دعا وزير التعمير وإعداد التراب الوطني امحند العنصر، إلى إيجاد حلول بديلة للرقي بالهندسة المعمارية مهنيا وأخلاقيا حتى تضطلع بالأدوار المخولة لها على مستوى التنمية المستدامة والمساهمة في وضع تصورات لإطار العيش الكريم للمواطنين. وأضاف الوزير، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الوطني للمهندس المعماري الذي ينظم سنويا تخليدا للخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك الراحل الحسن الثاني أمام ممثلي المهندسين المعماريين يوم 14 يناير 1986 بمراكش، أن هذه المهنة الأساسية ذات قيمة مضافة في خضم المشاريع التنموية التي تنهض بها المملكة منذ 15 سنة. وأبرز العنصر أنه بعد 28 سنة، ظل خطاب الملك الراحل الحسن الثاني إطارا مرجعيا لتنظيم المهنة وتوجيهها للطموحات الوطنية حول ضرورة استثمار مهنة الهندسة المعمارية في خدمة العبقرية المغربية في مختلف مجالات البناء والتشييد. وأشار إلى أن مناسبة الاحتفال بهذا اليوم خلال هذه السنة تأتي لتصادف الذكرى المئوية لتدبير وإدارة قطاع التعمير بالمغرب، مبرزا أنه "لا يخفى على أحد الدور الذي ظلت تلعبه الهندسة المعمارية إلى جانب تخصصات تقنية وقانونية في بلورة التراكمات الفنية والمنهجية لمصاحبة التطور العمراني الذي عرفته المملكة وكذا معالجة إشكاليات التمدن بكل تمظهراته المجالية والمورفولوجية والسوسيو اقتصادية". فبعد مرحلة التعمير المخطط له والذي أملته ظروف الضبط السكاني ومراعاة التوازن بين المدن العتيقة والأحياء الأوروبية الجديدة الممتدة من تاريخ 1914 حتى أوائل الخمسينيات، يضيف الوزير، جاء التفكير في تنمية النطاقات الخارجة عن المدارات الحضرية مع حلول الستينيات من القرن الماضي، لتتلوه مراجعة الترسانة القانونية الموروثة عن الحقبة السالفة وإحداث آليات مؤسساتية لتأطير ومواكبة قطاع التعمير وذلك بداية من مشارف التسعينيات حتى تستجيب لمبدأ توسيع مهام التدبير اللامتمركز الذي أقره ظهير 1976 ولحجم الانتظارات الذي زاد مع ظهور اختلالات مجالية داخل العديد من الحواضر من خلال تفاقم ظاهرة السكن غير اللائق وغير القانوني وضعف التجانس الحضري وسلبيات التوسع العمراني وتطاوله على الأراضي الفلاحية والمناطق الغابوية. وأكد الوزير الذي ترأس بذات المناسبة حفل تسليم الدبلومات للخريجين الجدد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، -أكد- أنه بفضل الموروث الحضاري المتمثل في الأنسجة الحضرية العتيقة والتشكيلات الهندسية القروية وكذا الخبرة والتجربة التي راكمها الذكاء الوطني لمدة قرن من الزمن في قطاع التعمير على مستوى التنظيم والتقنين، يراهن المغرب في الوقت الحالي، برعاية الملك، على الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال العديد من الأوراش المؤسساتية والعمرانية التي دشنتها المملكة منذ توليه العرش. وأبرز العنصر، الذي أشاد بالمناسبة بالجو السليم الذي مرت فيه انتخابات المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، أنه إلى جانب ورش الانتقال الديمقراطي الذي توج بجيل جديد من الحقوق الدستورية التي أقرها دستور المملكة، تظل الجهوية المتقدمة والأوراش التنموية المهيكلة مركز التفكير لدى هذه الوزارة على مستوى إعداد التراب الوطني والتعمير، مشددا على أن هيئة المهندسين المعماريين "مدعوة أكثر من أي وقت مضى للتفكير في كل الجوانب التي من شأنها إغناء النقاش ومد الاقتراحات الضرورية، حتى نكون جميعنا في مستوى التحديات وحجم الرهانات التي ترفعها بلادنا".