قرر المغرب الثلاثاء الماضي، قطع علاقاته مع إيران، بعدما اتضح “تورط” حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو عن طريق “عنصر” في السفارة الإيرانية بالجزائر. وفي قراءة للقرار الصادر عن المملكة قال خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، “القرار الذي اتخذه المغرب جاء نتيجة لمعطيات موضوعية، وأعتقد أن علاقة المغرب بإيران ستبقى متوترة مادام أن النظام الحالي في إيران يقوم على منظومة الحكومة العالمية، الذي يتبنى رؤية هجومية حين يتعلق الأمر بالمحيط الإقليمي لإيران”. وأبرز الشيات “لبرلمان.كوم” أن دعم إيران للبوليساريو عن طريق حزب الله ليس وليد اللحظة بل يعود إلى الفترة التي قطع فيها المغرب علاقته معها لأول مرة، وكان السبب الرسمي آنداك هو موقفها من البحرين “وتم تجاوز الأزمة عندما راجعت إيران سياستها بهذا الخصوص”. وفق تعبير المتحدث. ومن الأمور التي ستزيد من توتر علاقة المغرب بإيران هو عملها على تشييع المغاربة عن طريق المراكز الثقافية المتواجدة في مناطق مختلفة من العالم خصوصا القارة الإفريقية. “وقد وقفنا في هذا الإطار على العديد من التجارب الواقعية”. يقول المتحدث مضيفا، “المغرب مستقر لأن فيه وحدة المذهب ليس لأن المغاربة كلهم مالكيون ولكن لأن المذهب المالكي هو السائد في المنظومة القانونية، ومحاولة زعزعة المنظومة هو محاولة زعزعة الاستقرار المغربي”. وفي جواب له على سؤال، لماذا لم يقطع المغرب علاقته مع لبنان على اعتبار أن حزب الله لبناني قال الشات، “لا أحد بإمكانه أن ينكر العلاقة الوطيدة بين حزب الله وإيران، ولا أحد بإمكانه أن ينفي أن هذا الحزب الذي يعد منظومة سياسية عسكرية يخدم مصالح إيران”، وأضاف المتحدث مستطردا، حزب الله لا يوجد في سوريا لكي يخدم أجندة لبنانية ولكنه يخدم ما تطلب منه إيران. وأضاف الأستاذ الشيات في ذات السياق، “العديد من المتتبعين للقضية يفسرون قطع العلاقات بكون المغرب، منخرط في السياسة الأمريكية السعودية المعادية لإيران، وأعتقد أن المملكة لن تستفيد شيئا من تدخلها في هذا الشأن، لأنها كانت تحاول دائما أن تحافظ على علاقاتها المتوازنة مع إيران وباقي الدول الأخرى في المنطقة خاصة عندما يكون لإيران موقف إيجابي فيما يتعلق بالوحدة الترابية”.