لازال المركز الأول للتجنيد والتكوين لمختلف الأسلحة بالحاجب، منذ إنشائه السنة الماضية من أجل استقبال المجندات والمجندين من مختلف المناطق والمدن المغربية، يؤدي أدواره الكاملة في تأطير الوافدين عليه لأداء الخدمة العسكرية تلبية لنداء الوطن. لا يبعد المركز الأول للتجنيد والتكوين لمختلف الأسلحة وهو مركز ملحق خاص بالمجندين، إلا 20 كلم عن مدينة مكناس، وهو ما يساعد جميع الملتحقين بصفوف الخدمة العسكرية(التجنيد الإجباري) من الولوج إلى المركز بكل سهولة، مع التعرف في الوقت نفسه على معالم حضارية وإنسانية ضاربة جذورها بالتاريخ بداية من مكناس التي أسسها المولى اسماعيل إلى مدينة الحاجب، التي تعرف نموا عمرانيا وتنمويا في السنوات الأخيرة. وككل صباح يتناهى إلى سمع سكان الحاجب أصوات قوية مصدرها المركز الأول للتجنيد والتكوين لمختلف الأسلحة بالحاجب، وهي أصوات حماسية تدل على انخراط المجندات والمجندين في الخدمة العكسرية، وتعلم قواعد وضوابط القوات المسلحة الملكية. وتنبعث في المجندين كل صباح دينامية قوية، تدفعهم إلى ممارسة النشاط الرياضي والجري الخفيف داخل المركز وبجواره، مع ترديد مجموعة من الأناشيد الحماسية التي تساعد على المضي قدما في الخدمة العسكرية، من بين هذه الأناشيد: جندي جوي بجري، إلى الأمام إلى العدو... ويتكون المركز الأول للتجنيد والتكوين لمختلف الأسلحة بالحاجب، من مجموعة من المرافق والأدوات اللوجستيكية والتقنية والمعدات البيداغوجية، التي تيسر مهام الأطر التي تشرف على تكوين المجندات والمجندين، وتلقنهم مهارات وتقنيات مختلفة. ويضم المركز 2214 مجندة ومجند من مدن وأقاليم مغربية عديدة، من بينهم 227 مجندة، ويوفر المركز للمجندين مجموعة من التخصصات، أربعة من هذه التخصصات خاصة بالمجندات وهي: التجميل، والحلاقة، والخياطة، ومساعدة اجتماعية، بالإضافة إلى أربعة تخصصات مختلطة وهي: البستنة، والمعلوميات، ومساعد مدرب رياضة، وعون الوقاية والمراقبة. أطر مؤهلة تشرف على مرحلة التكوين المهني: وقال هشام البداوي، ملازم أول، قائد السرية الأولى لمجندي المركز في تصريح لجريدة الصحراء المغربية: "بعد التكوين الأول الذي تلقاه المجندين والمجندات بالمركز الأول للتكوين والتجنيد لمختلف الأسلحة بالحاجب، أعطيت الفترة الثانية للتخصصات والتي ستدوم ستة أشهر". وأضاف أن هذا التخصص مهم جدا يقدم فيه الشخص خدمات معينة، مشيرا إلى أنه تم تخصيص مجموعة من الدروس النظرية والتطبيقية تحت إشراف الأطر الأكفاء، كما تم تزويد المركز بمعدات عالية الجودة لتمكين المجندين من التأقلم مع سوق الشغل والتحديات الراهنة. وتقول بثينة الحبشاوي، ملازم أول، قائد سرية المجندات بأنه يوجد بالمركز 277 مجندة، خضعن في مرحلة سابقة لتكوين أولي، مضيفة أن المجندات يخضعن حاليا لمرحلة التكوينات المتخصصة، وهي فرصة للعديد من المجندات للحصول على شهادة أولى في حياتهم، وذلك بهدف تقوية قدرات المجندات وتمكينهم من تكوين مهني يساعدهم على الاندماج في سوق الشغل. مجندات اخترن تخصصات تلائم ميولاتهن: واكتسبت المجندة شيماء بخراوي من مدينة اخريبكة، مجموعة من المهارات حيث تعرفت على النظام العسكري وقوانينه، كما التقت بأناس جدد وأصبحت أكثر انضباطا. وفي حديث مع جريدة الصحراء المغربية، قالت شيماء بخراوي إنها لبت نداء جلالة الملك، وتتابع حاليا مرحلة التكوين في تخصص المساعدة الاجتماعية بعد استفادتها من تكوين عسكري امتد لحوالي أربعة أشهر اكتسبت من خلاله مهارات وأدوات متنوعة. وقد اختارت شيماء، تخصص المساعدة الاجتماعية لإعجابها وارتياحها بهذا التخصص، وقد اكتسبت آليات ستمكننها من معرفة كيفية