ ، رَأَيْتُ الْبَحْرَ بِمُرَّاكُشَ يَتْرُكُ زُرْقَتَهُ فِي جَسَدِي الْمَحْرُوقِ وَيَرْحَلُ كَالْحُلْمِ إِلَى جُزُرِ الْوَقْوَاقِ. رَأَيْتُ أَنَا رَجُلاً أَعْمَى يَجْلِسُ فِي مَقْهَى السُّفَرَاءِ17 بِغَلْيُونٍ ذَهَبِيٍّ ... تَتَسَلَّقُ عَيْنَاهُ قَامَةَ بَنْكِ الْمَغْرِبِ ، يَقْطِفُ مِنْ كُلِّ حَدَائِقِهِ مَا لَذَّ وَطَابَ مِنَ التُّفَّاحِ الأَزْرَقِ . تَأْتِيهِ حَقَائِبُهُ .. تَفْتَحُ أَذْرُعَهَا لِلْفَاكِهَةِ الْمَمْنُوعَةِ .. تَقْطَعُ بَحْرَ الرُّومِ ، فَتَحْمَرُّ مَعَ الْفَجْرِ خُدُودُ الأَطْفَالِ هُنَالِكَ ، يَبْقَى الطِّفْلُ هُنَا ، فِي مَقْهَى السُّفَرَاءِ ، بِصُنْدُوقٍ خَشَبِيٍّ فِي حَجْمِ اللُّعْبَةِ ، يَبْحَثُ عَنْ قَدَمَيْ رَجُلٍ أَعْمَى .. يَتَقَدَّمُ هَذَا الطِّفْلُ الأَسْمَرُ .. يَمْشِي بَيْنَ كَرَاسِي الْمَقْهَى لاَ يَلْقَى إِلاَّ قَدَمَيَّ الْحَافِيَتَيْنِ ، فَأَبْكِي ، يَمْسَحُ دَمْعِي الطِّفْلُ . يَقُومُ الشَّيْخُ يُحَدِّقُ فِي الْمِرْآةِ يُفَتِّشُ عَنْ زَمَنٍ أَزْرَقَ كَانَ كَحُلْمٍ يَتَهَادَى بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ ، الشَّيْخُ قُبَيْلَ الصُّبْحِ يُغَادِرُ مَلاَّحَ رِبَاطِ الْفَتْحِ الْمُتَوَتِّرِ .. طَارَ مَعَ الْغِزْلاَنِ إِلَى الصَّحْرَاءِ الْعَطْشَى لاَ زَادَ بِزَوَّادَتِهِ فَإِذَا فِي الرَّمْلَةِ سَبْعُ فَرَاشَاتٍ تَسْبَحُ فِي نَهْرٍ هُوَ مِنْ أَنْهَارِ الضَّوْءِ الرَّقْرَاقِ. رَمَى فِي الأَرْضِ ثِيَاباً كَانَتْ تَحْجُبُهُ عَنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ الأَحْمَرِ ، أَلْقَى جَسَداً هَشًّا فِي النَّهْرِ الْمُتَجَمِّدِ فَابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ بِزُرْقَةِ هَذِي النَّارِ .. رَأَى .. حِينَ رَأَى اِهْتَزَّ الْمِصْبَاحُ بِدَاخِلِهِ الرَّحْبِ فَبَشَّرَهُ الْخَوْفُ ، تَفَقَّدَهُ الْبَحْرُ فَسَاخَتْ فِي الْوَاحَةِ عَيْنَاهُ آهٍ سَاخَتْ عَيْنَاهُ .
( 5 ) الموجة السادسة :
فِي هَذَ الصُّبْحِ الشَّارِدِ بَيْنَ دُرُوبِ رِبَاطِ الْفَتْحِ السُّلْطَانُ إِلَى مَقْهَاهُ يَعُودُ . يَعُودُ إِلَى شَالَّةَ بُوجْمِيعُ عَلَى فَرَسٍ شَهْبَاءَ بِأَجْنِحَةٍ بَيْضَاءَ يُفَتِّشُ عَنْ شَابٍّ كَانَ . وَعَنْ شَيْخٍ غَابَ وَ مَا آبَ . يُفَتِّشُ بُوجْمِيعُ ، يَمُرُّ بِمَجْلِسِ نُوَّابِ الشَّعْبِ الْمَسْرُوقِ ، عَصَا الشُّرْطَةِ تَتْبَعُ بُلْغَتَهُ18 الذَّهَبِيَّةَ دَرْباً دَرْباً قَلْباً قَلْباً لِتَصُبُّ الْغَضَبَ الْفَاحِشَ فِي قَدَمَيْهِ الْمُتَوَرِّمَتَيْنِ فَيَسْقُطُ فِي أَحْضَانِ الْقَمَرِ الأَحْمَرِ وَهُوَ يُسَبِّحُ لِلْمَاءِ الأَزْرَقِ فِي عَيْنَيْهِ الْمُمْطِرَتَيْنِ . تَلَقَّى جُثَّتَهُ شَيْخٌ آبَ وَمَا غَابَ ، الشَّيْخُ بِأَكْدَالِ19 غِبَاطِ20 الْفَتْحِ يَدُورُ بِجُثَّةِ بُوجْميعَ وَبُوجْمِيعُ بِدُوَّارِ الدُّومِ21 يَدُورُ بِهَذِي الصِّينِيَّةِ يَسْقِي النَّاسَ .. أَخَذْنَا الْكَاسَ ،شَرِبْنَا ...كَانَ دَماً .. نَحْنُ .. شَرِبْنَاهُ . آهٍ نَحْنُ شَرِبْنَاهُ .
