وسط مناخ سياسي مضطرب في المنطقة العربية، تبدو ميزة الاستقرار التي ينعم بها المغرب محفزا قويا لعدد من رجال الأعمال لخلق فرص استثمارية في قطاعات مختلفة، ومنها صناعة الحلويات والشوكولاتة. وكشف رئيس جمعية المصدرين في إسطنبول، ضمن لقاء جمعه بصحافيين مغاربة أول أمس الثلاثاء، أن المغرب يتوفر على عدة مميزات تجعله بلدا يستقطب الاستثمارات، وعلى رأسها ميزة الاستقرار التي تنعم بها المملكة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية، لافتا إلى أن رجال الأعمال الأتراك لن يترددوا في الاستثمار إذا وجدوا مجالا لتحقيق الربح. وأكد المسؤول الأول عن جمعية مصدري إسطنبول أن المغرب يبقى بالنسبة لقطاع صناعة الحلويات والشوكولاتة في تركيا البلد رقم 1 على مستوى واردات السكر، نظرا للجودة العالية التي يوفرها. وأورد في هذا السياق أن السكر المغربي يشكل حوالي 70 في المائة من مجموع واردات الشركات التركية العاملة في هذا المجال. وأوضح المتحدث ذاته أن ميزة الجودة التي يتمتع بها السكر المغربي تجعل الشركات التركية تفكر بجدية في رفع وارداتها إلى 200 ألف طن في السنة، وهو ما سيجعل مادة السكر المغربي تصل إلى أزيد من 200 بلد تسوق فيه منتوجات البسكويت والشوكولاتة ومختلف أنواع الحلويات. وكشف رجال أعمال أتراك متخصصون في صناعة الحلويات عن استعدادهم للاستثمار في المغرب، في حال تم منحهم الامتيازات التي يستفيد منها رجال الأعمال الأوروبيون، خاصة فيما يتعلق بالتعاريف الجمركية، التي تبقى بالنسبة للجانب التركي «مرتفعة» ولا تسمح بتوسيع دائرة ترويج منتوجاتهم في المغرب. وأكد رئيس الجمعية أن الصادرات التركية نحو المغرب تشكل حوالي 1 في المائة من مجموع صادرات البلد، حيث بلغت سنة 2014 حوالي 1.46 مليار دولار (14.09 مليار درهم). رقم تسعى الشركات التركية إلى تحسينه من خلال ربط علاقات قوية مع المغرب، وتطوير الصادرات. وردا على سؤال بشأن مدى استعداد الطرف التركي للاشتغال بمنطق «رابح-رابح»، خاصة في ظل عجز الميزان التجاري المغربي بعد دخول اتفاق التبادل الحر بين البلدين حيز التطبيق، أكد المتحدث ذاته أن الشركات التركية العاملة في مجال الحلويات لها كامل الاستعداد لتوطين استثمارات من شأنها أن توفر فرصا للشغل في المغرب، كما هو الحال في بعض الدول العربية، ومنها مصر، لكنه شدد في المقابل على ضرورة فرض تعاريف جمركية كما تلك المطبقة على الأوروبيين. إلى ذلك أوضح مدير عام أكبر مجموعة صناعية متخصصة في الحلويات والشوكولاتة، أن صادرات الشركة نحو المغرب تراجعت منذ سنة 2010 بسبب التعريفة الجمركية التي قال إنها تتجاوز سعر البيع الذي تعتمده. وأضاف: «نعِدكم بأننا مستعدون لوضع أولا خطواتنا للاستثمار في المغرب خلال السنتين القادمتين، وفي المقابل نطلب إعادة النظر في التعريفة الجمركية».