يعيش قطاع الصحة بمدينة مكناس حالة "احتقان"، نتيجة تراجع الخدمات العلاجية، إن على مستوى النقص الحاد في عدد الأطقم الطبية وشبه الطبية، أو على مستوى المعدات والتجهيزات الأساسية، والنتيجة تذمر في صفوف المرضى، الذين باتوا يوثقون محنتهم العلاجية بمقاطع "فيديو"، تكشف، في العمق، تفاصيل المسكوت عنه داخل مستعجلات المستشفيات العمومية بالمدينة. مصدر مسؤول بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، لخص مشكل القطاع في عدم توفر المستشفى الإقليمي على العدد الكافي من الأطر الطبية وشبه الطبية، ذلك أن جناح المستعجلات، حسب ما صرح به المصدر ل"أخبار اليوم"، يستقبل ما يزيد عن 600 حالة مرض يوميا ، ضحايا اعتداءات بواسطة الأسلحة البيضاء، والأرقام الرسمية تشير إلى أن مصلحة المستعجلات استقبلت خلال سنة 2016 ما يزيد عن 160659 مريضا، فيما بلغ عدد المستفيدين من الفحص المتخصص27196 مريضا، وذلك في مدينة يناهز عدد سكانها مليون نسمة. مشاكل قطاع الصحة بالعاصمة الإسماعيلية لا تنتهي، هكذا تحدثت فعاليات مدنية وجمعوية للجريدة، بالنظر إلى "الفضائح" التي ما فتئت تتفجر هنا وهناك؛ من نشر صور مرعبة لمركب جراحي تظهره في وضعية إهمال تام لشروط النظافة، إلى سرقة وحدة مركزية لجهاز "السكانير"، كانت تحتوي على برنامج باهظ الثمن، ومن الاعتداء على الأطر الطبية وشبه الطبية، إلى مقاطعة الوجبات الغذائية، والنتيجة، حسب ما يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات داخل جناح المستعجلات، واحتماء بكاميرات الهواتف النقالة، لنقل معاناة المرضى وذويهم بالصوت والصورة. في السياق، أكد مصدر طبي أن جزءا من مشاكل قطاع الصحة بمكناس موروث، ذلك أن التجهيزات والمعدات الطبية التي يتوفر عليها المستشفى الإقليمي، لا تواكب التحولات التي تشهدها العاصمة الإسماعيلية على المستوى الديموغرافي، خاصة وأن مستشفى مكناس يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1956، انتقلت معه نسبة الساكنة من 120 ألف إلى مليون نسمة، ما يفرض إعادة تأهيل مرفقه الصحي، وتطوير تجهيزاته ومعداته الطبية. معاناة المرضى بمستعجلات المستشفى الإقليمي محمد الخامس، تزكيها معاناة مماثلة لنساء حوامل بمستشفى الأم والطفل "بانيو"، الذي أثار الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة، بسبب عدم توفره على الأطقم الطبية الكافية، خاصة وأنه وجهة لحالات الوضع المستعصية، التي تتوافد عليه من المراكز الصحية المتواجدة داخل وخارج المدينة.