أطلقت ناشطات نسويات ومنظمات من عدة دول، من بينها المغرب، نداء نسويا دوليا يدعو إلى مقاطعة المنتدى العالمي للنساء من أجل السلام الذي تنظمه حركة "محاربات من أجل السلام" يومي 19 و20 شتنبر الجاري في مدينة الصويرة. وقالت الموقعات على النداء إن حركة "محاربات من أجل السلام"، ومنذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة، وهي تنشر دعاية مكثفة باستخدام خطاب إنساني للدفاع عن الوضع الاستعماري القائم. ويساعد بروزها في وسائل الإعلام الرئيسية، لاسيما في فرنسا، على تهميش الأصوات المنددة بالإبادة الجماعية.
وأوضح النداء أن هذا التجمع النسائي يساوي في خطابه بين الدولة الصهيونية والمقاومة الفلسطينية، ويختزل الواقع الاستعماري في "صراع متعادل" بين طرفين، وهو تصور ينكر عدم التكافؤ بين قوة استيطانية محتلة وشعب مضطهد يكافح من أجل بقائه وكرامته. وأضاف النداء العالمي أن تجمع "محاربات من أجل السلام" الذي يدعي أنه يمثل صوتًا متوازنًا، يضع في كفة واحدة مؤيدي المجازر التي ترتكبها اسرائيل وحركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني التي تدعو إلى وقف الإبادة الجماعية. كما أنه يستدعي الأختية، التي تُعدّ أساس الحركة النسوية، للمطالبة بأن ترفض النساء الإسرائيليات والفلسطينيات الانتماء لأي طرف وأن يتعاونّ جنبًا إلى جنب. ونبه ذات المصدر إلى أن مثل هذا الخطاب يمحو أيضًا الدور الحاسم الذي تلعبه النساء في نضالات التحرر الوطني، بما في ذلك المقاومة الفلسطينية. وهو يمثل استمرارًا لتوظيف القوى الإمبريالية للنسوية، حيث تستخدمها لتبرير حروبها الاستعمارية وتقسيم الشعوب المضطهدة. وقال نداء المقاطعة إن هذه النسوية السلمية التي تجسدها حركة "محاربات من أجل السلام"، تُبرز قرار الأممالمتحدة رقم 1325 الصادر عام 2000، الذي يروّج لمشاركة أكبر للنساء في عمليات السلام، لكن الرجوع إلى القانون الدولي يبقى انتقائيا بالنسبة لها، فالحقوق التي تعترف بها الأممالمتحدة للشعب الفلسطيني مثل حقه في تقرير المصير، وحق العودة، وشرعية النضال المسلح يتم إنكارها، وتقارن المقاومة بالإرهاب، وعلاوة على ذلك، ترفض المنظمة التحدث عن الإبادة الجماعية رغم تقارير الأممالمتحدة والمحكمة الدولية، مفضلة استخدام لغة مخففة لوصف الوحشية الإسرائيلية. وحذر النداء من أن استراتيجية "محاربات من أجل السلام" واضحة، حيث تعمد إلى نزع الطابع السياسي عن التضامن الدولي واختزاله في بعده الإنساني وطمس القضية المركزية وهي تحرير فلسطين. ويندرج تنظيم المنتدى العالمي للنساء من أجل السلام في مدينة الصويرة ضمن نفس منطق إضفاء الشرعية على إسرائيل والترويج للتطبيع مع الأنظمة العربية رغم الرفض العارم لشعوب المنطقة. وجاء في النداء "يُقدَّم هذا المنتدى على أنه تجمع دولي للناشطات الإسرائيليات والفلسطينيات والإيرانيات والأفغانيات والمغربيات وغيرهن، ويهدف إلى إطلاق "نداء دولي للنساء من أجل السلام"، ولكن في الواقع، يسعى إلى فرض "سردية جديدة للسلام" تهدف إلى تحييد التحرك النسوي الدولي، الذي يقف اليوم بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني في إطار تقليد معادٍ للإمبريالية وأممي". وأدانت النسويات الموقعات على النداء بشدة استغلال نضال الحركة النسوية لتبييض الجرائم التي ترتكبها الدولة الاستعمارية الإسرائيلية، مؤكدات أن فلسطين هي نضال نسوي. ولهذا، فأي خطاب عن السلام لا يقترن بدعم واضح وصريح لحركة تحرير الشعب الفلسطيني مرفوض. ويشار إلى أن النداء وقعته ناشطات ومنظمات من المغرب وتونس وسويسرا والولايات المتحدة وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وساحل العاج والجزائر وغيرها. ومن ضمن المغربيات الموقعات على النداء؛ لطيفة البوحسيني وسعاد البراهمة وفاطمة التامني وهاجر الريسوني وسارة سوجار، إضافة إلى هيئات من بينها اتحاد العمل النسائي.