إيران لإسرائيل: الرّد ديالنا التالي غايكون على أقصى مستوى    ألف درهم تساوي 8000 درهم.. عملية نصب كبرى تتربص بالطنجاويين    جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنساني    لاعبو بركان يتدربون في المطار بالجزائر    هشام العلوي: استفحال اقتصاد الريع في المغرب ناتج عن هشاشة سيادة القانون والنظام يخشى الإصلاح الاقتصادي الجوهري (فيديو)    دراسات لإنجاز "كورنيش" بشاطئ سواني    أمن مراكش يوقف شقيقين بشبهة النصب    ندوة تلامس السياق في الكتابات الصوفية    بانتصار ساحق على ليبيا.. المغرب يبلغ نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة ويضمن التأهل للمونديال    المغرب يسعى لاستقطاب مليون سائح أمريكي سنويا    إعلام عبري.. نتنياهو صرخ في وجه وزيرة خارجية ألمانيا: نحن لسنا مثل النازيين الذين أنتجوا صورًا مزيفة لواقع مصطنع    نقابة: نسبة إضراب موظفي كتابة الضبط في دائرة آسفي فاقت 89% رغم تعرضهم للتهديدات    إطلاق الرصاص لتوقيف شخص عرّض أمن المواطنين وسلامة موظفي الشرطة لاعتداء جدي ووشيك باستعمال السلاح الأبيض    المكسيك – موجة حر.. ضربات الشمس تتسبب في وفاة شخص وإصابة العشرات    طقس السبت.. أمطار رعدية ورياح قوية بهذه المناطق من المغرب    ما الذي قاله هشام الدكيك عقب تأهل المغرب المستحق إلى كأس العالم؟    العرض السياحي بإقليم وزان يتعزز بافتتاح وحدة فندقية مصنفة في فئة 4 نجوم    الجدارمية د گرسيف حجزوا 800 قرعة ديال الشراب فدار گراب بمنطقة حرشة غراس    طلبة الصيدلة يرفضون "السنة البيضاء"    مسؤول بلجيكي : المغرب وبلجيكا يوحدهما ماض وحاضر ومستقبل مشترك    وزير الفلاحة المالي يشيد بتقدم المغرب في تدبير المياه والسدود    صلاح السعدني .. رحيل "عمدة الفن المصري"    المغرب وروسيا يعززان التعاون القضائي بتوقيع مذكرة تفاهم    وزارة التجهيز والماء تهيب بمستعملي الطرق توخي الحيطة والحذر بسبب هبوب رياح قوية وتطاير الغبار    الأمثال العامية بتطوان... (577)    تسجيل حالة وفاة و11 إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي    المعرض الدولي للكتاب.. بنسعيد: نعمل على ملائمة أسعار الكتاب مع جيوب المغاربة    ها أول تعليق رسمي ديال إيران على "الهجوم الإسرائيلي"    خاص..الاتحاد ربح الحركة فرئاسة لجن العدل والتشريع وها علاش الاغلبية غاتصوت على باعزيز    "لارام" و"سافران" تعززان شراكتهما في صيانة محركات الطائرات    مؤشر ثقة الأسر المغربية في وضعها المالي يتحسن.. وآراء متشائمة في القدرة على الادخار    تعرض الدولي المغربي نايف أكرد للإصابة    مجلس النواب يعقد جلسة لاستكمال هياكله    ارتفاع كبير في أسعار النفط والذهب عقب الهجوم على إيران    بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بارتفاع    "إعلان الرباط" يدعو إلى تحسين إدارة تدفقات الهجرة بإفريقيا    موعد الجولة ال27 من البطولة ومؤجل الكأس    طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس    المكتب التنفيذي ل"الكاف" يجدد دعمه لملف ترشيح المغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030    بسبب فيتو أمريكي: مجلس الأمن يفشل في إقرار العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة    "ميتا" طلقات مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني فمنصاتها للتواصل الاجتماعي    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة علماء المسلمين في العراق: لن يولد الانسحاب الأمريكي حربا أهلية
