عبد العزيز برادة.. شعلة أولمبية بخيطافي

أجواء الليغا ساحرة والعيش في مدريد ولا أحلى
تبادلت القميص مع رونالدو وبنزيمة وأنا عاشق للريال
حلمي التسجيل بمرمى فالديس وبلوغ محطة لندن مع الأولمبيين
أعيش حلما لا أريده أن ينتهي ولن أنسى مساندة مدربي غارسيا

يعيش عبد العزيز برادة أزهى أيامه وهو الذي قبض على رسميته في صفوف خيطافي الإسباني ، لاعب بمقاسات تقنية وبدنية محترمة، سطع في سماء الليغا الإسبانية ويحمل مشعل تمثيل الكرة المغربية في بلاد الماتادور، فتح قلبه ل «المنتخب» وكشف لنا كيف أنه يلعب وكأنه في حلم جميل لا يريده أن ينتهي.
مواجهته لنجوم كبيرة جعله يتطلع لتقديم ما هو أفضل، وطموحه الكبير يجعله يطرق أبواب المستحيل ليحضر رفقة المنتخب الأولمبي في مصر للدفاع عن القميص الوطني الحالم ببلوغ محطة لندن، حيث ستجرى الألعاب الأولمبية ملتقى نجوم المعمورة.

- المنتخب: حققت رفقة خيطافي أول فوز في الليغا الإسبانية هذا الموسم وجاء ذلك على حساب ريال بتيس الذي أشر على بداية أكثر من قوية؟
برادة: بالفعل الفوز الأول كان له مذاق خاص خاصة وأنه جاء أمام فريق ريال بتيس الذي أذهل الكل ببدايته الرائعة في البطولة وهو الوافد من القسم الثاني، تعادلنا في لقاء واحد وإنهزمنا في ثلاث مناسبات والنقاط الثلاث التي ظفرنا بها ستمنحنا جرعة أمل كبيرة لتحقيق المزيد من الإنتصارات في الدورات المقبلة، عموما نتوفر على فريق قوي قادر على الظهور بصورة إيجابية في البطولة الإسبانية أمام أعتد الأندية كريال مدريد وبرشلونة قطبي الكرة الإسبانية.
- المنتخب: تحدثت عن الريال شاركت أمام هذا الفريق وإنهزمتم بأربعة أهداف لإثنين، الأهم أنك لعبت دون مركب نقص بالبريرنابيو، قربنا من الأجواء التي عشتها؟
برادة: أعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن الأجواء التي عشتها داخل البرنابيو ،إنه ملعب ولا في أحلام، في الحقيقة حققت حلمي الكبير باللعب داخله وأمام عمالقة الكرة الحائزين على الكرة الذهبية كالبرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا، أحسست وأنني في عنان السماء وكنت مجبرا على تقديم أفضل ما أتوفر عليه من إمكانيات لأكون عند حسن ظن مدربي وكذا كافة المغاربة الذين أعرف أنهم شغوفون بمتابعة الليغا.
- المنتخب: في نهاية المباراة دار حديث جانبي بينك وبين النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قربنا عن ما دار بينكما؟
برادة: بالفعل تحدثت مع رونالدو عقب نهاية المباراة وطلبت منه أن نتبادل القميص، فوافق على ذلك وطالبني بملاقاته في مستودع الملابس، وبالفعل ثم ذلك، لقد تصرف معي بشكل طبيعي رغم أنه نجم يساوي الملايير، وإلى جانبه كريم بنزيمة الذي تعرفت عليه وسلمني قميصه كذلك ، وهنأني على المردود الذي قدمته وأنا كذلك خاصة وأنه كان رجل المباراة بإمتياز.
- المنتخب: تتحدث عن ريال مدريد ولاعبيه وألمس فيك حبك لهذا النادي العملاق، أليس كذلك؟
برادة: في الحقيقة أعيش حاليا في مدريد وألعب رفقة خيطافي المحسوب على العاصمة لكنني لا أنكر أنني عاشق للنادي الملكي ريال مدريد، إنه الفريق الذي يلعب الكرة الجميلة والذي يضم بين صفوفه العديد من الجواهر الكروية التي تمتع العين وتطرب الرأس، كما سبق وذكرت لعبي إلى جانب النجوم العالميين حفزني على ضرورة الإشتغال بجدية حتى أواصل السير بخطى ثابتة وأقدم ما هو مطلوب مني.
- المنتخب: ما دمت عاشقا للريال أكيد أنك تتلهف لمواجهة برشلونة، سيكون أمرا رائعا بالنسبة لك التوقيع في مرمى فالديس، أليس كذلك؟
برادة: «يضحك»، بالفعل أنتظر مواجهة برشلونة بفارغ الصبر، لعبت أمام الريال وإن سمحت لي فرصة الظهور أمام الفريق الكطلاني سأسعى للتسجيل في مرمى فالديس، صحيح أن الأمر سيكون صعبا للغاية لكنه سيكون بمثابة الحلم الذي تحقق، عموما سأسخر كافة جهودي للرفع من إمكانياتي خلال التداريب لتحقيق الهدف الذي أسعى إليه وهو بلوغ مرحلة العطاء المستقر الذي يمكنني من ضمان الرسمية.
