تعد أكلة "أوركيمن" الأكلة الأكثر شعبية لدى أهالي سوس الغنية بمكوناتها الطبيعية من الحبوب والقطاني وطعمها اللذيذ والغني، وهي التي تقي الساكنة من البرد القارس، حيث يتم طهيها على مهل لساعات علها تقي الجسم من أمراض البرد القارس. وبحسب الباحث أحمد أفروخ، فإن أصل التسمية "أوركيمن " من "إيركم " irkm التي تعني تجاوزا الترقيد ، أي ترقيد وترطيب الحبوب المستعملة في هذه الأكلة الشعبية الأمازيغية في الماء حتى ترطب ويسهل طهيها. وقد ذكرها المختار السوسي في كتابه "المعسول" حيث ما يزال أهالي سوس يحتفظون بطقوسها. ويشير أفروخ في تصريحه لموقع "لكم" إلى أن هاته الأكلة الغنية بمكوناتها تجعل الجسم يقاوم البرد القارس، وهي أكلة شعبية ما يزال محتفظا بها في الكثير من بوادي وأرياف سوس ماسة، والتي يتطلب طهيها ساعات، مع ما يستلزم ذلك من مؤونة يتم تهييئها من ذي قبل. بدورها، تشرح خدوج أنجارن، وهي ربة بيت ذات ال78 عاما، لموقع "لكم" كيفية الاعداد لأكلة "أوركيمن" من الصباح الباكر، حيث يتم تحضيرها بمزيج من مكونات متعددة منها كرعين (الغنم) (بالأمازيغية تيفنزا) و 250 غرام من الحمص ونظيره من العدس نفس المقدار من الفاصوليا البيضاء، وحبوب القمح (بالأمازيغية إيردن)، إلى جانب 250 غرام حبوب الصوجا ونفس المقدار من جلبانة اليابسة بدون إزالة قشورها". وتوضح خدوج أن هاته المكونات تضاف إليها "بصلة واحدة مقطعة قطعا صغيرة، وجزرة ولفتة واحدة مقطعة قطعا صغيرة هي الأخرى، بمعية التوابل والبهارات ( ملح وفلفل أسود وكمون وسكنجبير ) وزيت الزيتون إن لم يكن هناك زيت الأركان. وبحسب إنجارن، فإن طهي تلك المكونات يتم بتؤدة وعلى نار هادئة لمدة تفوق ثلاث ساعات، وفي إناء كبير على الفحم، يحرك بين الفينة و الأخرى بملعقة كبيرة تحمل اسم "أغنجا" المصنوعة من الخشب . ويتم تقديم الأكلة الأمازيغية الشعبية "أوركيمن" في إناء من نحاس أو على إناء من طين يسمى "تكينت" لتناولها جماعيا إما وجبة غذاء أو عشاء من قبل أفراد الأسرة والضيوف إن وجدوا. كما تقدم في زليفات خشبية تحمل بالأمازيغية إسم "تيزلافين" في طقس احتفالي رمزي يعكس غنى وتنوع تاريخ الساكنة في هاته الرقعة من بلاد المغرب.