شاركت نحو ثلاثين مقاولة مغربية، خلال الأسبوع الجاري في فيلبنت بضاحية باريس، في الدورة الخامسة للمعرض الدولي "زوم باي فاتيكس"، المخصص لصناعة النسيج، بعرض شامل شهد إقبالا كبيرا من لدن المهنيين الأوروبيين الذين يبدون اهتماما متزايدا بالسوق المتوسطية. وأعرب مختلف العارضين عن ارتياحهم للاتصالات التي أجروها والصفقات التي أبرموها خلال هذا الموعد المهني، والتي عادت بالنفع على العرض المتوسطي، والمغربي على الخصوص، بعد التراجع الذي شهدته السوق الآسيوية التي أضحت أقل تنافسية خلافا لما كانت عليه في السابق. وأشار الرئيس الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب بفاس السيد ادريس بلخياط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى تقلص حجم الإقبال على السوق الآسيوية بسبب تظافر عدة عوامل، منها على الخصوص الفيضانات التي غمرت باكستان، وارتفاع الأجور بالصين والمشاكل المرتبطة بالتسليم. وأبرز أن آسيا بفقدانها لامتيازات تفضيلية (السعر والجودة)، لم تعد كما كانت عليه قبل سنتين، الأمر الذي يشجع على العودة بقوة للمتوسط. وأبرز، في هذا السياق، الأهمية التي تكتسيها بالنسبة للمقاولات المغربية الاستفادة من هذه الوضعية من خلال المشاركة المكثفة في مختلف التظاهرات الرامية إلى الترويج للمنتوج المغربي. ومن جانبه، أعرب السيد محمد المراكشي عن ارتياحه للاتصالات التي تم إجراؤها خلال هذا المعرض من قبل الشركات الخمس المؤلفة للمجمع الذي يمثله. وقد تم إحداث هذا المجمع التابع لفرع "الإكسسورات" منذ سنة بدفعة من "المغرب تصدير" (المركز المغربي لإنعاش الصادرات) والجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة بهدف تمكين هذه الشركات من توحيد جهودها التجارية من أجل ترويج أفضل لمنتجاتها. وأكد السيد المراكشي أن "العديد من المقاولات الأجنبية، خاصة الإيطالية والفرنسية والإسبانية أبدت اهتمامها بالانضمام لهذا المجمع، وذلك في أول مشاركة له في هذا المعرض الدولي" .) وفي هذا الصدد، أوضح مدير التسويق ب "المغرب تصدير"، السيد العربي بورباع، أن المغرب، الذي يحرص على تأكيد حضوره في هذا الحدث المهني، يقدم لأول مرة خلال هذه الدورة "عرضا شاملا ومتكاملا"، يضم ليس فقط منتجات الألبسة النسيجية والجلدية، بل أيضا لوازم الإكسيسوارات. ويشرف "المغرب تصدير" على المشاركة المغربية في هذا المعرض الدولي، وذلك بتنسيق مع الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة والفيدرالية المغربية لصناعات الجلد. وأكد السيد بورباع أن "مشاركتنا في هذا المعرض الهام تندرج في إطار تفعيل برنامج للتواصل المكثف للتعريف بالعرض المغربي، وتثمين المنتجات التي يضمها"، مشيرا إلى أنه تمت صياغة هذا البرنامج وفق استراتيجية "طموحة" ل "المغرب تصدير" تروم "مواكبة المقاولات لتكون أكثر دينامية في الساحة الدولية، مع اعتماد مقاربة مهنية". وفي هذا السياق، يضيف السيد بورباع، حرص المنظمون خلال هذه الدورة على تنظيم لقاءات مهنية بين رجال الأعمال لفائدة المقاولات المشاركة. وحسب السيد بورباع، فإن هذه الخدمة أتاحت للزوار والعارضين الاستفادة، إلى حد كبير، من جدول أعمالهم المرتبط بهذا المعرض. ووصلت قيمة الصادرات المغربية من النسيج خلال سنة 2009 إلى أكثر من 5ر26 مليار درهم. كما أنه في سنة 2008 صنفت صناعة الألبسة المغربية ضمن أهم خمس ممونين رئيسيين للسوق الأوربية، بعد كل من الصين وتركيا والهند وبانغلاديش، بواقع 5ر2 مليار أورو. ويهدف معرض النسيج (فاتيكس)، الذي أحدث في سنة 2008 إلى تشجيع عرض كامل ومتعدد حول مجمل الخدمات والمنتجات المتعلقة بقطاع الألبسة. ويقترح المعرض بشكل خاص، في هذا السياق، إعطاء الفرصة لعدد من صانعي ومصممي الألبسة النسيجية والجلدية، التي تستجيب لمعايير القرب (من المنطقة الأورمتوسطية) والجودة والإبداع والتميز، حتى تستأثر باهتمام مسوقي العلامات التجارية الكبرى بأوربا. للإشارة، فقد سجل هذا المعرض، الذي يسعى إلى دمج رؤية تعددية لقطاع النسيج والألبسة، حضور نحو 1500 عارض ينتمون إلى 50 بلدا وكذا 45 ألف مشارك مهني قدموا من نحو مائة بلد من مختلف مناطق المعمور.