الملك محمد السادس يترأس بالمضيق حفل استقبال بمناسبة عيد العرش المجيد    احتفالات عيد العرش.. الاستعراض التقليدي بالمشاعل للحرس الملكي يضيء كورنيش المضيق    "بوليساريو" ترفض دعوة الملك محمد السادس إلى حل توافقي "لا غالب فيه ولا مغلوب" وتتمسك بحق تقرير المصير    الملك محمد السادس يستقبل لاعبات المنتخب الوطني النسوي خلال احتفالات عيد العرش (صورة)    التلفزيون الروسي يبث لقطات لموجة "تسونامي"    مغربي يفارق الحياة برصاص الجزائر    المغرب يمد اليد والنظام الجزائري يعضّ الأصابع: جنرالات في عزلة وتبون في مأزق الشرعية    بتنسيق أمني.. توقيف 3 أشخاص يشتبه في ارتباطها بشبكة تنشط في التهريب الدولي للمخدرات    السيطرة على حريق اندلع في معمل للزرابي بكزناية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس        أمريكا تحيي ريادة الملك محمد السادس    المغرب ثانيا على الصعيد الإفريقي في جودة التعليم لعام 2025    مكتب المطارات يعين مديرين جديدين    سلطان عمان يسأل الازدهار للمغرب    تغييرات جديدة تطال صفوف الوداد    حادثة سير مميتة تودي بحياة أربعيني بالجديدة    ما مدة صلاحية المستحضرات الخاصة بالتجميل؟    ريفولوت تطرق أبواب المغرب في خطوة توسعية نحو المنطقة        بنك المغرب يصدر قطعة نقدية تذكارية بمناسبة الذكرى ال26 لتربّع جلالة الملك على العرش        غابات المغرب بين رهانات الاستراتيجية وتحديات التنزيل    وفاة الفنان المصري القدير لطفي لبيب عن عمر 78 عامًا    الولايات المتحدة تبرز ريادة جلالة الملك لفائدة السلام والازدهار، وتشيد بالشراكة الدائمة مع المملكة المغربية (وزارة الخارجية الأمريكية)    بريطانيا ترفض انتقادات بأن خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية "تكافئ حماس"    فرنسا و14 دولة غربية تدعو دولا أخرى لإعلان عزمها الاعتراف بفلسطين    كيف غير لقجع قواعد اللعبة في القارة السمراء ؟    الملك محمد السادس يستقبل إنفانتينو رئيس "الفيفا"    المؤتمر العربي العام يطلق نداءً لرفع الحصار عن مدينة السويداء السورية    وفاة الفنان المصري لطفي لبيب بعد صراع مع المرض    صادرات الطيران ترتفع ب8,8% في النصف الأول من 2025 وسط تباين أداء باقي القطاعات    المغرب يطلب رسميا من إسرائيل تسهيل إدخال مساعدات إنسانية لغزة    أسعار النفط تتراجع مع تقييم الأسواق لمخاطر المعروض بعد إنذار ترامب لروسيا    المثقفون والمنصات... بين زواج العقل وزواج المصلحة    عبد الكبير عبقار يعزز دفاع خيتافي بعقد يمتد إلى غاية 2028    مشاهير مغاربة يهنئون الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال26 لعيد العرش    رحيل الفنان المصري لطفي لبيب عن 72 عاما بعد صراع مع المرض    الزهراوي يتساءل: لماذا أجل ملك البلاد خطاب النصر؟    تقارير: قرعة المونديال في لاس فيغاس    زلزال قوي في أقصى شرق روسيا يتسبب في تسونامي وأوامر إجلاء باليابان وهاواي    أنفوغرافيك | ستلتحق ب 147 دولة.. أقوى دولة في أوروبا تستعد للاعتراف بفلسطين        "وداعا صاحب البهجة".. وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما    15 دولة غربية تدعو البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بفلسطين    منظمة إسرائيلية تنشر تقريرا بعنوان "إبادتنا" يتهم إسرائيل بإرتكات إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة    كندا.. مونتريال تستضيف مهرجان "أوريونتاليس" في غشت المقبل بمشاركة المغرب    إمام يسلم الروح ساجداً في صلاة العشاء داخل مسجد بمدينة الشماعية    معرض فوتوغرافي يفحص تغيير "الصحون" أذواق ورؤى وذهنيات المغاربة    عضة كلب ضال تودي بحياة طفل نواحي الناظور    في ذكرى عيد العرش: الصحراء المغربية وثلاثة ملوك    متى ينبغي إجراء الفحوص الدورية على العينين؟    استخدام الهاتف في سن مبكرة يهدد الصحة العقلية    تطوان تحتفي بحافظات للقرآن الكريم        على ‬بعد ‬أمتار ‬من ‬المسجد ‬النبوي‮…‬ خيال ‬يشتغل ‬على ‬المدينة ‬الأولى‮!‬    الوصول إلى مطار المدينة المنورة‮:‬‮ على متن طائر عملاق مثل منام ابن بطوطة!    اكتشافات أثرية غير مسبوقة بسجلماسة تكشف عن 10 قرون من تاريخ المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عودة الإرهاب والمغرب: الثابت والمتحول..

