اشتهرت مدينة مراكش بعدة أسماء من بينها "سبعة رجال"، وارتبطت برجالاتها، الذين بصموا حياتها الدينية والروحية، وألهموا الكثير من الكتاب والأدباء وشعراء الملحون، من خلال حسهم الإنساني والأخلاقي، ما دفعنا إلى الالتفات لظاهرة هؤلاء الرجالات. محمد شهرمان المراكشي من أكبر المبدعين المغاربة اقترن اسمه في سبعينيات القرن الماضي بالعديد من الإبداعات الأدبية خاصة في ميدان الكتابة المسرحية والزجلية، كاتب كلمات رائعة"لكلام المرصع"، وأغنية "العيون عينيا"، أغنى الساحة الثقافية والفنية بالمغرب بإنتاجاته المتنوعة والرائعة. تغنت مجموعة نواس الحمراء ومجموعة الورشان بعدة أغاني لمحمد شهرمان، الذي يصفه عبد المجيد الحراب رئيس المجموعة الغنائية لرصاد، ب"الكتبية" أو "المنارة" بمراكش، وعقد في عنق المدينة الحمراء. أدى من كلماته الفنان البشير عبده أغنيتين "خمس نجوم" و"ياصانع مجد الأجيال"، أما الفنان محمد علي فقد أدى أغنية جميلة تحت عنوان "عشقي فيك يا بلادي"، كما لحن له شكيب العاصمي "بطل الأبطال" و "هكذا الصورة". يقول عنه الممثل عمر العزوزي "شهرمان معلمة، فهو رجل يستطيع أن يستخرج من كل حدث مهما كان، النكتة والكلمة الجميلة الهادفة، ويستحق من المغاربة أكثر من التفاتة وأكثر من تكريم". من جانبه قال عنه عبد الحفيظ البناوي رئيس مجموعة ألوان الغنائية ومدير المهرجان الغيواني، مستحضرا خصال الراحل وقيمته الفنية، " تم تكريم محمد شهرمان في الدورة الثانية للمهرجان الغيواني وكانت الجملة الوحيدة التي قالها بالمناسبة وتعبر أحسن تعبير عن واقع الحال"العظم كبر ما بقى فيا اللي يجر"، لكن برحيله فقدت الساحة الفنية والإبداعية زجالا متميزا لا مثيل له في إبداع الزجل". شهرة أعمال محمد شهرمان وامتياز إبداعاته لم تسمناه ولم تغنياه من جوع، إذ أنه لم يحظ باهتمام العاملين على الشأن الثقافي المغربي بالقدر الذي يليق بقيمة نبوغه، فصار اسمه في خبر كان إلى أن وافته المنية. أنتج محمد شهرمان منذ سنة 1969 إلى حدود سنة 2007، أعمالا إبداعية رائعة مثل دواوين ("احمر واخضر"، "الشموع"، "فرحة الشباب"، "بابا عقربة"، "سيدي فلتان" و"عمي مشقاف")، ومن إنتاجاته التلفزيونية مسرحيات ("خدوج"، "الأقزام فالشبكة"، "سي مشوار"، "حلقة فروج وفروجة"). حظي شهرمان بتكريم في الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للمسرحية القصيرة بتمارة، المنظم من طرف جمعية الستار الذهبي للفنون الدرامية، إذ كان نجم مراكش الساطع بتمارة في مهرجان شاركت فيه فرق من فرنسا، إسبانيا، ليبيا، الجزائر، الكامرون والمغرب، وكان تكريما محترما على حد تعبير محمد شهرمان خلال أحد لقاءاته مع "المغربية" قبل وفاته، بخلاف تكريمه اليتيم بمراكش، الذي نظمه المجلس البلدي، حيث رفض تسلم "صحن" كان مهدى له من الجهة المنظمة بعاصمة النخيل، احتجاجا على قيمة التنظيم التي كانت هزيلة ولا ترقى إلى قيمته الإبداعية. سئل ذات يوم عن الأسباب الخفية وراء ذاك الاستخفاف فأجاب قائلا "لأن مطرب الحي لا يطرب".