خيمت سحابات الإحباط فوق رأس خديجة نواجعة المقيمة في الضفة الغربية، وتحول ما كان يُفترض أنها رحلة تسوق عادية إلى خيبة أمل ومرارة عندما علمت أن البطاقة التي تستخدمها لصرف المعونات أصبحت غير سارية. فقد ألغى برنامج الأغذية العالمي البطاقة الخاصة بها مثلها في ذلك مثل آلاف الفلسطينيين الآخرين، بعد أن خفضت الوكالة التابعة للأمم المتحدة المساعدات الغذائية. وكان قد تم الإعلان عن القرار الشهر الماضي ليؤثر على نحو 190 ألف فلسطيني في قطاع غزةوالضفة الغربيةالمحتلة بسبب النقص الحاد في التمويل. وبالنسبة لنجوى التي تعيش في قرية (يطا) بالقرب من الخليل، فإن القرار يعني أنه يتعين عليها أن تجتهد في تحديد الوجبات التي يمكن أن تدبرها دون المساعدات، من أجل إطعام أسرة تضم 12 طفلا. وتقول نواجعة "فعلاً لولادنا إنه دمار. يعني كان الواحد بإمكانه مثلاً البيض اللي يجيبه أو الشغلات اللي يجيبها إنه يعمل فطور لولاده. مرات بقوم بعرفش شو بده يعمل لولاده". ويقول مواطن آخر من سكان قرية يطا يدعى صخر بحيص "بنجيب عدس... ولبن وبيض بنمشي الوضع مع الأطفال الصبح. بشربوا حليب، بياكلوا بيض الواحد. والمغربيات بتطبخ عدس وبمشي الوضع أطفال. إنت عارف وضع الشتا. يعني صارلنا فترة ما أخدناش صارت مأساة بالنسبة للأطفال. ف هادا الوضع". وتقول إنشراح أبو زهرة "والله الكوبون إنه قطع فينا. مفش يعني دخل. فش. يعني العامل شو بده يجيب دخل؟ يوم بيشتغل ويومين لأ. والله الكوبون كويس بعين مع العيلة. والله ياخوي بعين". وعلقت الوكالة التابعة للأمم المتحدة اعتبارا من أول يناير كانون الثاني المساعدات الغذائية إلى 27 ألف شخص في الضفة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، تم تخفيض المساعدات الغذائية إلى 165 ألف شخص في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة بنسبة 20 بالمائة. وعندما أعلن المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية ستيفن كيرني القرار في ديسمبر كانون الأول، قال "اضطر برنامج الأغذية العالمي للأسف لإجراء تخفيضات كبيرة في عدد الأشخاص الذين ندعمهم". وجاءت هذه الخطوات بعدما خفضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدات الأمريكية لمنظمات الإغاثة الإنسانية التي تعمل في الأراضي الفلسطينية. وذكر كيرني أن خفض المساعدات الأمريكية أثر على 40 بالمئة من إجمالي تمويل البرنامج. وفي غزة، قال عبد النعيم حمادة، وهو عاطل عن العمل، إنه لا يملك ما يكفي لإطعام أطفاله. وأصبحت ثلاجته فارغة تقريبا، إلا من بعض الخبز المجمد. وأضاف "عندي شباب أنا عندي 21 سنة 20 سنة 19 سنة وأنا بشتغلش ولا هم بشتغلوا وعاطل عن العمل. يعني كيف بدها تكفيني؟ بتكفينيش بالمرة نهائيا. نهائياً بتكفينيش. يعني هلأ إذا قللوها أنا بدي أروح أشحد". ومضى قائلا "عايش عالمي والملح. لسه لأعمل إضراب عن الطعام زي المساجين أحسنلي والله. وأنا آخرتي أعمل إضراب عن الطعام. خليهم يموتونا يموتونا." ووجهت الأممالمتحدة والسلطة الفلسطينية نداء لتقديم مساعدات بقيمة 350 مليون دولار للفلسطينيين في العام المقبل. وأضافتا أن هناك حاجة إلى المزيد من الأموال، لكن يتعين مسايرة الواقع بعد عام من خفض التمويل، خاصة من قبل إدارة ترامب.