يدلي الناخبون في غينيا بيساو، الدولة التي تشهد انقلابات، بأصواتهم اليوم الأحد لاختيار رئيس جديد، آملين في طي صفحة اضطرابات سياسية رغم منع حزب المعارضة الرئيسي من الترشح. وسيختار حوالي 860 ألف ناخب رئيسهم المقبل من بين 12 مرشحا، ويُعدّ الاستقرار قضية رئيسية بالنظر للأزمات السياسية العديدة التي هزت الدولة الواقعة بغرب إفريقيا منذ استقلالها عن البرتغال عام 1974، بما في ذلك أربعة انقلابات وعدة محاولات انقلاب. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 7:00 صباحا (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش)، ومن المقرر إغلاقها الساعة 17:00. ويُرجّح فوز الرئيس الحالي عمرو سيسوكو إمبالو، البالغ 53 عاما، في الجولة الأولى. وفي حال فوزه، سيصبح أول رئيس دولة يتولى الرئاسة لفترتين متتاليتين منذ تطبيق نظام التعددية الحزبية عام 1994. وأبرز منافسيه مرشح المعارضة فرناندو دياس، الذي يحظى بدعم "الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر" المعارض القوي، الذي مُنع من الترشح. وهذه المرة الأولى في تاريخ غينيا بيساو التي يغيب فيها عن الانتخابات الحزبُ الإفريقي لاستقلال غينيا بيساو، الذي قاد المستعمرة البرتغالية السابقة إلى الاستقلال عام 1974 وكان الحزب الوحيد في البلاد لفترة طويلة. واستُبعد الحزب وزعيمه دومينغوس سيمويس بيريرا، الذي عاد مؤخرا من المنفى، من الترشح بعد أن اعتبرت المحكمة العليا أن طلباتهما التشريعية والرئاسية قُدمت بعد إغلاق باب الترشح. وعلى رأس مطالب العديد من الناخبين تحسينُ الظروف المعيشية، بما في ذلك تحسين الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية. كما يطالب سكان غينيا بيساو، البالغ عددهم حوالي 2,2 مليون نسمة، بتوفير المزيد من فرص العمل وإجراء إصلاحات لمكافحة الفقر والفساد والاتجار بالمخدرات. وغينيا بيساو من أفقر دول العالم؛ إذ يعيش ما يقرب من 40% من السكان في فقر مدقع. وتُعد مركزا لتهريب المخدرات بين أمريكا اللاتينية وأوروبا في تجارة يغذيها تاريخ البلاد الطويل من الاضطراب السياسي. وسيختار الناخبون أيضا مئة ونائبين في البرلمان. ومن المتوقع صدور النتائج الأولية في موعد أقصاه يوم الخميس.