مرّت الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، الذي نفذه الجيش الإسباني يوم 8 شتنبر 1925 ضد المقاومة الريفية، دون احتفالات رسمية من قبل وزارة الدفاع الإسبانية أو رئاسة أركان الجيش. ورغم أن الحدث يعتبر أول عملية إنزال برمائية حديثة بمشاركة القوات البرية والبحرية والجوية بشكل مشترك، إلا أن مؤسسات الدولة الإسبانية اختارت تجاهله هذا العام. وكانت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قد أبدت في وقت سابق نيتها تنظيم برنامج تذكاري بمشاركة مختلف فروع الجيش، قبل أن تصدر وزيرة الدفاع، مارغاريتا روبلس، أوامر بوقف التحضيرات. مصادر عسكرية عزت هذا القرار إلى رغبة الوزيرة في تفادي أي خطوة قد تُغضب المغرب، خاصة أن الإنزال ارتبط بالحملة العسكرية ضد المقاومة الريفية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي. وبينما اكتفت وزارة الدفاع بالتركيز على إحياء ذكرى أخرى هذا العام، تتعلق بمرور أربعة قرون على "تفوّق الفرق الإسبانية" في أوروبا بين 1525 و1625، جاء التذكير بإنزال الحسيمة بشكل محدود عبر منشورات على حسابات الجيش الإسباني في منصات التواصل الاجتماعي، التي أشارت إلى أنه كان أول هجوم برمائي حديث استخدمت فيه الدبابات تحت قيادة موحدة للقوات البرية والبحرية والجوية. على مستوى الأرشيف العسكري الداخلي، لم يظهر الحدث سوى في إشارة هامشية إلى إنزال سرية للاتصالات في الحسيمة سنة 1925، بينما غابت أي إشارة مباشرة إلى العملية الكبرى التي شارك فيها نحو 13 ألف جندي إسباني وفرنسي، وأسفرت عن تقدم عسكري بارز ضد قوات الريف. كما لم يصدر أي تعليق من البحرية أو سلاح الجو الإسباني، رغم مشاركتهما في القصف والدعم خلال العملية. ويُذكر أن هذه الحملة العسكرية أسفرت عن صعود نجم ضباط بارزين في التاريخ العسكري الإسباني، من بينهم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي رُقي إلى رتبة عميد بفضل دوره في الإنزال، ليصبح أصغر جنرال في أوروبا آنذاك. غير أن مرور مائة عام على هذه العملية، التي تركت جراحا عميقة في ذاكرة الريف والمغرب عامة، لم يجد طريقه إلى احتفال رسمي يعكس مكانته في التاريخ العسكري الإسباني.