يعرف حزب الأصالة والمعاصرة بجهة الشاوية ورديغة تعثرا، بعد تراجع أدائه إلى الوراء. وذكرت مصادر في الجهة أن الحزب يعيش على «إيقاع» الجمود بأقاليم خريبكة وبن سليمان وسطاتوبرشيد، بينما كثف مسؤولو أحزاب أخرى، منها حزبا الاستقلال والعدالة والتنمية، تحركاتهم استعدادا للاستحقاقات المقبلة. وأضحى حزب الأصالة والمعاصرة في حالة جمود في جهة سيطر عليها بامتياز خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة (مجالس الجماعات الحضرية والقروية، مجالس العمالات والأقاليم، الجهة). وذكرت المصادر ذاتها أن هذا التراجع يعزى إلى «تعيين» قيادة الحزب، في ظروف تطرح فيها علامات استفهام، أشخاصا غير قادرين على تحمل مسؤولية، ولم يستطيعوا الحفاظ على الحصيلة الحزبية السابقة. وأضافت المصادر نفسها أن المسؤولين الحاليين اضطروا إلى إغلاق المقرات الحزبية، ولم يعد يتوفر حزب الصالة والمعاصرة إلا على مقرات قليلة، منها المقر الجهوي بسطات ومقرات مكاتب محلية بابن أحمد والدروة وسيدي حجاج أولاد امراح، بينما يوجد لدى «التراكتور» مسؤولون إقليميون غير قادرين على كراء مقرات حزبية على الأقل في الأقاليم التي «عينوا» فيها، الشيء الذي جعل المتتبعين للشأن السياسي بجهة الشاوية ورديغة يطرحون علامات استفهام كثيرة. وعزت مصادر من الجهة سبب فشل الحزب في الحفاظ على «إشعاعه» بجهة الشاوية ورديغة إلى تحالفات «هشة» عقدها عدد من مستشاري الحزب مع أحزاب أخرى بالجماعات المحلية، سيما حزبيا العدالة والتنمية والاستقلال، واستغل مناضلو الحزبين الأخيرين «التحالف غير الطبيعي» لإضعاف مردودية حزب «تراكتور»، خصوصا أن مسؤولي الحزب خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، مكنوا «الجرار» من حصد أزيد من ثلث مقاعد الجماعات القروية والبلدية بإقليمي سطاتوبرشيد دون الحديث عن حصيلة الحزب بإقليمي خريبكة وبن سليمان وقد حصلت الأصالة والمعاصرة على أزيد من 400 دائرة انتخابية من أصل 1214 بإقليمي برشيدوسطات. وتصدر الحزب لائحة مستشاري كثير من الجماعات، بينما عرف حضور حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تراجعا بإقليمي سطاتوبرشيد، إذ تجاوز حزب الاستقلال بالكاد 230 مقعدا، والشيء ذاته بالنسبة إلى حليفه في الكتلة، بعدما لم تستطع «وردة» الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بلوغ 120 مقعدا، في حين حافظ التجمع الوطني للأحرار خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة على قلعته بدائرة الكارة، وتمكن من الحصول على رئاسة بلدية عاصمة جهةالشاوية ورديغة.