في محاربة الإرهاب، صنع المغرب لنفسه مكانة خاصة وقوية في أجندة التعاون الدولي، وسواء تعلق الأمر بالجوار البعيد (الولايات المتحدة‫)‬ أو في الجوار القريب الاتحاد الأوروبي، دول الساحل وجنوب الصحراء أو في المنطقة المتوسطية، فقد تأكد بالملموس بأن هناك استراتيجية رزينة، متواصلة ومتصلة الحلقات، مبنية على أسس وقواعد ناجعة‫..‬
في الداخل كما في الخارج يملك المغرب نموذجا وخبرة وسياسيين، تمكنه أن «ينجح باستمرار عند الامتحان وعند استعراض النتيجة».
والأهم من ذلك هو أنه بإلاضافة إلى القواعد التي طورتها أجهزته داخليا وخارجيا وفي تنويع أسلوب عمله وتطويرها ‫(‬خلق البيسيج منذ 2015 ‫)‬، أكد بأنه ممر إجباري دوليا لمحاربة الإرهاب.
في الشهر الذي ودع أسبوعه الثالث، ترأس المغرب، بصفته الرئيس المشارك للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، بشكل مشترك مع الاتحاد الأوروبي، الدورة الخامسة للحوار بين المنتدى ومؤسساته المتخصصة، والاجتماع الاستشاري التاسع حول الشراكة مع ميثاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب‫..‬ وهو آخر خبر في جدول أعمال طويل وعريض كما يقول أهل الأسلوب، ولم يعد المغرب في حاجة إلى تسجيل كل نشاطاته الدولية أو الداخلية في هذا الباب، بل ما أصبح موضوعيا غير قابل للقياس أو المقارنة هو نجاح أجهزته في أن تصير المخاطب المركزي، كلما تعلق الأمر بسلامة العالم‫.‬
مع الاتحاد الأوروبي هناك تعاون مع كل دولة على حدة، كما هو حال إسبانيا مثلا، علاوة على التعاون المؤسساتي مع «العائلة الأوروبية « من خلال الاتحاد القاري الذي يضم 27 دولة‫.‬
يتعدى التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتفكير المشترك في سبل العمل التقني، إلى العمل على إفشال مخططات الجريمة قبل أن تقع‫..‬.
ومن مظاهر التعاون التي تجعل المغرب ممرا إجباريا للسلام، أنه ترأس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لثلاث ولايات، مع هولندا وكندا، وحاليا إلى جانب الاتحاد الأوروبي، «فضلا عن جميع الشركاء المتعاونين مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، لتعزيز التنسيق والشراكات في مجال استباق ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف»...
بالنسبة لأوروبا لا يمكن أن يخرج الاجتماع الأخير عن سياق محدد، فيه عرض مغربي للسلام مقابل طلب أوروبي على توسيع الحوار السياسي الأمني ومؤسسته.‬
وما زلنا نكرر ما أعلن عنه جوزيب بوريل بخصوص إطلاق مبادرات « تروم تقوية أكبر للشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وفي قلبها الحوار رفيع المستوى حول الأمن»..
ما هو مطروح ليس تعداد مظاهر التعاون العميق‫ (‬زيارات الحموشي ولقاءاته مع قادة الأجهزة الأمنية في أمريكا وفي أوروبا، ولا الحجم الهائل من التصريحات حول فعالية الأجهزة المغربية الداخلية والخارجية‫)‬ بقدر ما يحيلنا اللقاء الحالي على «عودة» الهاجس الإرهابي في المناطق الأقرب إلى أوروبا، وكيف تعول القارة العجوز على المغرب في هذا الباب‫.‬
ليس بسيطا أن تتناسل الدعوات إلى الإرهاب، من داخل الدوائر الأوروبية الغاضبة من تفرد المغرب، عبر نشر دعوات الانفصاليين الإرهابية على صفحات وشاشات القنوات الفرنسية مثلا، وليس بسيطا أبدا ولا عابرا إفساح المجال للإرهابيين في جنوب الصحراء للحديث على قناة فرانس 24، ولا تزامن ذلك مع المناخ المناهض لفرنسا في القارة، وإبرام اتفاقيات معلنة، أعلنها رسميا زعيم القاعدة في القارة نفسه أبو عبيدة العنابي على شاشة فرانس 24 بأنه لن يهاجم فرنسا وسيكتفي بالدول الإفريقية وطبعا الدول غير الإفريقية التي توجد في القارة في منافسة مع فرنسا ‫..‬ والمعطيات كثيرة للغاية‫(‬ مسؤول مالي يعلن أن الحكومة الفرنسية دفعت ملايين اليوروهات في شكل فدية للإرهابيين من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي للإفراج عن الصحافي الفرنسي أوليفييه دوبوا، والناشط الأمريكي جيفري وودكي.
كشف المؤشر العالمي للإرهاب(GTI)، وفق تقرير نشره معهد الاقتصاد والسلام، (IEP) أن بوركينا فاسو هي أول بلد في إفريقيا والثاني عالميا ضمن البلدان الأكثر تضررا من الإرهاب في عام 2022، بتسجيلها 310 حوادث إرهابية خلفت 1135 قتيلا و496 جريحا. بالصومال.. مقتل 30 عنصرا من حركة الشباب على يد قوات الجيش الوطني، مقتل9 رعايا صينيين في هجوم نفذه رجال مسلحون على موقع للذهب في إفريقيا الوسطى‫)‬.
في المقابل هناك تركيز على الدور المحوري للمغرب في محاربة الإرهاب دوليا، وأيضا في ضمان البعد الاستراتيجي للحدود الأوروبية عبر تأمين المنطقة.
وقد كان لافتا أن الكشف عن تفاصيل جريمة اغتيال الشرطي المغربي من طرف داعشيين، قد أعاد شبح الفلسفة الإرهابية الإجرامية عبر مقولتي التعزير والاستحلال‫:‬ أي القتل لتبرير السرقة‬¡ أن الإديولوجية الارهابية ما زالت حية، وأن العالم في حاجة إلى تمثل المقاربة المغربية التي جعلت من سحب البساط العقائدي من تحت منامات الإرهابيين هو العلاج‫.‬
وكان لافتا أيضا أن المتحدثين باسم المؤسسة الأمنية في الأسبوع الذي ودعناه، الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية والناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوبكر سابيك، قد قاربا الإسقاط الإرهابي ببعديه الثابت ‫(‬ الإيديولوجيا ‫)‬ و(المتحول ‫)‬ الانتقال من الوسيلة الكلاسيكية إلى الأنترنيت والتغرير السريع( كما قالا ‫)‬، هو ما يجعل المؤسسة ذات عقيدة أمنية فيها المرتكزات الدائمة والمتغيرات التي تنكشف عن التطور‫..‬
نحن أمام سياق قد ينذر بتطور الحمى الإرهابية، مع مختلف التقلبات التي تعرفها الساحة الشرق أوسطية والإفريقية ، والتي تجعل الدول المغرورة أو الغريرة تغامر باللعب بالنار.
ولنا عودة للموضوع‫.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.