صرح بن لادن في أخر تسجيل صوتي له قبل مقتله وبثته مواقع جهادية فجر الخميس مثنيا على الثورات التي عمت البلدان العربية حيث قال "أضاءت الثورة من تونس فأنست بها الأمة و أشرقت وجوه الشعوب وشرقت حناجر الحكام وارتاعت يهود لقرب الوعود فبإسقاط الطاغية سقطت معاني الذلة والخنوع والخوف والإحجام ونهضت معاني الحرية والعزة والجرأة" و يضيف قائلا " البرق اخذ فرسان الكنانة قبسا من أحرار تونس إلى ميدان التحرير فانطلقت ثورة عظيمة و أي ثورة, ثورة مصيرية لمصر كلها و للأمة كلها أن اعتصمت بحبل ربها". قد تغيب عنا بعض تفاصيل حول حياة بن لادن قبل مقتله خاصة أن تصريحاته تدعو لتمعن كما لو أن هناك انقلاب في تفكير و فكر بن لادن, فقد ا دهشته من خلال تصريحه الهبات الشعبية تصوره و جعلته معجبا بإرادة الشباب العربي الثائر أم أن الأمر مجرد تصريح تكتيكي لتضمن القاعدة موقعا لها في الحياة الجديدة للأمة الإسلامية ما بعد الثورة , و بتأييده لخيار السلمي للحركات الشعبية يكون قد سلم إلى اتجاه نفس طريق الحركة الإسلامية في التغيير بواسطة العصيان المدني و البدا أولا بتغيير الأنظمة ثم إسقاط الاستبداد العالمي في وقت لاحق حيث أضاف " يعي الحكام ان الشعب خرج ولن يعود حني تتحقق الوعود. إن الظلم في بلادنا قد بلغ مبلغا كبيرا وقد تأخرنا كثيرا في تغييره, فمن بدأ فليتم نصره الله ومن لم يبدأ فليعد للأمر عدته" . وهنا مربط الفرس فهذا التصريح يعد ثورة في فكر بن لادن فجنوحه نحو دعوة الشباب للخروج لمواجهة الطغاة من حكام العرب عن طريق المعارضة البيضاء و بدون التحريض على العمل المسلح خط رصين و أسلوب فالح للتغيير بعيدا عن جميع أشكال العنف و الترهيب . لكن ما نستغرب له هو قتل بن لادن في هذا الوقت بالضبط , و كأنه قد انتهت مدة صلاحية هذه الفزاعة و بالتالي لم يعد لوجودها جدوى و لا لحضورها ضرورة و بالتالي وجب إعدامه , رغم أنه حسب تصريح وزارة الخارجية فبن لادن كان مراقبا من طرف المخابرات الأمريكية منذ عدة شهور و كانت تنظر الزمن المناسب لتجهز عليه . و من هنا نقول هل نحن أمام مراجعات قام بها شيخ القاعدة قبل وفاته أم أن أوباما قد مهد للمرحلة جديدة التي أعلن عنها في خطابه في الخميس 19-5-2011 مؤكدا " مساندة الولاياتالمتحدة لعملية التغيير ومطالب الإصلاح التي تشهدها عدة دول في المنطقة" عن طريق قتل بن لادن منهيا أسطورة اسمها الحرب على الارهاب . [email protected]