التعامل مع الأطفال الصغار، ومعرفة شخصياتهم وكيفية التعامل معهم، كما أن ذلك سيساعدها في البحث عن الشغل بكل سهولة. وأكدت شيماء أن واجبها كمجندة الدفاع عن الوطن الذي يعتبر كمكان الأمن والأمان والاستقرار الجغرافي، معبرة عن أملها بعد انتهاء مرحلة التجنيد في الإلتحاق بصفوف القوات المسلحة الملكية. ولقد تعلم المجند طه البركاني(22 سنة) القادم من مدينة مراكش منذ إلتحاقه بالخدمة العسكرية، احترام الوقت والصبر والانضباط وذلك حسب تعبيره في تصريح لجريدة الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن هذه القواعد لم يكن يكترث إليها في ما مضى، لكن في الوقت الحالي أصبحت هذه القواعد موجها أساسيا لتحقيق أحلامه والاستفادة من التكوينات التي يتلقاها بمركز التجنيد. وقال المجند طه البركاني الذي اختار تخصص عون الوقاية والمراقبة، إن مركز التجنيد مكنه من اكتساب مهارات مهمة ستساعده في حياته، حيث أن التخصص الذي انتقاه يشكل فرصة لولوج سوق الشغل في المستقبل القريب. الخدمة العسكرية مكنت المجندات والمجندين من قدرات ومهارات عديدة وقالت جيهان الروكي، ملازم أول، إن جميع المجندات اجتزن فترة التدريب العسكري لمدة ثلاثة أشهر، جعلتهم ينتقلون إلى الفترة الثانية وهي فترة التخصصات، حيث أن المجندات يكتسبن في المركز، تجارب وأدوات جديدة في التخصصات التي اخترنها، ليكون عندهم القدرات للولوج إلى سوق الشغل بكل سهولة، كما أن المجندات يتعرفون على قواعد الانضباط واحترام الوقت وغيرها من باقي القواعد. وقال يوسف المرنيسي، ملازم ثاني، إن هناك تخصصات مقتصرة فقط على المجندات، وتخصصات أخرى موجهة للمجندين، يكتسبون فيها العديد من المهارات والتقنيات الحديثة، ذات القيمة العلمية الكبيرة تؤهل المجندات والمجندين على حد سواء من البحث عن العمل. احترام الوقت والانضباط: مبادئ تعزز شخصية المجندات واختارت رجاء الصرار من الدارالبيضاء(24 سنة)، التجميل، وهو تخصص لطالما أعجبت به وأرادت أن تمتهنه، حيث وفر لها مركز التجنيد الفرصة لتعلم واكتساب مهارات في هذا التخصص من أجل رفع قدراتها وتوفير فرص كبيرة بعد الانتهاء من مرحلة التجنيد. وعبرت رجاء الصرار، عن فرحتها بتواجدها في مؤسسة عسكرية، حيث لم تكن تعرف شيئا، وأصبحت حاليا تعرف معنى الصبر والانضباط والاعتماد على النفس... وتتابع حاليا رجاء الصرار مرحلة التكوين المهني التطبيقي، وهو تكوين تختاره كل مجندة بعد التكوين الأول، مشيرة إلى أن تخصص التجميل مكنها من التعرف على طرق وأساليب تنظيف الوجه، وتقليم الأظافر، والماكياج... وعبرت سلمى ريراصا، مجندة من مكناس، التي اختارت تخصص عون الوقاية والمراقبة، عن افتخارها بالانتماء إلى صفوف القوات المسلحة الملكية، وبالتكوين الذي تتلقاه بمركز التجنيد والذي سيمكنها من الحصول على تكوين عسكري وتكوين ذا اختصاص عالي، ومن اكتساب معلومات ذات قيمة علمية وقانونية، ستساعدها في الولوج لسوق الشغل. وتجدر الإشارة إلى أن 3400 مجند(ة)، أدوا نهاية شهر دجنبر من العام الماضي، بالمركز الأول للتجنيد والتكوين لمختلف الأسلحة بالحاجب، قسم الخدمة العسكرية بعد قضاء أربعة أشهر من التكوين المستمر، وقد غادر المجندون مركز التكوين من أجل الاستفادة من إجازة قبل العودة من جديد لإستكمال التكوين لمدة ستة أشهر متواصلة. واستقبل المركز الأول للتجنيد والتكوين لمختلف الأسلحة بالحاجب، مئات المجندات من مختلف المدن والمناطق بالمغرب شهر شتنبر 2019، ويستعد المركز شهر شتنبر المقبل، لتوديع جميع المجندات والمجندين بعد الإنتهاء من فترة التدريب المهني. محمد الزغاري 2214 مجندة ومجند يخضعون لتكوين مهني في تخصصات عديدة