في سياق المنافسة مع المغرب، تسابق الجزائر الزمن من أجل تنفيذ مشروع أنبوب الغاز الذي يربطها مع نيجيريا، وذلك في محاولة لتجاوز المعوقات السياسية التي تحول دون تفعيل المشروع خاصة وأن علاقات الجزائر متوترة مع بعض دول الساحل والصحراء.
في السياق، استقبل وزير الخارجية الجزائرية، أحمد عطاف، اليوم الخميس، نظيره من نيجيريا، يوسف مايتاما توغار، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، حيث ناقشها "الشروع في التحضير للدورة المقبلة للجنة المشتركة العليا للتعاون بين البلدين".
ونقلت الخارجية الجزائرية في بلاغ لها أن الوزيران تبادلا الرؤى والتحاليل حول جملة من القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، وفي مقدمتها المسائل المرتبطة بالعمل الإفريقي. المشترك تحت لواء الاتحاد الأفريقي.
وبحسب المصدر ناقشا أيضا مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في الفضاء المشترك للبلدين بمنطقة الساحل الصحراوي، دون الخوض في تفاصيل القضايا المطروحة.
ويرى مهتمون أن الجزائر تبحث أجرأة مشروع الربط الطاقي مع نيجيريا قبل المغرب باعتبار أن مشروع أنبوب الغاز أبوجا الرباط أصبح من أكثر الخيارات واقعية وجاذبية على هذا المستوى، لا سيما في ظل تصاعد التوتر بين الجزائر وتجمع دول الساحل، خاصة النيجر التي يشملها مشروع أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري.
وسبق أن وقّعت الجزائرونيجيرياوالنيجر اتفاقيات لتسريع تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، شملت دراسة الجدوى والتعويضات المالية مع عدم الإفصاح (عدم كشف البيانات السرية المتعلقة بالمشروع).
في المقابل يشهد مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري تطورا ملحوظا على المستويات التقنية والبيئية والمؤسساتية، في ظل تنسيق مستمر بين الدول المعنية لتسريع مراحله وتثبيت أسسه القانونية والتنظيمية.
ويمتد هذا المشروع الضخم عبر أكثر من 13 دولة إفريقية، انطلاقا من نيجيريا ومرورا بكل من البنين، توغو، غانا، ساحل العاج، ليبيريا، سيراليون، غينيا، غينيا بيساو، غامبيا، السنغال، موريتانيا، وصولا إلى المغرب، حيث سيتصل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، ما سيتيح تصدير الغاز إلى السوق الأوروبية.