حسمت محكمة النقض بالرباط بشكل نهائي في ملف أكبر شبكة متخصصة في الاستيلاء على العقارات بالبيضاء، بعد أن رفضت طلبات نقض أحكام السجن والغرامات المالية والتعويضات الصادرة في حق أعضاء الشبكة التي استولت على عدد كبير من العقارات، من ضمنها عقارات في مناطق عين الذئاب والمعاريف. وأصدرت محكمة النقض قبيل نهاية الأسبوع الماضي قراراتها برفض طلبات النقض في ملفات عدد 21427/2019 و21428/2019 و21429/2019 و21430/2019 و21431/2019، وسقوط عقوبات الإكراه البدني في حق شخصين يفوق عمرهما 65 سنة، منهما موثق متورط في ملف الاستيلاء على ثروة مالية كبيرة وفيلا سكنية تعود ملكيتها لمواطن مغربي من ديانة يهودية يدعى جيرار بنيطاح. وقال مسعود لغليمي، محامي المواطن المغربي جيرار بنيطاح: "هذا الحكم يشكل انتصارا لضحايا السطو على العقارات، علما أن هذا الملف يعد واحدا من الملفات الكبرى التي شغلت القضاء والإعلام والرأي العام المغربي". وأضاف لغليمي في تصريح لهسبريس: "هذا القرار سيفتح الباب أمام مواصلة متابعة هذه الشبكة في القضية الرائجة حاليا أمام القضاء بمدينة الدارالبيضاء، التي تهم تزوير واستعمال وصية مواطن يهودي لحرمان جيرار بنيطاح من الأموال والعقارات التي ورثها داخل وخارج المغرب". وتابع المتحدث ذاته: "حاليا هناك تطورات جديدة في ملفات السطو على عقارات الغير، إذ قام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء بإصدار أوامر اعتقال جديدة في حق أعضاء في الشبكة نفسها على خلفية ملف رومندي". من جهتها أكدت لطيفة بوعبيد، رئيسة جمعية محاربة السطو على ممتلكات الغير، أن القرار الصادر عن محكمة النقض يشكل انتصارا حقيقيا لضحايا مافيا العقار التي ألحقت أضرارا جسيمة بهم وحرمتهم من ممتلكاتهم وأموالهم بدون وجه حق. وأضافت بوعبيد في تصريح لهسبريس: "لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل لكل من عمل من أجل الشروع في استئصال هذه الآفة التي ألحقت أضرارا بالمواطنين والبلد، ومن ضمنهم القضاة ورئاسة النيابة العام، إلى جانب أعضاء الفرقة الوطنية التي نجحت في فك رموز قضايا مافيا العقار". يشار إلى أن الملف الذي حسمت فيه محكمة النقض كان قد أثاره المواطن المغربي جيرار بنيطاح، الذي اضطر للدخول في معارك قضائية بالمغرب منذ سنة 2007، وأيضا في فرنساوسويسرا، عوض أن يستمتع في بلده ببقية عمره وسط معارفه وأصدقائه، وفق تصريحات لمسعود الغليمي. وأضاف لغليمي: "لقد تم إنصاف بنيطاح في فرنسا وفي سويسرا في مواجهة الشبكة نفسها التي استولت على ممتلكاته في المغرب، وقد توفي في ظروف مأساوية قبل أن يحصل على حقوقه، ليدفن في مكان خارج وطنه المغرب". واستطرد المتحدث ذاته بأن "جيرار بنيطاح كانت له الشجاعة لمواجهة أفراد شبكة السطو على ممتلكات الغير، ولم يستسلم البتة، لكن بطء العدالة حال دون استرجاعه حقوقه وممتلكاته في المغرب". وكان بنيطاح توفي يوم الأحد 15 دجنبر من سنة 2019، مباشرة بعد خروجه من ملعب للغولف ببوسكورة في حالة غير طبيعية بعد تناوله وجبة هناك انتهت بظهور أعراض القيء عليه.