أسفرت النيران و»الحروب الأهلية» التي سالت فيها الدماء على إسفلت الدارالبيضاء بمناسبة عاشوراء، ليلة الجمعة/السبت 23 و 24 أكتوبر الجاري، عن تسجيل عدة حوادث دامية، تطلبت نقل ضحاياها على وجه السرعة صوب مصالح المستعجلات من اجل تلقي العلاج. وفي هذا الصدد تم نقل 20 جريحا ومصابا صوب مستعجلات مستشفى بوافي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، بعد أن اندلعت «حرب ضروس» بين شبان ينتمون إلى حي السدري وآخرين من أبناء حي درب الشرفاء والطلبة، انطلقت فصولها لهوا من خلال التراشق بالمفرقعات النارية والشهب والشمارخ المختلفة الأحجام والحمولة «الانفجارية»، ثم سرعان ما تطورت إلى تراشق بالحجارة فتبادل للضرب والجرح بالأسلحة البيضاء، التي امتدت فصولها إلى غاية حوالي الساعة الثالثة من صباح يوم السبت 24 أكتوبر، مما تطلب الاستنجاد بتعزيزات أمنية من مختلف الرتب التي حلّت بالمنطقة ومعها عناصر القوات المساعدة بغاية تطويق الحادث والحد من تداعياته التي زرعت حالة من الرعب في نفوس الساكنة، وهو ما تطلب وقتا ليس بالهين للقيام بذلك. «ضحايا» عاشوراء، كان من بينهم أيضا شخصان أصيبا بحروق من الدرجة الثانية نتيجة للنيران التي أشعلت في الإطارات المطاطية، تحت مبرر الاحتفال، واللذان تم نقلهما بدورهما إلى مستعجلات بوافي، في حين نقل شخص ثالث هو الآخر كان يعاني من حروق نتيجة لنفس السبب إلى مستعجلات المستشفى الجهوي مولاي يوسف من أجل تلقي العلاجات. مصابون في تخليد طقس عاشوراء، تعددت إصاباتهم وحالات نقلهم إلى المستشفيات، التي مهما اختلفت درجات حدتها وخطورتها، فإن تداعياتها تظل «أقل جسامة» من حالة الطفل الذي لقي حتفه بعد إصابته بقطعة آجور بمنطقة جنان اللوز بتراب الحي الحسني، والتي لم تمهله كثيرا، إذ لفظ أنفاسه بعد مغادرته لمستشفى الحسني، صوب المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، بعدما عجز القائمون على الشأن الصحي هناك، وفقا لمصادر الجريدة، عن القيام بالاسعافات الضرورية.