- المنتخب: بعد المباريات التي خضتها رفقة خيطافي في الليغا، هل كنت تنتظر كل الذي بلغته لحد الأن؟
برادة: سأكون كاذبا إن قلت لك بأنني كنت أنتظر كل هذا، في الحقيقة أنا أعيش واحدا من أحلامي الوردية، اللعب في خيطافي ومواجهة عمالقة الكرة شيء أكثر من رائع، حاليا ينبغي أن أثبت أقدامي وأحافظ على المستوى الذي ظهرت به حتى أصون المكتسبات الحالية، ثقتي كبيرة في إمكانياتي وفي الله عز وجل لأواصل الحضور كرسمي في الفريق الذي يؤمن مسؤولوه بإمكانياتي.
- المنتخب: أعرف أن علاقتك وطيدة بمدربك الحالي لويس غارسيا، بعد دخولك أجواء الليغا قربنا من النصائح التي يوجهها لك ربان الفريق؟
برادة: بالفعل غارسيا مدرب كبير ولن أنسى أبدا الفرصة التي منحني إياها حتى أظهر بصورة متميزة رفقة خيطافي، في التداريب يطالبني بالتفاني وبذل مجهود مضاعف حتى أحافظ على النسق الذي أظهر به، شخصيا أنا سعيد لإهتمامه الكبير بي وهذا يجعلني أتطلع لتقديم أفضل ما عندي لأكون عند حسن ظنه، ما زال أمامي متسع من الوقت ينبغي أن أعمل بجدية وأثابر خاصة وأنني أسعى لتشريف الكرة المغربية بإسبانيا وأرفع القميص الوطني عاليا .
- المنتخب: وسائل الإعلام الإسبانية وبخاصة الصحف المدريدية أوضحت أنك أحسنت إستغلال الفرصة التي منحها لك المدرب غارسيا بإعتبار أن الفريق يعرف بعض الغيابات بداعي الإصابة؟
برادة: بالفعل هذا صحيح، المدرب غارسيا منحني إمكانية الظهور كرسمي بعدما تعذر عليه إقحام بعض العناصر التي تعاني من إصابة والتي تتوفر على خبرة واسعة وكبيرة في الليغا ، أظن أنني لم أخيب ظنه والمردود الذي قدمته كان في المستوى لذلك تحدثت وسائل الإعلام على أنني أحسنت إستغلال الفرصة كما ذكرت.
كما تعرف في بطولة من حجم الليغا وفي فريق من حجم خيطافي لا يمكن لأي لاعب أن يفرض نفسه كرسمي إلا بعد أن يقدم أوراق إعتماده، وشخصيا إرتفعت معنوياتي قبيل إنطلاق فعاليات البطولة في الوقت الذي خضت فيه بعض المباريات الودية وقدمت صورة نموذجية أثبتت فيها جاهزيتي للمرحلة القادمة، عموما في المرحلة الحالية أحصد ما إجتهدت من أجله في السابق ولا أعرف ما يخبئه لنا المستقبل، المهم هو مواصلة العمل بشكل جدي وعدم السقوط في الغرور نتيجة لما تحقق لحد الأن.
- المنتخب: كيف تعيش حاليا في مدريد، وهل تتقاضى أجرا يمكنك من تحسين وضعيتك الإجتماعية؟
برادة: بالنسبة للماديات فكما تعرف أنا قادم من مركز تكوين والفريق المحترف عندما يتعاقد معك لا يمنحك أجرة شهرية كبيرة، عموما لا أفكر في هذه المرحلة بالمال بقدر ما أسعى للرفع من إمكانياتي، أهتم حاليا بالشق الرياضي في مسيرتي الكروية وأريد تطوير قدراتي.. وبخصوص الحياة في مدريد فهي رائعة، وأتمنى أن أحقق مع هذا النادي أحد الألقاب وأبلغ معه كل الأهداف.
- المنتخب: ما هي نوعية العقد الذي يربطك حاليا بخيطافي؟
برادة: في البداية وعند إلتحاقي بالفريق وبعدما تدربت رفقة الرديف وقعت على عقد يمتد لثلاث سنوات وبمجرد إلتحاقي بالفريق الأول طالبتني الإدارة بإضافة عامين ووافقت على الأمر وأنا سعيد بذلك لأنني أجاور لاعبين في المستوى إستفدت منهم كثيرا وأقدر فيهم روح المساعدة التي قدموها لي.
