"إستراتجية المغربِ المبنيّة على العمليّات الاستباقيّة لتفكيك الخلايا الإرهابيّة جنّبتْنا وجنّبتْ دُولا شريكة لنا في محاربة الإرهاب عدّة أعمالٍ تخريبيّة كانت ستكون دراماتيكيّة". بهذه العبارة استهلَّ عبد الحقّ الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية ندوةً صحافيّة كشفَ فيها تفاصيلَ تفكيك خليّة إرهابيّة بمدينة الصويرة، كانتْ تُخطّط لتنفيذ أعمالٍ تخريبيّة بالمغرب. غيْرَ أنّ التعاوُن الاستخباراتي القائمَ بيْن المغربِ وعدد من دُول المنطقة، تخترقُه كُوّةٌ تمتدُّ عبْرها خيوط التواصل بيْن الخلايا الإرهابيّة وقنوات الإمداد بالأسلحة، وهذه الكُوّة فتحتْها الجزائرُ، من خلال رفْضها لأيّ تعاوُنٍ استخباراتي مع المغرب، بسبب الخلافات السياسية القائمة بيْن البلدين، رُغم أنَّ الجزائرَ تُعتبرُ "مرتعا" لعدد من التنظيمات الإرهابيّة. ولمْ يُخْف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق الخيام، غيابَ أيّ تعاوُنٍ بين المملكة وجارتها الشرقيّة على هذا المستوى، وقالَ وهُو يُجيب على سؤال حوْل ما إن كان هناك تعاون بيْن الطرفيْن: "للأسف الشديد عْمّر ما كانْ تعاون"، وأضاف مؤكّدا: "لا أريد الخوض في الشؤون السياسية، لكنّي أؤكّد أنّه لم يوجدُ أيّ تعاوُنٍ بيننا". ومردُّ "الأسف الشديد" الذي عبّرَ عنْه الخيام، هُوَ أنّ الأسلحة المحجوزة لدَى الخلايا الإرهابية بالمغرب يتمُّ توريدها من الجزائر، ومنْها الأسلحة المحجوزة لدى "خليّة جُنْد الخلافة" التي فكّكها ضبّاطَ المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمدينة الصويرة الأسبوع الماضي، وأوضح الخيام أنّ جميع الأسلحة التي عُثر عليها لدى الخليّة تمّ تهريبها عبر الحدود المغربيّة الجزائرية. واعتبرَ الخيام أنَّ رفْض الجزائر إقامة تعاوُنٍ استخباراتي مع المغرب "فيه خسائر للمنطقة ككُلّ، خصوصا وأنَّ عددا من التنظيمات الإرهابية تتخذُ الجزائرَ مأوى لها، إضافة إلى أنَّ لهَا (الجزائر) حدُودا مع دولٍ غير مستقرّة"، وأضاف المتحدّث إلى هذه العناصر التي تشكّل خطرا على أمن المنطقة عنصرا لا يقلّ خطورة، وهو تورُّطَ عدد من أفراد "جبهة البوليزاريو" في أعمالٍ إرهابيّة، حسب ما كشفتْ عنه تقارير دوليّة. وفي مقابلِ غياب أيّ تعاون استخباراتي بين المغرب والجزائر، قالَ الخيام إنَّ هناك تعاونا وتنسيقا استخباراتيا بين المغرب وباقي دول المنطقة، وأضاف بنوع من الفخر: "كانَ لنا الفضل في تفكيك عدد من الخلايا، وهذا واجب، لأنَّ الاستقرارَ يهُمّ جميع دول المنطقة، ومحاربةُ الإرهاب مسؤولية الجميع"، لافتا إلى أنَّ المغربَ ينهج إستراتيجية استباقية، وقال: "ما غاديش نتسنّاو حتى توقع مشاكل عادْ نتحركو". وتوقّعَ عبد الحقّ الخيام أنْ تكشفَ الأبحاث الجارية مع خليّة "جُنْد الخلافة" المُفكّكة بحر الأسبوع الماضي عن ظهور "متورّطين آخرين"، خاصّة وأنَّ الأبحاث ما زالتْ جارية لمعرفة الطرف، أو الأطراف التي أدخلتِ الأسلحة إلى المغرب انطلاقا من الجزائر، وكذا الجهة، أو الجهات التي موّلتِ العملية، وقال: "الأبحاث ما زالت جارية لمعرفة ما إن كان هناك أشخاص آخرون على علاقة بالخلية المفكّكة".