تتهيأ مدينة طنجة لصيف يرتقب أن يشهد حركة غير مسبوقة من حيث تدفق المسافرين، مدفوعا بمعطيات رسمية تخص النقل البحري والجوي، وسط توقعات بارتفاع استثنائي في عدد الوافدين خلال موسم العبور وعطلة الصيف. وتأتي هذه المؤشرات في سياق تزايد الاعتماد على طنجة كبوابة رئيسية ضمن منظومة العبور بين المغرب وأوروبا، خصوصا خلال فترة الصيف التي تشهد توافدا مكثفا لمغاربة العالم عبر ميناء طنجة المتوسط. كما تكرس المعطيات الحديثة مكانة طنجة كنقطة وصل استراتيجية في الحركية الموسمية، سواء بحرا أو جوا، في وقت تعمل فيه السلطات المغربية على تعزيز جاهزية البنيات التحتية وتوسيع العرض الموجه للمسافرين. خلال اجتماع تنسيقي مغربي إسباني انعقد مؤخرا في مدينة قادس، أعلنت السلطات عن توقعات بعبور أكثر من 3.44 مليون مسافر و847 ألف مركبة عبر ميناء طنجة المتوسط خلال فترة عملية مرحبا 2025، الممتدة من 15 يونيو إلى 15 شتنبر، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4 في المئة في عدد الركاب و5 في المئة في عدد العربات مقارنة بصيف السنة الماضية. وتشرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تنسيق العملية إلى جانب سلطات الميناء والمصالح الأمنية والصحية، في ما يعد أكبر مجهود موسمي مشترك على مستوى اللوجستيك البحري بالمغرب، بالنظر إلى حجم الحركة وتنوع المسارات البحرية الرابطة مع عدد من الموانئ الإسبانية، وعلى رأسها الجزيرة الخضراء وطريفة وموتريل. في المقابل، تعزز طنجة حضورها في مجال النقل الجوي عبر إطلاق خط دولي جديد يربط مطار ابن بطوطة الدولي بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، بمعدل رحلة واحدة أسبوعيا، وذلك ابتداء من 25 ماي 2025، في إطار اتفاقية بين المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة "Norwegian Air". ويعد هذا الخط المباشر الأول من نوعه بين طنجة ومنطقة شمال أوروبا، ويأتي ضمن استراتيجية المكتب الرامية إلى تنويع الأسواق الأوروبية وربط الوجهات السياحية المغربية بعواصم جديدة. ويرى مراقبون في القطاع أن هذه الخطوة تعكس توجها نحو استقطاب فئات جديدة من السياح، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على الربط الجوي نحو شمال المغرب، وتزايد جاذبية طنجة كوجهة تجمع بين البعد التاريخي والموقع الجغرافي والانفتاح السياحي. في المقابل، يُرتقب أن تشهد طنجة ذروة العبور خلال الفترة ما بين أواخر يوليوز وأوائل غشت، كما جرت العادة في المواسم الماضية، دون أن تُعلن السلطات المحلية إلى حدود الساعة عن تفاصيل خاصة بالتدابير المواكبة على المستوى الترابي. وبين ارتفاع عدد الرحلات البحرية، وإطلاق خطوط جوية جديدة، وتوسيع قدرات العبور، تستعد طنجة لصيف ينتظر أن يختبر جاهزية منظومتها اللوجستيكية والخدماتية، ويعزز موقعها كواحدة من أكبر نقاط العبور البحري والجوي في الضفة الجنوبية للمتوسط.