انصب اهتمام الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة أمريكا الشمالية على اعتداءات باريس، وتداعياتها على الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية المرتقبة سنة 2016 ، علاوة على استقبال كندا ل25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية السنة الجارية. وهكذا، كتبت يومية (دو هيل) أن الجمهوريين يعتقدون أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ستتعرض لانتقادات كبيرة غداة الاعتداءات الدموية بباريس، مبرزة أن المرشحين الجمهوريين كانوا قد وجهوا انتقادات لاذعة لكلينتون بصفتها وزيرة الخارجية السابقة، التي رسمت الخطوط التوجيهية للسياسة الخارجية لإدارة أوباما. ولاحظت الصحيفة، في هذا الصدد، أن الجمهوريين يعتبرون أن السياسة التي نهجتها سيدة أمريكا الأولى سابقا كانت "خجولة"، وساهمت في تفاقم التهديدات الأمنية التي يواجهها الأمريكيون اليوم. وأشارت اليومية، التي يصدرها الكونغرس، إلى أن نشر شريط فيديو لجماعة الدولة الإسلامية يهدد بمهاجمة العاصمة الفيدرالية الأمريكية يطرح العديد من الاسئلة حول الأمن القومي والإرهاب بالمشهد السياسي الأمريكي. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (بوليتيكو) أن الرئيس باراك أوباما، الذي ندد باعتدءات باريس من تركيا، حيث يشارك في قمة قادة مجموعة العشرين، انتقد بشكل مباشر الجمهوريين الذين يحثونه على نهج استراتيجية عنيفة تجاه تنظيم الدولة الإسلامية. وبالنسبة للصحيفة، فإن الرئيس الأمريكي يأخذ دائما مسافة مع إرث جورج دبليو بوش، الذي "أدخل الولاياتالمتحدة في حرب ضد عدو مختلف"، مذكرا بأن أوباما كان قد تعهد خلال ترشحه للبيت الأبيض بسلك طريق مغايرة لبوش، واستراتيجية يستمع خلالها للرأي العام. ومن جهتها، كتبت (واشنطن بوست) أن كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، أكد بباريس خلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيكثفون هجماتهم ضد داعش، مضيفا أن الجماعة المتطرفة ستشعر بضغط كبير خلال الايام القادمة. وذكرت بأن التحالف الدولي حقق انتصارات على المنظمة الإرهابية وقام بتصفية عدد من زعمائها، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي سينتقل الأسبوع المقبل إلى واشنطن ليلتقي بنظيره الأمريكي. ومن جهتها، كتبت يومية (لو دوفوار) الكندية أن الوزير الاول الجديد جوستان رتودو الذي ما يزال يطير في السماء منتشيا بنجاحه الانتخابي، عاد إلى الأرض على وقع صدمة الاعتداءات الإرهابية بباريس، مؤكدة أن الواقع المرير للمسؤوليات السياسية سيجبره الآن على الاستجابة لانتظارات البلدان الحليفة التي تضغط عليه من أجل الانخراط عسكريا أكثر من ذي قبل في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وذكرت بأن ترودو كان يعد، قبل هجمات باريس، لخطة لفك الارتباط العسكري لكندا من خلال سحب ست مقاتلات إف 18 المشاركة في الغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء أعلن بمناسبة الاجتماع جي 20 أنه سيلتزم بوعده الانتخابي الرامي إلى سحب الطائرات المقاتلة، لكن كندا ستضطلع بدور نشيط في مكافحة الإرهاب، متحفظا عن الإفصاح عن ماهية هذا الدور في الفترة الحالية. ومن جهتها، تساءلت (لابريس) عن مدى إدراك ترودو أنه له واجبا تضامنيا إزاء حلفائه، إذا كان الوضع الدموي الذي شهدته فرنسا غير كاف بالنسبة إليه". وتابعت أن السحب المفاجئ للطائرات الكندية قبل انتهاء مهامهما سيكون أسوأ من الامتناع عن المشاركة، مشيرة إلى أنه ليس بهذه الطريقة سوف تستعيد كندا مصداقيتها على الساحة الدولية. أما صحيفة (لو دروا)، فقد سجلت أن الرئيس فرانوا هولاند أعلن عن تكثيف العمليات العسكرية بسورية ويبحث كذلك عن إقامة تحالف سواء مع روسيا أو