في أجواء احتفالية بهيجة، اختتمت فعاليات "المخيم الربيعي الأول لبوجدور"، الذي نظمته جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع بوجدور بشراكة قوية ومثمرة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببوجدور، وبتعاون مركز الإبداع والتنشيط التربوي ابن خلدون، ومؤسسة دار الأجيال، وجمعية الابتكار والتأهيل المهني. وقد أقيم هذا المخيم تحت شعار ملهم: "من أجل جيل مسؤول.. مستقل وحر في تدبير شؤونه"، وامتدت فعالياته من الخامس وحتى العاشر من شهر مايو لعام 2025، مستضيفًا بكل شغف 150 طفلاً وشابًا من المنطقة. هذا الحدث التربوي والاجتماعي المتميز تزامن مع احتفال مزدوج، حيث تلاقت فيه الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع الذكرى الخمسين لتأسيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، ليضفي ذلك على أيامه معنى أعمق وأثرًا مضاعفًا في نفوس المشاركين. وقد تنوعت فقرات برنامج المخيم لتشمل أنشطة تثقيفية وترفيهية ورياضية، بالإضافة إلى زيارات ميدانية هامة. استكشف المشاركون محطة تحلية المياه كنموذج للتنمية المستدامة، وعادوا بالذاكرة إلى محطات النضال الوطني في فضاء الذاكرة للمقاومة. كما انطلقوا في أجواء من المرح والنشاط إلى ساحة سيرست، وتنافسوا بحماس وروح رياضية في مختلف الأنشطة التي احتضنتها القاعة المغطاة. وشكل الاحتفاء باليوم الشعبي محطة بارزة في فعاليات المخيم، حيث عاش المشاركون أجواء من التراث والثقافة المحلية الأصيلة، مما عزز لديهم الشعور بالانتماء والاعتزاز بالهوية. توجت هذه الأيام الحافلة بالتعلم والمرح بحفل ختامي بهيج أقيم في القاعة المتعددة الوسائط التابعة للمركز الثقافي بمدينة بوجدور. وقد شهد الحفل حضورًا لافتًا لرئيس الجمعية، سعيد العزوزي، وممثلي الشركاء الكرام وفي مقدمتهم المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، إلى جانب جمع غفير من الآباء والأمهات وفعاليات أخرى. وخلال الحفل، تم عرض شريط فيديو وثق أبرز اللحظات والأنشطة التي ميزت المخيم، كما جرى تكريم الشركاء والأطر التربوية والإدارية الذين ساهموا بجهودهم في إنجاح هذه المبادرة القيمة. وقد عبر آباء وأولياء الأمور عن تقديرهم العميق للجهود المخلصة التي بذلتها الجمعية وشركاؤها، وعلى رأسهم المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، مشيدين بدورهم المحوري في صقل مهارات أبنائهم وتعزيز استقلاليتهم ومسؤوليتهم، ومؤكدين على الأهمية الكبيرة لمثل هذه المبادرات النوعية التي تساهم في بناء جيل واعٍ وقادر على تدبير شؤونه بحرية ومسؤولية. إن هذا النجاح يمثل علامة فارقة في مسيرة جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع بوجدور، التي تواصل منذ تأسيسها في عام 2004 التزامها الراسخ بخدمة أطفال وشباب إقليم التحدي، والمساهمة الفعالة في تنشئتهم تنشئة سليمة وإعدادهم لمستقبل مشرق، وذلك في إطار شراكتها الاستراتيجية مع مختلف الفاعلين وفي مقدمتهم المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببوجدور.