تراجعت أسعار كراء الشقق السكنية في معظم أحياء الدارالبيضاء بنسب تراوحت ما بين 10 و15 في المائة مقارنة مع المستويات التي سجلتها قبل سنتين، وفق تأكيدات مهنيين عاملين في المجال، قالوا إن الانخفاض مس أساسا الشقق المتوسطة الواقعة في أحياء المعاريف والوازيس و"سييل"، والمناطق المجاورة لكاليفورنيا، والتي تعتبر من المناطق الأكثر غلاء في الدارالبيضاء. وأكد المهنيون أن انخفاض الأسعار يعود أساسا إلى تراجع الطلب من طرف قاطني الدارالبيضاء من جهة، واتجاه معظم الأسر إلى السكن في الأقطاب الحضرية الجديدة المحيطة بالدارالبيضاء، وعلى رأسها بوسكورة والنواصر، التي توفر عرضا كبيرا في كراء الشقق بأسعار مناسبة وبمساحات أكبر مقارنة مع شقق وسط المدينة والأحياء المحيطة بها. وسجل وسطاء في المعاملات العقارية بالدارالبيضاء تراجع أثمان كراء الشقق في أحياء الألفة وعين السبع بقيمة 500 درهم على الأقل؛ بينما تراجعت أسعار كراء الشقق في مجمعات السكن الاجتماعي من 2000 إلى 1500 درهم، والأمر نفسه ينطبق على أحياء السكن المتوسط بعين السبع وحي شريفة. وأوضح عاملون في مجال العقار أن الإعلانات عبر الإنترنيت سهلت مأمورية إيجاد مهتمين بكراء الشقق دون المرور على الوسطاء، ما يسهل مأمورية الطرفين في إيجاد أرضية مشتركة لأسعار مناسبة بعيدا عن مضاربات السماسرة. ويتزامن هذا الانخفاض في أسعار كراء الشقق السكنية مع استمرار الركود في سوق بيع العقارات والشقق، الذي لازم القطاع منذ أربع سنوات، والذي أثر بشكل كبير على الأداء المالي للعديد من المجموعات العقارية المغربية التي كانت تحقق أرباحا خيالية طوال العقد الماضي من القرن الحالي. كما أثر هذا الانخفاض على أداء الشركات العاملة في صناعة مواد ومستلزمات البناء، إلى جانب تراجع الطلب على التمويلات العقارية بمستويات غير مسبوقة.