( 6 ) الموجة السابعة :
................................................................
...... يَا مَوْجَةُ غَنِّي .. غَنِّي أَنْتِ عَلَى جُرْحٍ رَحْبٍ يَتَسَكَّعُ فِي جَسَدِي الْهَشِّ . وأَنْتِ ، رِبَاطَ الْفَتْحِ ، أَلاَ غَنَّيْتِ عَلَى22 بَحْرٍ نَحْنُ فَقَدْنَاهُ..آهِ فَقَدْنَاهُ .
يَا هُوْ ..
يَا هُوْ ..
الرباط: 04 / 07 / 2012
1 - من أحياء مدينة الرباط القديمة . وقريبا من السور توجد ثانوية التوحيد ، وعلى أحد حيطانها كانت تعرض عليه الكتب المستعملة للبيع خلال سنوات الستين من القرن الماضي. وأغلب هذه الكتب باللغة الفرنسية ، وهذا كان أهم نبع نهل منه الشاعر .
2 - الحي اللاتيني من أحياء باريس القديمة تجتمع فيه الجامعات الفرنسية الراقية الراقية ، فهو محج المثقفين
3 - هو ديوان الشاعر الفرنسي بودلير Les fleurs du mal زمانئذ كان الشاعر يفضل ترجمة Le mal ب» الشر « ، لكن سيفضل بعد انتقاله من الرباط إلى وجدة سنة 1973 كلمة « الألم « .
4 - النهر الذي يفصل مدينة الرباط عن مدينة سلا.
5 - موقع أثري بالرباط يرجع للقرن السادس قبل الميلاد تقع على نهر أبي رقراق
6 - مسرح محمد الخامس بالرباط
7 - الهجهوج آلة وترية و هو الآلة الرئيسية إذا أمكن القول آلة متكونة من 3 أوتار مركبة على جلد الماعز و مزينة بالأصداف أو ما يسمى في المغرب ب: الوَدَع
8 - ناس الغيوان : فرقة ناس الغيوان هي فرقة موسيقية مغربية، نشأت في ستينيات القرن الماضي بالحي المحمدي أحد أفقر أحياء الدار البيضاء وأكثرها شعبية، والذي استمد شهرته من كونه الحي الذي خرج منه أكثر المقاومين المغاربة ضد الاحتلال الفرنسي آنذاك
9 - أحمد الشرقاوي فنان تشكيلي مغربي بارز ولد بمدينة أبي الجعد يوم 2 / 10 / 1934 وتوفي بالدار البيضاء يوم 17/ 8 / 1967 كان الشاعر معجبا بفنه وبفن الجيلالي الغرباوي ، من خلال لواحاتهما أحب الفنون التشكيلية المغربية خاصة
10 - سلطان باليما : في سنوات الستين والسبعين كان هذا الشخص الذي سماه الناس بسلطان باليما معلمة من معالم شارع محمد الخامس ، يقف بمقهى باليما بلباس ملكي ، من خلاله يصطاد ضحاياه فينصب عليهم . وعلى الرغم من هذا كان رحمه الله محبوبا لهذا كان يسمح للزوار لكي يلتقطوا صورا معه
11 - النهوند مقام موسيقي
12 - الصينية : ماعون يقدم عليه الشاي بالمغرب . ولناس الغيوان أغنية مشهورة تحمل عنوان « الصينية « . وسيلاحظ القارئ أن الشاعر جعل « الكأس « مذكرا وحق الكلمة التأنيث وذلك اعتمادا على العامية المغربية
13 بو جميع هو بوجمعة أحكور غني بدعدوعه ( ألة موسيقية تراثية ) في مسرح الطيب الصديقي ثم أسس فرقة ناس الغيوان سنة 1970 وأول سهرة لهذه المجموعة كانت في السنة نفسها بمسرح محمد الخامس . ولد بوجمعة سنة 1944 م وتوفي 26 أكتوبر 1974
14 - الدعدوع : هي الآلة التي كان يعزف عليها المرحوم بوجميع
15 - استثمار لإحدى أشهر أغاني ناس الغيوان
16 - باطما : العربي باطما أحد أعمدة ناس الغيوان . ولد سنة 1949 . وتوفي يوم 7 فبراير 1997
17 - مقهى السفراء من أشهر مقاهي الرباط خلال سنوات الستين من القرن الماضي ، واجهتها تنظر إلى مبنى بنك المغرب ، وكان روادها من علية القوم : وزراء و مسؤولون كبار في الدولة .
18 - البلغة :نوع من الأحذية يكثر استعماله في المغرب
19 - أكدال : من أحياء الرباط الراقية
20 - غباط : هي الرباط بجعل الراء غينا ولهذا التحول الصوتي دلالته
21 - دوار الدوم : أفقر أحياء الرباط يوجد بحي اليوسفية
22 - غنى على : لحرف الجر دلالتان ، الأولي عربية فصيحة والثانية عامية مغربية ، فالمغربي حين يقول : « غنى على البحر « فإن معناه أن البحر هو موضوع الغناء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.