التطورات التي شهدها ملف وحدتنا الترابية على مستوى مجلس الأمن الدولي في الأسابيع الأخيرة أصابت النظام الجزائري بالسعار، وجعلت ديبلوماسيته تقترف الحماقة تلو الأخرى في محافل متنوعة... في المؤتمر الثالث للمناطق الخالية من الأسلحة النووية، الذي انعقد بمقر الأممالمتحدة، عمد الوفد الجزائري إلى (تسريب) عناصر من الكيان الوهمي ضمن أعضائه، ما تفطن إليه الوفد المغربي وقام بفضحه، الشيء الذي أفضى في النهاية إلى إجبار العناصر المسربة على مغادرة قاعة المؤتمر، وتورط الوفد الجزائري في فضيحة حقيقية لم يستطع جراءها تناول الكلمة لاحقا وبقي، طيلة أشغال المؤتمر، صامتا يمضغ خيبة فشله وانكشاف مناورته البئيسة. وبعد المؤتمر الأممي المذكور بأيام قليلة فقط، عاودت الجزائر المناورة نفسها في اجتماع المجلس الإداري لمنظمة الأممالمتحدة للسكن، الذي انعقد بالعاصمة الكينية نيروبي، وهذه المرة أيضا انتبه الوفد المغربي إلى اللعبة الخبيثة، وانبرى وزير السكنى وسياسة المدينة لذلك، ما اضطر الأممالمتحدة لتوقيف الاجتماع إلى غاية إخراج الانفصاليين الذين سربهم الوفد الجزائري ضمن قائمة أعضائه لتمويه المنظمين وفرض الكيان الوهمي في اجتماع محصور على الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وهنا أيضا تلقت الجزائر ضربة قوية، ولم يستكمل اجتماع نيروبي إلا بعد أن أخلى الانفصاليون القاعة، بطلب من الأممالمتحدة إثر احتجاج وزير السكنى المغربي الذي هدد بمقاطعة الأشغال ما لم يتم الانسحاب بشكل فوري. المحطتان المشار إليهما أعلاه يمكن أن نضيف إليهما المناورة الجزائرية الحقودة لنسف كل تقارب بين المغرب وموريتانيا، وذلك باستحضار قصة الخبر الزائف المسرب من لدن ديبلوماسي جزائري لصحفي موريتاني وكل تفاصيل الحكاية المعروفة التي تلت ذلك على صعيد علاقات نواكشوطوالجزائر... هذه كلها مجرد أمثلة لما تقترفه الديبلوماسية الجزائرية في حق المغرب وباقي بلدان الجوار الإقليمي، وهي لا تتردد في تبذير الأموال الطائلة من أجل ذلك، ولا تهدف سوى إلى استهداف الوحدة الترابية للمغرب وعلاقاته المغاربية والإفريقية، ومناهضة مصالحه الوطنية والإستراتيجية. النظام الجزائري تفاقم فعلا جنونه، وهو برغم ما يتلقاه من صفعات، يواصل مناوراته وغبائه بلا عقل أو مبالاة. نظام مجنون وجامد ومتكلس يعني خطرا حقيقيا على المنطقة برمتها. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته