انتقلت التلميذة المغربية نجوى الملهى إلى ثانوية جديدة بمدريد بعد الجدل الذي أثاره قرار المؤسسة حيث كانت تدرس، والقاضي بمنعها من متابعة دراستها بعد ارتدائها الحجاب. وكانت الإدارة المكلفة بالتربية والتعليم في الحكومة المستقلة لمدريد قد اقترحت على أسرة نجوى نقلها إلى ثانوية خيراردو دييغو التي لا تمنع قوانينها الداخلية ارتداء التلميذات للحجاب. في الوقت الذي قررت فيه ثانوية أخرى بنفس البلدة تغيير قانونها الداخلي أول أمس الإثنين لتجنب قبول التلميذة المغربية على إثر طلب تقدمت به أسرتها في وقت سابق لتسجيل ابنتها بهذه الثانوية بعد أن عمدت ثانوية (كاميلو خوسي ثيلا) في بلدة بوثويلو دي ألاركون (قرب مدريد) إلى منعها من الدخول إلى القسم، بدعوى أن القوانين الداخلية للثانوية تحظر على التلاميذ ارتداء أي شيء يغطي الرأس بداخل الفصول الدراسة. ولتفادي مثل هذه المناورات، أعلنت الإدارة المكلفة بالتعليم والتربية بمدريد أنها تعتزم إصدار قرار يمنع تغيير القوانين الداخلية للمؤسسات التعليمية خلال الموسم الدراسي. وكانت الحكومة المستقلة لمدريد التي يحكمها اليمين الإسباني (الحزب الشعبي) قد رفضت يوم الخميس الماضي الطعن الذي تقدم به أب التلميذة المغربية التي منعتها ثانوية (كاميلو خوسي ثيلا ) من متابعة دراستها بسبب ارتدائها الحجاب، مبررة رفضها باستقلالية المؤسسات التعليمية بمنطقة مدريد في وضع قوانينها الداخلية. وفي موضوع ذي صلة، تحتضن مدينة قرطبة (جنوبإسبانيا)، يومي ثالث ورابع ماي القادم، اجتماعا من مستوى عال حول موضوع الحرية الدينية في المجتمعات الديموقراطية. وذكر بلاغ لوزارة الخارجية الإسبانية، أن هذا اللقاء المنظم في إطار الرئاسة الدورية لإسبانيا للاتحاد الأوروبي، سيشكل فرصة لبحث العديد من القضايا المتعلقة بتعدد الديانات في المجتمعات الديمقراطية، ودور رجال الدين في النهوض بثقافة السلام. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا اللقاء المنظم بتعاون مع الأمانة العامة لتحالف الحضارات سينكب أيضا على دراسة عدد من المواضيع المرتبطة بالخصوص بالوقاية من التطرف الديني، والتعاون من أجل النهوض بالحرية الدينية، والحوار بين الديانات. وفي السياق ذاته ما زال الجدل متصاعدا في أوساط المثقفين والهيئات المدنية والحقوقية في إسبانيا حول الحريات الدينية والتعددية الثقافية، في الوقت الذي تستعد الحكومة الاشتراكية بقيادة لويس خوسي ثاباتيرو لتقديم مشروع قانون ينظم الحريات الدينية وعلاقة الدولة بمختلف الأديان.