قال توفيق الغلبزوري، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق-الفنيدق، إن"غياب الحوار والتسامح والتواصل هو ما يؤدي إلى التطرف وتخريب الحضارة وهدم المآثر، وأنه من الواجب دينيا مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وأن المقصد العام من البعثة المحمدية هو الرحمة للعالمين". في كلمة له بمناسبة انطلاق أشغال الندوة العلمية حول "الحوار الديني والتسامح الحضاري منهاج ومقصد"، اليوم الأربعاء، وهي المنظمة من قبل المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق-الفنيدق بتعاون وشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وبمشاركة المجالس العلمية لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، أضاف الغلبزوري أن "الهدف من هذه الندوة العلمية هو التواصل بين العلماء والنخبة المثقفة بالجامعة مع شبابنا من الطلبة والطالبات، علما أن التواصل موجود ولكنه يجب أن يتقوى بغرض نشر ثقافة التسامح ونبذ التعصب ونشر قيم الحوار والتعاون السلمي بين الحضارات والأديان والثقافات". وقال الدكتور حذيفة أمزيان، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، إنه "لا يمكن حل المشكلات والأزمات وتجنب النزاعات إلا من خلال الحوار، ولا سبيل ولا صلاح لأي حوار يستهدف أسس ومقومات الدولة الوطنية ويمزق رقعتها الجغرافية وينال من هويتها التاريخية". أمزيان أشار إلى ما "ينبغي أن تكون عليه الجامعة وطلبتها وطالباتها الشباب، من فكر الوسطية والاعتدال والأمن والاستقرار، في ظل ديننا الحنيف السمح وثوابتنا ومقدساتنا الإسلامية والوطنية التي تضمنها إمارة المؤمنين والمذهب المالكي السني والعقيدة الأشعرية، هذا فضلا عن التوجيهات الملكية". من جهته أوضح محمد كنون الحسني، رئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة-أصيلا، في كلمة له باسم رؤساء المجالس العلمية لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، أن "الندوة تتزامن مع مرتكزين أساسيين؛ الأول هو ربيع الأنوار مولد المصطفى نبي الحوار والتسامح والأخلاق، أما المرتكز الثاني فهو الرسائل المستنبطة من سنته الشريفة، ويكفي أن نستدل بأن وثيقة المدينة بعد الهجرة كانت أغلب بنودها تخدم مصالح اليهود، ومن هنا يظهر لنا مدى سماحة ديننا الحنيف وانفتاحه على الآخر". وأكد محمد كنون الحسني أن "هذه الوثيقة النبوية تؤسس لثقافة حقوق الإنسان وانفتاح الإسلام على الآخرين، وهو ما يجعل من مسألة ربط ما يشهده العالم من أعمال عنف تنسب للإسلام والإسلاميين، أمرا غير صحيح بالمرة". يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للندوة شهدت إبرام اتفاقيات شراكة بين جامعة عبد المالك السعدي، والمجالس العلمية لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، كما تم تكريم الدكتور حذيفة أمزيان بهذه المناسبة.