الولاياتالمتحدة على أمل توجيه ضربة قاضية للدولة الإسلامية، مضيفة أنه لا ينبغي أن نتفاجأ إذا تلقت كندا طلبا مماثلا، خصوصا وأن العديد من الأصوات تعالت داعية إلى الوحدة، منذ مذبحة الجمعة الماضي، وأن كندا مدعوة إلى أن تقف الى جانب فرنسا في هذه المحنة. وخلصت إلى أنه إذا كانت حكومة ترودو قد التزمت بوضع حد للضربات الجوية التي تقودها كندا داخل التحالف الدولي، فإن ترودو يجد نفسه اليوم أمام أول اختبار لزعامته، لاسيما وان تعهده يواجه ضغطا من قبل العديد من الأطراف. على صعيد آخر، أبرزت يومية (لو جورنال دو مونريال) أنه رغم القلق، فإن ترودو يتمسك بالتزاماته بوضع حد للضربات الجولة ضد الدولة الإسلامية، واستقبال 25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية السنة الجارية. وأكدت الصحيفة أن ترودو دافع، في نهاية اجتماع جي 20 بتركيا، عن قرار حكومته استقبال اللاجئين السوريين على الرغم من المخاوف التي تولدت على الساكنة بعد الاعتداءات الدموية بباريس، مضيفة أن الوزير الأول شدد على أن أمن السوريين يظل أولوية، دون أن يوضح الإجراءات الملموسة التي سيتخذها لضمانه. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن قمة مجموعة ال20 بتركيا أنهت أشغالها أمس بإدانة الهجمات "البشعة" التي استهدفت الجمعة الماضي باريس، وبالدعوة إلى اتخاذ إجراءات لخفض المداخيل المالية وتقييد حرية تنقل المتطرفين، وكذا المساهمة في تدبير أزمة اللاجئين في أوروبا. وأبرزت الصحيفة أن هذه الآلية للبلدان الصناعية والصاعدة، والتي تضم 19 بلدا فضلا عن الاتحاد الأوروبي، شددت على أن التدابير المحددة التي يتعين تطبيقها لمكافحة الإرهاب ستتمثل أيضا في محاربة منابع التمويل وزيادة مراقبة الحدود لمنع المتطرفين، الذين تدربوا مع الجماعات المسلحة في البلدان التي تشهد "حالة حرب" في الشرق الأوسط من العودة إلى بلدانهم وتشكيل تهديدا لها. وبالدومينيكان، تطرقت صحيفة (إل كاريبي) إلى قرار المجلس الأعلى للقضاء توقيف ستة قضاة وإحالتهم على المحكمة التأديبية بتهمة التلاعب بالأحكام والتساهل مع متهمين لهم صلة بالجريمة المنظمة، خاصة في مجال تهريب المخدرات وغسيل الأموال والفساد، مشيرة إلى أن جمعية "التحالف الدومينيكاني لمكافحة الفساد" طالبت من المحكمة العليا الحد من هذه القضايا التي لا تساهم في تعزيز مصداقية النظام القضائي. من جانبها، تطرقت صحيفة (إل ديا) إلى فوز الصحفية، مارغريتا كورديرو، بجائزة الصحافة الوطنية لعام 2015 تكريما لإسهاماتها القيمة في عالم الصحافة طيلة مسيرتها الصحفية عل مدى 45 سنة، مشيرة إلى أن كورديرو تعد ثاني امرأة تحصل على هذه الجائزة، التي تبلغ قيمتها مليون بيزو (23 ألف دولار)، بالنظر لالتزامها بأخلاقيات مهنة الصحافة وبقضايا المجتمع خاصة دفاعها عن الحريات المدنية ونضالها ضد التمييز ومن أجل تحرير المرأة. وببنما، أشارت صحيفة (لا برينسا) إلى أن اللجنة الوطنية للإصلاحات الانتخابية اقترحت وضع سقف للتبرعات الخاصة خلال الحملات الانتخابية، وفق قاعدة نصف دولار لكل ناخب مسجل في اللوائح الانتخابية، وهي قاعدة ستسري على مختلف الدوائر الانتخابية البلدية والنيابية والرئاسية، مبرزة أن هذا الاقتراح حظي بموافقة الأحزاب الخمسة الممثلة في اللجنة، في انتظار عرض التعديلات الإجمالية المدخلة على القانون الانتخابي على البرلمان قصد المصادقة. من جانبها، اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) أن أسعار مواد السلة الغذائية الأساسية ما زالت تواصل الارتفاع ما يبرز فشل سياسية "تحديد الأسعار" التي أقرتها الحكومة غداة تنصيبها في يوليوز 2014، مبرزة أن عددا من المراقبين يرون أن السلطات لم تواكب هذا الإجراء بإقرار مزيد من المراقبة من أجل الحد من المضاربات في الأسواق.