اعترف زعيم الانفصاليين بفشل اطروحته وسياسته البائرة في اقناع الصحراويين بالبقاء في المخيمات واستقطاب اخوانهم بأقاليمنا الجنوبية للهجرة إلى تندوف.. المراكشي، حسب ما نقله منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، اعتبر في لقاء مع اتباعه ان الأسباب التي تمنع "تحقيق تضامن شعبي حقيقي للصحراويين" بالمناطق الجنوبية للمملكة مع جبهة البوليساريو، تعود "إلى عدم قدرتنا من حيث التنظيم على خلق تفاعل جماهيري مع الأحداث الدائرة بالمنطقة.."
ولم يجد زعيم الانفصاليين من شماعة لتعليق اخفاقاته وفشله عليها سوى السياسية التي ينهجها المغرب في مجال الانعاش الوطني وسياسة التشغيل والرعاية التي يتبعها في مواجهة اوضاع المحتجزين العائدين من جحيم مخيمات العار، ولم ير المراكشي في ذلك سوى " تدبير يستهدف إفراغ المخيمات من ساكنتها "، في حين ان هذه السياسة الجريئة التي انتهجها المغرب تهدف إلى استيعاب آلاف العائدين من ابناءه وتمكينهم من دعم مادي ومعنوي يمكنهم من الاندماج في المجتمع دون أدنى إحساس بالنقص أو العيش عالة على عائلاتهم المقيمة بالمناطق الجنوبية، وهو ما عاد زعيم الانفصاليين للاعتراف به من خلال قوله "ولا أخفيكم سرا أنها سياسة نجحت إلى حد بعيد". .
المغرب ماض في سياسته وجهوده التنموية بالأقاليم الجنوبية كما في باقي انحاء المملكة، وليس زعيم عصابة البوليساريو هو من سيقول هل هذه السياسة نجحت ام لا..
زعيم الانفصاليين، وفي اعتراف واضح بفشل اطروحته وتمسك ابناء الاقاليم الجنوبية بوطنهم الام، أضاف "لا أخفيكم أننا حين قررنا عدم منع من يريدون الذهاب إلى المغرب، كنا على قناعة تامة أنهم راجعون لا محالة، وسينقلون لإخوانهم بالمخيمات الواقع البئيس للصحراويين بالمغرب، إلا أن المفاجأة كانت أن أغلب من يذهب إلى المغرب قد يعود بالفعل إلى المخيمات لكن سرعان ما يحن إلى الرجوع من جديد إلى المغرب، وهذه المرة يرجع بمعية آخرين يستهويهم تجريب نفس المغامرة"..
وهنا يسقط زعيم الانفصاليين من حيث لا يدري، او يدري لان المسالة ترتبط بعلم النفس، في كمين نصبه لنفسه بحيث اعترف بمغربية الصحراء وضرب بعرض الحائط اطروحته الانفصالية المهترئة وذلك عندما ذكر اكثر من مرة اسم المغرب عندما كان يتحدث عن اقاليمنا الجنوبية : "الواقع البئيس للصحراويين بالمغرب" و "أغلب من يذهب إلى المغرب" سرعان ما يحن إلى الرجوع من جديد إلى المغرب"..انه اعتراف صريح بان المراكشي ضال ويحاول تضليل الصحراويين بأطروحته المضلّلة وذلك لاجل "عودة قوية للاحتجاج من أجل بناء جبهة داخلية قوية قادرة على إقناع المنتظم الدولي بأننا شعب مضطهد.."، كما قال في ذات اللقاء..
ويبدو ان الانتخابات الرئاسية الاخيرة في الجزائر وما يعيشه الشعب الجزائري من حراك، وكذا الضغوطات التي اصبحت تزاحم الدبلوماسية الجزائرية، جعلت من المراكشي يستبق الاحداث، خصوصا ان النظام الجزائري المقبل ما بعد بوتفليقة لن يتعامل بنفس المنطق مع اطروحة الانفصاليين، ستكون الايام القادمة اكثر قتامة من الماضي بالنسبة لعصابة عبد العزيز المراكشي، لان المغرب سينتصر لا محالة مادامت قضيته عادلة، وما الانتصارات الاخيرة التي حققها على اكثر من مستوى إلا دليل على ذلك وسيرى الانفصاليون ما تخفيه لهم الايام المقبلة من مفاجآت ضارة وغير سارة..