نشر في التجديد يوم 27 - 03 - 2008


أكد الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين أن العراقيين يخوضون حربا تاريخية ضد عدو قال في وصف معركته أنها صليبية، وأن شباب العراق يلحقون به الهزائم تلو الهزائم. وقال الشيخ الفيضي نحن نعد جميع فصائل المقاومة أبناء لنا على حد سواء، ونعمل على نصرة الجميع، من غير تفريق بين فصيل وآخر، فالجميع يؤدون واجبا واحدا، وأقل ما نقدمه لهم، دعمهم بالموقف والكلمة، والذود عنها، والدفاع عن مهمتهم . وفيما يلي نص الحوار: س1: ما الذي تريده هيئة علماء المسلمين؟ ج ـ تريد هيئة علماء المسلمين، ما يريده العلماء المسلمون في أي بلد، يتعرض لاحتلال من قبل دولة أجنبية نصبت نفسها لمعاداة الدين، والمسلمين. تريد تحرير العراق، من هذا الغزو الأمريكي، وإعادة البلاد إلى أهلها، فلا يجوز التفريط بشبر واحد من أرض الإسلام. س2: ما برنامجكم السياسي الذي تقدمونه للناس؟ وهل انطلاقاتكم في برامجكم دينية أم وطنية؟ ج ـ برنامج هيئة علماء المسلمين متعلق بنهجها الشرعي الذي تؤمن به، والذي يقضي في مثل ظروفنا العمل على تحرير العراق، وتجنيد كل مكوناته لهذا الغرض، من خلال تذكير المسلم بأن هذه الأرض جزء من أرض الإسلام لا ينبغي التفريط بها، وتذكير غير المسلم من أبناء البلد بأن هذه أرض الوطن، وعليه أن يحافظ عليها، ليضمن العيش الكريم له، ولأبنائه، ثم إعادة بناء البلد على أسس صحيحة، بأيدي أكفاء، بعيدا عن المحاصصة الطائفية والعرقية، وعن إملاءات دولة الاحتلال أو أي دولة أجنبية. س3: هناك من يقول إن هيئة علماء المسلمين في العراق واجهة سياسية للمقاومة؟ ما هو تعليقكم، وما مدى تأثير الهيئة على الجماعات الجهادية؟ ج ـ حاول المحتل منذ انطلاق المقاومة العراقية المباركة التغطية عليها، والتقليل من شأنها، وبكل ما له من خبرة استمدها من تجاربه في احتلال البلدان، وتعامله مع مقاومات شعوبها. فهو من ناحية سخر ما له من هيمنة على وسائل الإعلام للتغطية على فعاليات المقاومة، فكانت معظم وسائل الإعلام لا تتطرق إلى حجم العمليات المسلحة التي بدأت تطال الاحتلال في معسكراته، وأثناء دورياته، أو خلال مداهماته، والتي أخذت تتنامى على نحو غير متوقع، وكان الضوء يسلط على مواقف تنتقى بعناية للإيحاء بأن الوضع في العراق بات آمنا، وان قوات الاحتلال تقوم بواجباتها خير قيام. ومن ناحية أخرى أخذ الاحتلال يستهدف بالقتل والاعتقال كل من ينوه بوجود المقاومة، أو يكشف عن شيء من عملياتها، أو يقدم لها الدعم ماديا أو معنويا. وهنا وجدت هيئة علماء المسلمين نفسها أمام مسؤولية كبيرة، لدعم الفعل المقاوم، إعلاميا وسياسيا، وتفويت الفرصة على المحتل في تحقيق هدفه لتقزيمها، وإبعادها عن التأثير في المسرح السياسي والإعلامي. فكانت تعلن صراحة عبر بياناتها أن الاحتلال الأمريكي للعراق عدوان، وأن مقاومته بحسب القوانين الدولية عمل مشروع، أما بمقتضى الشرع الحنيف، فهو جهاد ملزم، وأن ثمة مقاومة عراقية فاعلة، تقوم بواجبها الشرعي، ويتعين علينا دعمها. وقد دفعت الهيئة بسبب هذه المواقف ثمنا غاليا، فاعتقل العشرات من أعضائها على يد قوات الاحتلال، وأودعوا سجونها، وكانت التهمة -في الغالب- هي ذكرهم للمقاومة بخير على منابر الجمعة أو في دروس الوعظ والإرشاد، أو في لقاءات شعبية عامة، ونشاطاتهم في دعمها. كما قتل العشرات من أعضائها للسبب نفسه، على يده ويد عملائه. هذا الدور وغيره كانت تمارسه الهيئة، وما تزال، ولم تدع يوما أنها واجهة سياسية للمقاومة. أما تأثير الهيئة على فصائل المقاومة، فهو ملحوظ بشكل عام، هناك ثقة بها، واستجابة من قبلهم لنصائحها، وهناك من هذه الفصائل -وهم قليلون- من لا يمنحها هذه المكانة لأسباب ليس هنا محل بسطها. س4: هل لكم صلات معينة مباشرة أو غير مباشرة مع فصيل من فصائل المقاومة؟ وهل يمكن تسميتها؟ ج ـ نحن نعد جميع فصائل المقاومة أبناء لنا على حد سواء، ونعمل على نصرة الجميع، من غير تفريق بين فصيل وآخر، فالجميع يؤدون واجبا واحدا، وأقل ما نقدمه لهم، دعمهم بالموقف والكلمة، والذود عنها، والدفاع عن مهمتهم. س5: هل هناك حملة تشن على الهيئة تستهدف تشويه صورتها في وسائل الإعلام واتهامها بدعم الإرهاب؛ وما أسباب هذه الحملة؟ وما أثرها على سياسة الهيئة؟ ج ـ نعم هناك حملة بهذا الصدد، وهي ليست جديدة، فمنذ وقت مبكر حين أدرك الأمريكيون أن الهيئة لا تباع ولا تشترى، ولا يمكن احتواؤها، بدا مسلسل العداء ضدها، واتخذ صورا شتى وأشكالا عديدة، منها: الملاحقة بالقتل والاعتقال، تسليط الميليشيات عليها، إنشاء هيئات وجماعات إسلامية منافسة لها لسحب البساط من تحتها، وأخيرا تسليط بعض الأطراف السنية عليها. وكان من الأساليب التي اتخذت لإضعافها، اتهامها بالإرهاب، أو دعم الإرهاب، أو الترويج للإرهاب، لعزلها عن شعب العراق والعالم العربي، ولكن الهيئة تخطت بفضل الله كل هذه المصاعب، وتوكلت على الله في مهمتها المشروعة، وهي اليوم أصلب عودا، وأقوى شأنا. س6: التصريحات الأخيرة للشيخ الضاري أثارت ردود فعل كثيرة، لماذا برأيكم؟ ج ـ لم يكن ذلك مفاجئا، ففي مسلسل استهداف الهيئة، كان طبيعيا أن يستغل المغرضون هذا التصريح، ويقتطعون منه جزءا، يوافق ذكره منفصلا عن سياقه أهدافهم، وقد فعلوا ذلك من قبل مرارا، ولكن الهيئة ليست طارئة على الواقع، حتى يصدق الناس كل من هب ودب في تقييمها، بل هي مؤسسة عمرها خمس سنوات، ولديها مئات البيانات، وآلاف التصريحات، ولها حضور متميز في وسائل الإعلام العربية والعالمية، وتزخر مواقع الانترنت بما لا يحصى من لقاءات ومواقف، ومن ثم ليس صعبا أن يعرف المتابعون موقف الهيئة من هذه الجماعات أو تلك. س7: ما هو موقفكم من هذه الضجة الإعلامية التي حاولت تحريف موقفكم من القاعدة؟ ج ـ بالنسبة لموقف الهيئة من تنظيم القاعدة في العراق، الذي حاول الكثير من أعدائنا النيل منا بسببه، فقد سئلت عنه قبل أيام من قبل موقع إسلامي وأجبت عنه إجابة وافية أحب أن أعيدها بنصها فأقول: الموقف الإعلامي المتحامل علينا بهذا الصدد حين يصدر من عدو ليس غريبا، فالعدو يسعى للنيل منك بأي ثمن، ويحاول جاهدا أن يستدرجك إلى مواقف تصب في مصالحه، ولذا هو لا يرضى منك إلا موقفا واحدا، هو إعلان الحرب على القاعدة في العراق، لان هذا يخدمه خدمة جليلة، فهو من جانب يدفع عنه الإحراج أمام العالم، ويوحي به أنه في العراق ليس من أجل الاحتلال وسرقة الثروات، والهيمنة على المنطقة، بل من أجل محاربة تنظيم مصنف عالميا على أنه إرهابي، وهو يقف إلى جانب الشعب العراقي في محاربة هذا التنظيم الذي يستهدفهم، والدليل أن هيئة علماء المسلمين هي من أعلن الحرب عليه. وهو من جانب آخر يتخذ من هذه المظلة ذريعة لتصفية المقاومة، والدليل على ذلك: حيث ظهرت مشاريعه في حرب القاعدة مثل الصحوات وغيرها تم تصفية المقاومة كلها، وهذا من مكر العدو وخبثه. ونحن لسنا مثل غيرنا، لسنا سذجا، ولسنا عملاء للاحتلال، ومن ثم لن نمنح المحتل هذه الفرصة، ولن نثلج له صدرا. وحين يصدر هذا التحامل من صديق، أو مسلم فهذا المثير للغرابة، لأننا هيئة شرعية، لا نخضع لإملاءات المحتل، ولا لضغوط حكومات، بل نصوغ مواقفنا من قواعد شرعية، ومن ثم حين نريد أن نقف من القاعدة موقفا صحيحا، فيجب أولا أن نعرف أن القاعدة ليست جماعة براية معروفة على الأرض، تقف في طرف معلوم من جبهة المعركة مثل الخوارج مثلا، وخرجوا على الإمام، حتى يمكنك أن تصوغ موقفا منهم، إنما هم جماعات مبثوثة هنا وهناك، يصعب حصرها، والتعامل معها بشكل مباشر، لذلك نحن والحالة هذه نرصد الفعل، فإذا كان مما ينطبق عليه وصف المقاومة وصفناه به، وإذا كان مما ينطبق عليه وصف الإرهاب أو الجريمة وصفناه بهما، بغض النظر عن الفاعل. لقد امتدحنا الذين يفجرون أنفسهم ليضربوا دبابة أمريكية أو يستهدفوا جنودا محتلين، وقد وقع فعل ذلك من تنظيمات للقاعدة، فهل تريد منا أن نقول أن هذا إرهاب مادامت القاعدة فعلته، ولو فعله غيرها من أبناء الوطن فهو عملية بطولية، كيف نفعل ذلك، وعلى أي أساس من الشرع نصدر مثل هذا الحكم، انه عمل جليل، من أي طرف مسلم قام به، وصاحبه شهيد، وله جنة الخلد إن شاء الله. وذممنا في الوقت ذاته أفعالا طالت أبرياء، ليس لها مبرر شرعي، وسميناها إرهابا، أو جرائم يندى لها الجبين، وقد تبنت تنظيمات للقاعدة بعضا منها، فلم نغير حكمنا فيها، ولو فعلتها فصائل مقاومة عراقية، لبقي الحكم في حقهم واحدا. هذا هو ميزاننا في التعامل مع الأحداث، وهذا الذي ندين الله به، وبهذا الصدد، لا نأبه بحملات التضليل والتحريف التي تقودها بعض الأطراف، وبعض وسائل الإعلام، المهم عندنا رضاء الله أولا، وتحرير بلدنا ثانيا، ولا يستوعب موقفنا إلا من احتل بلده، وذاق ما ذقناه. س8: هناك مرجعيات سنية أخرى كمجلس علماء العراق، وشورى أهل السنة والجماعة، والهيئة السلفية للدعوة والإرشاد والفتوى، ما علاقتكم بتلك المرجعيات؟ ولم لا تتوحد في مرجعية واحدة لأهل السنة؟ ج ـ نحن ابتداء لم نطرح أنفسنا مرجعية للسنة، نحن هيئة شرعية نشأت في الظرف الصعب من تاريخ العراق، وهو ظرف الاحتلال، وهي منذ نشأتها تقوم – وما تزال- بواجبها الشرعي، في العمل على إعادة الأرض إلى أصحابها الشرعيين. أما بالنسبة للجهات التي طرحت نفسها مرجعيات، فهذا شأنها، ونحن نعتقد أن الأرض العراقية ليست حكرا على أحد، لكن ما يهمنا في هذه المرحلة بالذات، ألا يتورط أي تجمع، أو جماعة أو تشكيل ديني أو سياسي، في خدمة مشروع الاحتلال، أو يستغل كأداة لتخذيل المقاومة، وهي تؤدي أشرف مهمة، هذا بالضبط ما يهمنا الآن. وحين يكون هذا التجمع أو ذاك ملتزما بهذه الضوابط، فنحن وإياه في خندق واحد، ولسنا بحاجة إلى الانصهار في بوتقة واحدة، ولكن الإشكال يبرز في حال كان لأي تجمع موقف سلبي مما ذكرنا، فهذا ما لا يمكن معه في نظرنا اللقاء. س9: كيف تنظرون لاقتحام مقر الهيئة من قبل حراس الوقف السني؟ ج ـ هو خطوة أقدم عليها السامرائي لإرضاء المالكي، وإقصاء الهيئة من الساحة العراقية خدمة لأطراف سياسية ترى في الهيئة منافسا لها في النفوذ، وموقفا صلبا يكشف ضعفها وتخاذلها. س10: ما الإجراء الذي ستتخذه الهيئة فيما إذا تمسك الوقف بالمقر العام للهيئة باعتباره عائدا لهم؟ ج ـ لا إجراء..آثرنا كظم الغيظ، واللجوء إلى مقار بديلة، فلسنا مستعدين للانجرار إلى صراعات جانبية، معركتنا مع المحتل، وليس مع أحد سواه، لكن أود الإشارة إلى أن حجة عائدية الجامع للوقف مجرد ذريعة، وفي تصريح آخر، قال السامرائي إن الهيئة لم تدفع للوقف بدلات الإيجار وهي ذريعة أخرى، والاثنتان لا أساس لهما من الصحة، فهذا الجامع وغيره من جوامع الرئاسة، لم يسلم للوقف في زمن النظام السابق، ونحن من بادرنا إلى تسليم الجامع للوقف بعد أن قمنا بحفظه من جهات أرادت الاستيلاء عليه، وهناك تفاصيل بهذا الصدد لا مجال لسردها الآن، أما بدلات الإيجار، فهي مختلقة تماما، لأنه لا يوجد بينا وبين الوقف أي عقد، أو اتفاق، من هذا النوع، لكن السيد السامرائي بعد أن فوجئ بحجم ردود الأفعال على ما جنته يداه، بدأ يضطرب بالإجابة لتبرير فعلته، فساق ما ذكرناه أولا، ثم انتهى إلى ذريعة أخرى أن الهيئة تسكت على ما تقترفه تنظيمات القاعدة من جرائم. س11: سمعنا أن هنالك دعوات وجهت لكم لزيارة إيران، وقد رفضتم عدة دعوات لزيارة إيران؛ ما السبب؟ ج ـ نعم.. هذا صحيح، ورفضنا نابع من تقييمنا لسياسة إيران، فهي دائما تستغل مثل هذه الزيارات لأجندتها دون أن تقدم شيئا، وهناك تجارب لجهات قبلنا زارت إيران، ورجعت بخفي حنين، بل تحولت بين عشية وضحاها إلى بوق لإيران، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وهي الأهم أن إيران متورطة في دعم المشروع الأمريكي في العراق منذ لحظة انطلاقه حتى اللحظة، وأجهزتها الاستخباراتية عاثت في الأرض فسادا، وهي متهمة بجرائم لاتحصى في حق شعبنا، وكنا نرى أن الزيارة قد تبعث برسالة خاطئة لشعبنا مفادها أننا راضون عما تفعله إيران، أو داعمون لتدخلها في الشأن العراقي. س12: هناك من يقول إن الخطر الإيراني أكبر من الخطر الأمريكي؟ ج ـ نحن لا نؤيد هذا الطرح، وهذا في الأساس طرح أمريكي، فبعد الهجمة الطائفية لجيش المهدي وفيلق بدر وغيرهم من الميليشيات، واتضاح حقيقة أن لإيران دورا في هذه اللعبة القذرة، وتفاقم حال الغضب عند الناس بسبب هذا السلوك الشائن، وارتفاع أعداد الضحايا من الأبرياء سعت قوات الاحتلال لتوظيف ذلك لمصالحها من خلال إغراء بعض فصائل المقاومة بالانصراف عن قتال الأمريكيين إلى قتال هؤلاء على اعتبار أنهم أكثر خطورة، فالاحتلال سيغادر يوما ما، لكن هؤلاء باقون. وأنا أذكر انه في عهد زلماي زادة جاءنا من يروج لهذه الفكرة، وقالوا لماذا لانتفق على ترك الأمريكيين وننشغل بالإيرانيين والميليشيات وقالوا إن لديهم ضمانات من الأمريكيين بدعمنا لتحقيق هذا الهدف وتحدثوا معنا بطريقة فهمنا منها أن هذا عرض من السفير الأمريكي، ولكننا قلنا لهم إن النفوذ الايراني تدخل في ظل أمريكا، وبإذن منها، والميليشيات عملت في ظلها، وبمباركة منها أيضا، فهي مشكلتنا الأولى، ولن نجر إلى صراعات جانبية. نحن نعتقد أن العدو ذا الأولوية هو المحتل الأمريكي، وأن وجودهم أساس البلاء في العراق، فهو الذي فتح المجال أمام التدخل الإيراني وغيره. وهنا بإمكاننا أن نسأل من سمح للميليشيات التي تربت في إيران، وغذيت بأموالها، وترعرعت على الولاء لها مثل منظمة بدر وغيرها، بالدخول إلى الأرض العراقية، وبالانخراط في أجهزة الدولة الأمنية من حرس وطني وشرطة، ومؤسسات مدنية في كل مفاصل الدولة، أليست امريكا؟ من سمح للساسة الإيرانيين، بالجنسية، أوبالتبعية، أو بالولاء، أن يتقلدوا مناصب الدولة الرفيعة، مثل رئاسة الوزراء، والوزارت المهمة كالدفاع والداخلية، وغيرهما أليست أمريكا نفسها؟ ثم من سمح للأحزاب السياسية التي أسست في إيران، ورعتها إيران لعقود أن تدخل المعترك السياسي، وتستأثر بكل شيء من برلمان وغيره، أليست أمريكا نفسها؟ هل من المنطق أن نقول بعد كل هذا أن الخطر الإيراني أشد من الخطر الأمريكي؟ إننا نشبه وضعنا مع أمريكا بمن له أرض فيها شجرة، تقف عليها الغربان والطيور الضارة، فإذا انشغل صاحب الأرض بطرد الطيور كلما حطت على الشجرة، فسيأخذ ذلك منه وقتا وجهدا، ولن يفلح لأن الطيور ستعود في أي لحظة يغفل فيها عن الشجرة، لكنه اذا اقتلع الشجرة من أصلها، فسيبلغ راحة البال لأن هذه الطيور إذا جاءت لن تجد شجرة تقف عليها، وهكذا المحتل الأمريكي على أرض العراق، إنه أشبه بشجرة تقف عليها وتستظل بظلها مشاريع عدة منها المشروع الإيراني، والمشروع الإسرائيلي ومشاريع أخرى، إذا شغلنا بهذه المشاريع سيبلغ منا الإرهاق مداه، ولن نحصل على نتيجة، ولكنا اذا تمكنا من تحرير العراق، ودفع المحتل، فإن هذه المشاريع كلها ستندفع معه بالمحصلة، لأنها آنذاك لن تجد لها مظلة تقف تحتها، أو جدارا يحميها. س13: هناك من يقول إن الانسحاب الأمريكي من العراق سيولد حربا أهلية، كيف تنظر إلى هذه المسألة؟ ج ـ لا أبدا..لن يولد الانسحاب الأمريكي حربا أهلية، نعم لن يهدأ الوضع في الحال، فالمحتل أرسى قواعد لمشاكل عديدة، لكن الوقت كفيل بحلها، الصراع من الممكن أن ينشب بين فصائل المقاومة والميليشيات الموالية لإيران، وفي تقديرنا أن صراعا مثل هذا إذا نشب لن يطول، لأن هذه الميلشيات لا تتمتع بأي دعم، بل أبناء الجنوب ناقمون عليها، وينتظرون على أحر من الجمر لحظة الخلاص منها. س14: في حال الانسحاب الأمريكي من العراق أين ستصل إيران في تغلغلها في العراق؟ ج ـ نحن لا نعتقد أن التغلغل الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي، سيتنامى، بل على العكس سيتناقص بشكل سريع، لان إيران متغلغلة الآن من خلال عناوين يحميها الاحتلال، مثل أجهزة الجيش والشرطة، والأحزاب السياسية المعروفة، فإذا خرج الاحتلال، سيخرج معه هؤلاء، وينكشف الوضع ولا تبقى لإيران أغطية للتدخل، فتضطر اذا أرادت التدخل إلى العمل بعلانية، وهذا من دون شك سيكلفها غاليا. س15: ألا تلاحظ أن إيران تحاول أن تلعب بورقة العراق في إدارة صراعها مع أمريكا، وفي حال حصول ضربة أمريكية لإيران ما هو مصير العراق؟ ج ـ إيران ليست بصدد المحاولة للعب بورقة العراق، بل إنها منذ الأيام الأولى للغزو بدأت تلعب بورقة العراق، ومازالت على هذا المنوال، أما ما مصير العراق إذا وجهت ضربة أمريكية لإيران، فلن يكون العراق ـ في تقديري ـ بخير، لأن العراق في كل الأحوال سيكون ساحة للقتال، واذا اشتد الصراع، قد يتحول إلى ساحة للمساومة، وأنا دائما أذكر كلمة لمحلل سياسي معبرة عن حقيقة الوضع، قال فيها: إن امريكا وايران مثل فيلين، اذا اصطرعا، أو لعبا كان العراق الضحية. س16: كيف تقيمون المرحلة الحالية سياسياً؟ وكيف ترون فرص الخروج من هذا المأزق؟ ج ـ المرحلة السياسية، تشبه ما يسمى في عرف الطب الوفاة السريرية، التي يكون فيها الدماغ ميتا، والقلب نابضا، وخراطيم الأكسجين مشدودة إلى المريض، لتمد في عمره من غير طائل. الوضع في العراق لا يسمى مرحلة سياسية، بل هو فوضى، ودولة بلا مؤسسات. والخروج من المأزق ممكن، لكن حين نخطو الخطوات الصحيحة، ولا حل في الأفق إلا بإلغاء العملية السياسية، وإلغاء كل ما ترتب عليها من تبعات، ثم بدء الانسحاب الأمريكي، وإعادة الجيش العراقي السابق بعد أن أقر بريمر، وبوش، أنفسهما بأن قرار حله كان خطأً، ثم تشكيل جبهة إنقاذ من الساسة المناهضين للاحتلال، الذين يحظون اليوم بثقة الجزء الأعظم من الشعب العراقي. س17: هناك قضايا ساخنة في الساحة العراقية مثل قانون النفط الذي أثار الكثير من الجدل، كيف تنظرون إلى مخاطر هذا المشروع وانعكاساته على ثروات ومستقبل العراق؟ ج ـ هذا المشروع من الخطورة بمكان، وقد أصدرت الهيئة فيه فتوى وبيانا، أكدت فيهما أنه دعوة لرهن ثروات العراق، بيد الشركات الأجنبية العظمى، فهو تمهيد لاحتلال اقتصادي طويل المدى. ومع أننا اعتقدنا أن الشعب سيرفض هذا القانون، وإن تورط بإمضائه البرلمان، لكننا نتمنى ألا يحدث ذلك، لأن الإمضاء عليه سيعطي الأمريكيين ورقة يلعبون بها، لاسيما أن لديهم هيمنة على المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، وبمقدورهم استغلال هذه الورقة في أكثر من ميدان، وهذا يعني أن العراق سيضطر من أجل الخلاص من هذه القيود أن يدفع المزيد من دماء أبنائه. س18: وكيف تنظر إلى قضية الصراع في كركوك وما قد تخلّفه من صراعات بين الأكراد وغيرهم؟ ج ـ قضية كركوك قضية حساسة، ولم يخطئ تقرير بيكر هاملتون حين شبه هذه القضية ببرميل البارود، ومن ثم لا حل إلا أن تبقى كركوك لكل العراقيين، ومحافظة تتبع الحكومة المركزية. س19: الآن في البصرة تثار قضية إقليم الجنوب فما موقفكم من هذا الإقليم؟ وما تصوراتكم عنه وهل سيكون امتدادا لدولة إقليمية؟ ج ـ إقليم الجنوب خطوة على طريق الانفصال، واذا لم يحصل هذا شكلا فسيكون حاصلا في المضمون، وسيتحول الجنوب إلى ما يشبه المقاطعة الملحقة بايران، ومن دون شك سيكون بوابة إيران على السعودية والخليج. س20: هل تعتبرون حكومة المالكي أفضل من سابقاتها في الإطار العام؟ ولماذا؟ ج ـ حكومة المالكي هي الأسوأ لأسباب يطول شرحها، لكن يكفي أن نقول: جرت في عهده أكبر عمليات التهجير القسري ,وأبشع صور القتل والاختطاف والتعذيب على الهوية, وعلى الطائفة,ولم يكن يحرك ساكنا ,بل كان يجيد لعبة المبادرات,فهو يعلن المصالحة من وجه, ويتغاضى عما تفعله أجهزته الأمنية من جرائم طائفية بحق السنة من وجه آخر,وكأنه كان يريد كسب الوقت, لتمرير أجندة لا تخدم سوى طائفة معينة, ودولة معينة. وأنا أذكر أنه, قبل أن يستلم منصب رئيس الحكومة, خرج على فضائية(الحرة), في حوار حول مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكي, بحق اناس مجتمعين على عرس ,فقتل إثر ذلك أكثر من خمسين شخصا,بمن فيهم العروسان, وفرقة الغناء وسئل: هل هؤلاء إرهابيون حتى يستهدفوا,فكان جوابه محبطا, إذ قال -مبررا هذه الجريمة الشنعاء- إن هذه المناطق تحتضن الإرهاب, ويجب أن تتأدب, ثم قال:لا ينبغي أن نختزل مواقف الأمريكيين في هذا الحدث, فالأمريكيون أعادوا لنا حقا مسلوبا من أربعة عشر قرنا, وكان يعني الخلافة, بناء على معتقد لدى البعض أنها كانت لسيدنا علي رضي الله عنه, ولكن الصحابة رضي الله عنهم سلبوها منه, وسلموها لأبي بكر رضي الله عنه. وحين تسلم المالكي رئاسة الحكم ساورنا قلق شديد, إذ كيف يمكن لرجل مازال أسير هذه المعتقدات الطائفية أن يتعامل بعدل مع أبناء شعبه, على اختلاف مكوناتهم وكان شكنا في محله, فالمالكي, حين تحاصر الأنبار أو تقصف تجد لديه الدعم لهذه العمليات والرضا, وحين تضرب مدينه الصدر أو تحاصر, ينتفض, ويدعو الأمريكيين للمغادرة. حتى هذه اللحظة تستعمل وسائله الإعلامية الرسمية مصطلح الإرهابيين بحق رجال المقاومة من مناطق مثل الموصل والأنبار وصلاح الدين وتستعمل مصطلح المسلحين في حق من يشهر سلاحه في مدينه الصدر والديوانية أو أي منطقة جنوبية، وما خفي أعظم. س21: موقفكم المعارض للاحتلال واضح منذ البداية. هل حاول الأميركيون الاتصال بكم خلال السنوات الماضية، لكسبكم إلى جانب سياستهم في العراق؟ متى وكيف؟ ج ـ زارنا الأمريكيون في مقر إقامة الهيئة في بغداد، وكانت زياراتهم لغرض إقناعنا بسياساتهم، فقبيل الانتخابات ـ مثلاـ زارنا نائب السفير الأمريكي في بغداد، ومعه وفد، وكان الغرض إقناعنا بالمشاركة في الانتخابات، وزارنا كذلك ضباط عسكريون، للغرض نفسه، لكننا لم نغير موقفنا.. س22: يقال أن دولا عربية حاولت ترتيب لقاءات بينكم وبين مسؤولين أميركيين. ما تعليقك؟ ج ـ درجنا منذ نشأة الهيئة على عدم مقابلة المسؤولين الأمريكيين أو البريطانيين أو ممثلين عن أي دولة مشاركة في احتلال العراق، إلا في مقر الهيئة أو مقر إقامة الأمين العام. هذه سياسة درجنا عليها منذ نشأة الهيئة، ولنا فيها حسابات، والدول العربية تعرف ذلك. س23: ما مدى صحة ما يروج عادة بأن المقاومة سنية فقط، وأن الشيعة هم من فرق الموت، وأن الانتحاريين هم من الإرهابيين السنة؟ ما الهدف برأيكم من استخدام مثل هذه التوصيفات؟ ج ـ نحن لا نحب استعمال هذه المصطلحات، ولذا نقول دائما المقاومة عراقية، لأن هناك أطرافا تريد من وراء فرض المصطلحات المذكورة، تمزيق النسيج الاجتماعي. س24: مَن المستفيد المباشر برأيكم من الفتنة المذهبية والذبح على الهوية؟ ولماذا تتبنى بعض تنظيمات المقاومة أحياناً هجمات ضد المدنيين؟ أليس ذلك خطأ؟ ج ـ الفتنة المذهبية تنتفع منها أطراف عديدة، في مقدمتهم قوات الاحتلال، لأنها تتبع سياسة فرق تسد، وتعلم أن الشعب العراقي إذا اتفق على أهدافه، فلن تبقى لها أي مساحة للبقاء، ومن هذه الأطراف بعض دول الجوار التي تريد أن تمد نفوذها على بعض أجزاء العراق، ووقوع فتنة من هذا النوع سيجعل الجماهير تفكر بالفدرالية حلا للخروج من المأزق، ونظام الفدرالية يمكن هذه الدول من بسط نفوذها على ما تشتهي من أرض العراق. أما قيام بعض تنظيمات من المقاومة بهجمات ضد المدنيين، فهذا إن صح من عمل الشيطان، وهو يكفي لإخراج الفاعل من دائرة المقاومة، والدخول في دائرة الجريمة، لأن النفس البشرية حرم الله سبحانه قتلها إلا بالحق، فمن تجاوز هذا الحد لم يعد مقاوما. س25: كيف تعتقد أن بإمكان الدول العربية أن تساهم في انتشال العراق مما هو فيه؟ ومن هذه الدول الأكثر قدرة على التأثير؟ ج ـ الدول العربية بإمكانها أن تساهم في إنقاذ العراق، بما لديها من خبرة، وإمكانات، وثقل في المجتمع الدولي، ولكن هذا يحدث يوم تتوافر الإرادة، وتجتمع العزيمة. ونحن لا نقلل من دور أي دولة عربية، لأن لكل دولة مساحة يمكن أن تملأها، أو دور تقوم به قد لا يحسنه غيرها، لكن من الدول التي يمكن أن يعول عليها في هذا الصدد: المملكة العربية السعودية، ومصر، ومن الدول الإسلامية القريبة تركيا. كما يمكن التعويل على كل من الأردن وسوريا لأنهما بوابتان على العراق، والحل يمرق من خلالهما. ولا ننسى أن مشكلة لبنان بعد الحرب الأهلية، حلت في إطار عربي، والعراق مشكلته أيسر لأنه لم يصل حد الاحتقان الطائفي، الذي كان وما يزال، يحرق لبنان الشقيق. س26: من يستطيع إيقاف هذه الفتنة؟ ج ـ نحن ليس لدينا فتنة. نحن نخوض حربا ضد الاحتلال. نعم..يزرع المحتل في طريق التحرير فتنا، طائفية تارة، وعرقية تارة ثانية، ودينية تارة ثالثة,لكن حتى اللحظة لم نسقط في أي فتنة منها. العمليات التي استهدف فيها السنة بشكل جنوني، وطائفي محض، هي لعبة الميليشيات المدعومة من قبل الاحتلال الأمريكي، وإيران، ولا ينبغي أن نتهم بها عموم الشعب، لأنه منها براء. لقد صليت مرة الجمعة في بلد عربي، فإذا بالخطيب يدعو الله في آخر الخطبة: اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وأصلح أحوال إخواننا في العراق. هذا ظلم، وخلط للأوراق، فنحن نخوض حربا تاريخية ضد عدو قال في وصف معركته إنها صليبية، وشبابنا ـ بفضل الله ـ يلحقون به الهزائم تلو الهزائم، فلماذا الإصرار على تغييب الوجه الحقيقي للمعركة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.