كانت جامعة الحسن الأول بسطات دوما بعيدة عن الأضواء بحكم تموقعها في نقطة جغرافية بين مدن محورية بالمغرب بداية من الرباط وجامعة محمد الخامس إلى الدارالبيضاء وجامعة محمد السادس ثم مراكش بجامعة القاضي عياض، لكن "فضيحة الجنس مقابل النقط" أخرجتها من عزلتها وقد تكون هذه الواقعة التي يتزعمها 5 مشتبه فيهم من الأساتذة الجامعيين و12 ضحية مفترضة من الطالبات. الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي أصبحت متمرسة في فك ألغاز مثل هذه القضايا في مقرها بالدارالبيضاء، افتتحت شهر دجنبر الحالي بإرسال المحضر الكامل للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمدينة سطات، يتضمن أقوال وإفادات الضحايا المفترضين والمشتبه فيهم وكذلك الشهود وعدد من الذين اجتازوا مباراة ولوج سلك الماستر في شعبة تحوم على نزاهتها الشكوك، فكان المحضر حابلا بمعطيات صادمة تسيء للحرم الجامعي مثل تزوير النقط والمحادثات الساخنة ومحاباة بعض الطلبة بحكم الانتماء لنفس المنطقة.
الاكتشاف الصادم.. الأستاذ يطلب الجنس الشاذ مع طالبتين ووالدتهما ! في السادس من شهر شتنبر الماضي تقدم الأستاذ "م.خ" رئيس شعبة القانون بكلية الحقوق سطات بشكاية ضد مجهول لدى مفوضية الشرطة بأبي الجعد التي ينحدر منها، واشتكى من الاستيلاء على بيانات شخصية من هاتفه المحول ونشرها بغرض التشهير به وهي عبارة عن رسائل نصية عبر تطبيق "واتساب" وقال إن المحادثات الساخنة تم تصويرها من هاتفه دون سرقته، مصرحا لدى الشرطة أنه علم بما حدث عن طريق أحد أصدقائه الذي تصول بها أيضا في رقمه الخاص على ال"واتساب".
ودفعت هذه الشكاية المحققين لمباشرة عملية استجلاء للحقيقة الكاملة فتم تحديد هوية بعض الطالبات اللواتي يشتبه في تعرضهن للابتزاز الجنسي من الأستاذ رئيس الشعبة، والصادم أن من بينهن طالبتين ووالدتهن وطالبة أخرى تحمل نفس الاسم العائلي وكلهن ينحدرن من أبي الجعد، وبلغ عدد مكالمات والدتهن مع الاستاذ 295 مكالمة.
الحقيقة القاسية إذا ما ثبتت صحة المحادثات، اكتشفها المحققون حينما وجدوا أن المشتبه فيه عرض على الضحية "س.ح" التدخل لدى باقي الأساتذة لضمان نقط جيدة في الامتحان هي وأختها، على أن يحصل مقابل هذه الخدمة على ليلة جنسية ساخنة معهما الاثنتين ومع والدتهما، وفي أقوال الضحية التي كانت طرفا في المحادثة أكدت للمحققين أنها "الأمر كان أشبه بالخيال" ولذلك اضطرت إلى مجاراته في شذوذه الجنسي دون أي يحدث أي شيء على أرض الواقع.
وللتأثير عليها، تقول الضحية إن الأستاذ كان يرسل لها فيديوهات إباحية كما أنه ذات مرة أرسل لها صورة له وبجانبه شخصية نافذة في محاولة لاستعراض شبكة علاقاته ليقدمها لها ضمانا على صدق وعده بتحسين نقطها في الامتحانات.
وأمام هذه الاكتشافات الصادمة بحث المحققون في مضمون المحادثات التي كان طرفها المشتبه فيه ووالدة الطالبتين ووجدوا أن الأستاذ كان يطلب منها ممارسة الجنس الشاذ على ابنتيها مقابل حصولهما على نقط جيدة والوالدة لم تمانع هذا الطلب، لكن لما تم الاستماع لها صرحت للشرطة أن علاقتها به تعود إلى سنوات خلت لأنهما ينتميان إلى نفس المنطقة وهو أيضا صديق للعائلة ونفت أية صلة لها بمضمون هذه المحادثة.
تزوير نقط الماستر.. القبيلة أولا والمعارف ثانيا ولا نصيب للمجتهد
مع تقدم مراحل التحقيق تنامت مؤشرات الاشتباه في كون هذا الأستاذ متورطا في تزوير نقط امتحانات ولوج سلك الماستر في شعبة الإدارة والقانون، علما أنه كان المشرف على التنسيق والتصحيح، وبعد عملية افتحاص داخل الكلية حجزت الشرطة 23 ورقة امتحان يشتبه في تزوير نقطها.
ولرفع اللبس جرى إخضاع هذه الأوراق لخبرة خطية في المختبر الوطني للشرطة التقنية والعلمية، وكانت النتيجة قاسية لن يشعر بألمها أكثر من الطلبة المجتهدين الذي صدموا بفشلهم في ولوج سلك الماستر، حيث قام الأستاذ المصحح بالتلاعب بالأرقام والفواصل لتحريف النقطة الأصلية محاباة لانتماءات قبلية ولمعارف شخصية.
وهنا نقدم لقراء "الأيام24" بعضا من هذه النقط المحرفة، فقد حصل الطالب "خ.د" على 15/20 بعد أن كانت نقطته في الأول هي 11/20، أما الطالب "ح.ر" فقد تغيرت نقطته من 09/20 إلى 13/20، والطالبة "ب.خ" حصلت على خمس نقط إضافية وأصبح النتيجة على ورقة الامتحان هي 15/20 وكذلك الطالبة "ن.ت" ارتفعت نقطتها من 09/20 إلى 13/20، والنقطة الأكثر افتضاحا هي تلك التي حصل عليها أحد الطلبة الذي كانت نقطه الحقيقية هي 6/20 وأصبحت بعد التحريف 11,5/20، إلى جانب طالب آخر حصل على 7 نقط إضافية فأصبحت نقطته 14/20 بدلا من 07/20. واستدعى المحققون أربعة طلبة من المترشحين لولوج سلك الماستر الحاصلين على نقط مزورة، الأول قال إنه استعطف الأستاذ لأنهما ينتميان إلى نفس المنطقة، والثانية قالت إنه صديق للعائلة لما يزيد عن عشرين سنة والثالث يسير شركة تشرف على الأشغال في جامعة الحسن الأول بسطات والرابع استعطفه للحصول على نقطة جيدة.