المنتخب: لنعرج للحديث عن المنتخب الوطني الأولمبي، كيف وجدت القرعة المؤهلة لأولمبياد لندن والتي سنواجه من خلالها الجزائر، السينغال ونيجيريا؟
برادة: أظنها قرعة في المتناول، من الرائع أننا نتواجد جنبا إلى جنب مع المنتخب الجزائري في ديربي سيكون حارقا ،نعرف هذا المنتخب جيدا بإعتبار أننا سبق وأن واجهناه بالجديدة ضمن كأس شمال إفريقيا، وكذلك الشأن بالنسبة للمنتخب السينغالي الذي واجهناه وديا بمراكش، يبقى الفريق النيجيري مجهولا بالنسبة لنا لكن هذا لا يهمنا كثيرا بقدر ما يهم تقديم مباريات في المستوى ونحقق العلامة الكاملة في كل لقاء حتى نتمكن من ضمان عبور سهل للدور نصف النهائي.
- المنتخب: هل ترى بأننا نتوفر على جيل قادر على بلوغ محطة لندن وكيف تقرأ حظوظنا في التأهل؟
برادة: بالفعل حظوظنا كبيرة في بلوغ نهائيات أولمبياد لندن، نتوفر على تركيبة بشرية قوية سواء من اللاعبين المحترفين في أوروبا أو أبناء البطولة الوطنية، قاعدة الإختيار ستكون موسعة أمام الطاقم التقني المشرف على المنتخب الأولمبي الذي سيستفيد من هذا المعطى لإختيار العناصر التي يراها أنسب للدفاع عن القميص الوطني في مرحلة الحسم.
- المنتخب: سنواجه منتخب غامبيا وكوت ديفوار بطنجة في 8 و11من أكتوبر، هل ستحضر مع الأولمببين؟
برادة: مستعد للحضور رفقة المنتخب الوطني وأسعى دائما لتمثيل بلدي، كنت أظن أننا سنواجه غامبيا في مناسبتين، لم أعلم أننا سنواجه الإيفواريين، أظن أنهم يتوفرون على منتخب جيد والفرصة ستكون مواتية لنا للإحتكاك بهذا الفريق للإستعداد الجيد، في الحقيقة إشتقت لأجواء الفريق الوطني، حيث سألاقي اللاعبين الذين إفتقدتهم خاصة وأننا نكون عائلة واحدة ونسعى دوما لإعلاء الراية الوطنية.
المنتخب: في أخر حوار أجريته مع المدرب بيم فيربيك أشاد بقدراتك كثيرا بعدما أصبحت رسميا مع خيطافي، كيف تعلق على الثناء الذي خصك به؟
برادة: من الرائع أن يشيد بي المدرب بيم فيربيك، كما تعلم إنه مدرب عالمي ولا يطلق الكلام على عواهنه، لست الوحيد الذي يتألق في أوروبا، هناك زكرياء لبيض لاعب أيندهوفن الذي يلعب بدوره كرسمي والعميد إدريس فتوحي الذي يشق مسارا متميزا رفقة إيستر الفرنسي ، أظن أن الفريق الوطني سيستفيد من خبرة هؤلاء اللاعبين.
- المنتخب: تعرف أن إقصائيات الأولمبياد ستجرى في تاريخ خارج أجندة الفيفا وفي حديثك ألمس بأنك ستحضر مع الفريق الوطني؟
برادة: أعرف أن تاريخ الإقصائيات لا يتزامن مع تاريخ محدد من الإتحاد الدولي لكرة القدم ، سبق لي أن حضرت رفقة الأولمبيين في رحلتي الموزمبيق والكونغو الديموقراطية خارج رزنامة الفيفا، صحيح أنني كنت أنذاك محسوبا على رديف خيطافي، لكن حاليا سأطلب من الإدارة بأن تسمح لي باللعب مع منتخب بلدي، سأفعل المستحيل من أجل ذلك، لا أتخيل حتى فكرة أنني سأغيب، سأطرق كل الأبواب مقابل الحضور رفقة الفريق الوطني الذي أعتز بتمثيله.
- المنتخب: العديد من المتتبعين يرون بأنك قادر على ضمان مكانتك رفقة المنتخب الأول، هل توافق على هذا الطرح؟
برادة: سعيد بأن أسمع منك هذا الكلام، لكن دعني أفسر لك شيئا مهما، أنا لاعب محسوب على المنتخب الأولمبي في المرحلة الحالية ولا أريد أن أحرق المراحل، نحن جيل من اللاعبين نحضر لنكون الدعامة الأساسية للمنتخب الأول في مونديال البرازيل 2014 بحول الله، حاليا أركز على المنتخب الأولمبي وأتطلع لضمان بطاقة العبور للندن كأكبر رهان.
- المنتخب: نتركك في مساحة حرة عبر«المنتخب»؟
برادة: أوجه تحياتي للشعب المغربي كافة وأتمنى حظا موفقا للمنتخب الأول في مباراته أمام تانزانيا، وأتمنى أن أحافظ على الخط التصاعدي الذي أسير فيه مع خيطافي وأعطي صورة نموذجية عن اللاعب المغربي، ومن هذا المنبر المحترم أعد المغاربة بأننا سنقاتل في مصر من أجل إنتزاع بطاقة العبور إلى أولمبياد لندن 2012.

حاوره: