انتهت أمس الإثنين حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة يوم الخميس المقبل، وأفادت إسلام أون لاين أن 5 مرشحين قد ركزوا على انتقاد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولم يهتموا بعرض برامجهم، فيما تجاهل المرشح السادس انتقاداتهم وركز على إنجازاته خلال ولايته الرئاسية الأولى. ويرى أغلب من تتبعوا مجريات حملة الانتخابات أن بوتفليقة وعلي بن فليس رئيس وزرائه السابق، مرشح حزب الأغلبية جبهة التحرير الوطني هما الأوفر حظا للفوز بالانتخابات، إذا أخذ في الحسبان الحشود الكبيرة التي حضرت مؤتمراتهم الانتخابية. ويعتبر قطاع من المراقبين أن مقياس الفوز بالنسبة للمترشحين الستة يقع خارج الشعبية أو المصداقية أو القدرات التي يحظى بها كل واحد، إذ يتحدد وفق درجة الولاء للنظام وتبعا لمدى استعداد المرشح للحفاظ على توازن المصالح في أجنحة السلطة. ويرون أن بوتفليقة وبن فليس هما أكثر من يتوفر فيهم هذا الشرط. وأضافت إسلام أون لاين أن المترشحين الخمسة قد تفننوا في انتقاد فترة حكم بوتفليقة، ولم يولوا أهمية كبيرة لعرض برامجهم، أو تقديم البدائل التي يقترحونها على الناخبين. وكان بن فليس أشدهم هجوما على الرئيس لكونه يعرف الرجل جيدا، حيث أدار حملته الانتخابية في سنة ,99 وتولى منصب مدير ديوانه ثم أمين عام رئاسة الجمهورية قبل أن يترأس الحكومة. وركز بن فليس في حملته الانتخابية على أن بوتفليقة تعسف في استعمال سلطته وتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة، واحتقر نواب الشعب من خلال إصدار قوانين خارج البرلمان. وردد مرشح التيار الإسلامي عبد الله جاب الله في لقاءاته مع الناخبين خطابا يحمل لوما على الرئيس الذي فرّط في ثوابت ومقومات الأمة. ويرى جاب الله أن الجزائر سجلت في عهد الرئيس الحالي تراجعا كبيرا في استعمال اللغة العربية في المناهج التربوية وفي تدريس الدين الإسلامي في المراحل التعليمية الأولى. ولا يزال جاب الله والأوساط الإسلامية في الجزائر بشكل عام يستحضرون بمرارة شديدة صورة مصافحة بوتفليقة لرئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود باراك، على هامش تشييع جنازة ملك المغرب، الحسن الثاني بالرباط سنة .1999 ومن جهته يقول سعيد سعدي مرشح التيار العلماني ومتزعم ثاني أحزاب البربر: إن الفتنة العرقية واشتداد التعصب الجهوي بلغا ذروتهما في عهد بوتفليقة، والدليل تجاهل الأحزاب المتجذرة في منطقة القبائل. وأخذت لويزة حنون مرشحة اليسار على بوتفليقة تحالفه مع الشركات المتعددة الجنسيات لبيع المؤسسات العمومية بأبخس الأثمان. وترى أول امرأة جزائرية تترشح لانتخابات الرئاسة أن الجزائر مستهدفة في وحدتها من خلال مشروع الانضمام للمنظمة العالمية للتجارة، واتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي. أما علي فوزي رباعين مرشح حزب عهد 54 ( تاريخ انطلاق ثورة الاستقلال) فقد درج على ترديد أن بوتفليقة فتح الباب واسعا لالحركي وأبنائهم، ومكنهم من مناصب حساسة في الدولة. والحركي هم فئة الجزائريين الذين تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي ضد الثورة الجزائرية (1962/1954). ويشار إلى أن الحملة الانتخابية بدأت يوم .18/3/2004 ويتوقع المراقبون إقبالا كبيرا على صناديق الاقتراع قياسا على التجاوب الكبير الذي عرفته العملية الانتخابية لدى انطلاقتها يوم 03-04-2004في أوساط الجالية الجزائرية المقيمة في العالم العربي والإسلامي وفي أوربا وأمريكا الشمالية