حلّ وفد مغربي وازن، يضم 7 نواب ومستشارين من مختلف الفرق البرلمانية، بالعاصمة الإيرانيةطهران، اليوم الثلاثاء، بمناسبة انطلاق الدورة ال13 لمؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث حظي نواب الأمة المغاربة باستقبال من لدن علي خامنئي، قائد "الثورة الإسلامية" بالبلد الفارسي. ووفقا لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الإيرانية "إرنا"، فإن خامنئي استقبل، بمعية كل من حسن روحاني رئيس الجمهورية، وعلي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي، ضمن موعد يستمر ليومين، وفودا برلمانية من 44 دولة من بين 54 دولة تم توجيه الدعوة إليها؛ ضمنها المغرب والجزائر وقطر وتركيا والأردن وفلسطينموريتانيا، بجانب إندونيسيا ومالي والسنغال والسودان. ويرأس الوفد المغربي الاستقلالي عبد الواحد الأنصاري، نائب رئيس مجلس النواب، بجانب عضوين عن حزب العدالة والتنمية، وهما محمد الحمداوي وعبد الإله الحلوطي، بصفته خليفة رئيس مجلس المستشارين، وممثلَيّ فريق الأصالة والمعاصرة بالغرفتين الأولى والثانية، نور الدين الهروشي وعبد الرحيم الكميلي، بجانب حماد أيت باها وعبد العزيز بوهدود، عن فريقي "التجمع الدستوري" بمجلسي النواب والمستشارين. وتأكد الحضور المغربي الرسمي، في الوقت الذي تعرف فيه إيران موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد غلاء المعيشة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 24 متظاهرا واعتقال نحو 3 آلاف و700 شخص آخر، وهي التظاهرات التي نددت بها عدد من دول العالم والمنطقة، ولم تتخذ حيالها المملكة المغربية أي موقف، بخلاف دول عربية أخرى، خاصة دول الخليج، في مقدمتها السعودية، الشريك الإستراتيجي القوي للمغرب. وفي انتظار إصدار "إعلان طهران 2018" والبيان الختامي لأشغال الدورة الثالثة عشرة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، من المرتقب أن تخرج توصيات الدورة بمواقف تهم أساسا التطورات الأخيرة التي عرفتها القضية الفلسطينية إثر قرار الرئيس الأمريكي بنقل مقر سفارة بلاده إلى القدس. ونقلت وكالة "إرنا" كلمة لعلي خامنئي، في استقباله للوفد البرلماني الإسلامي اليوم الثلاثاء، وصف فيها الخطوة الأمريكية الأخيرة حول القدس الشريف ب"الحماقة الكبيرة"، داعيا دول العالم الإسلامي إلى "أن يعلن وبصوت مدوّ عن مواقفه من القضايا الرئيسية؛ بما في ذلك فلسطين"، مضيفا "يمكن هزيمة الإمبراطورية الغربية وأيضا الصهاينة في الحرب الناعمة، كما سبق أن هُزموا في ساحات القتال داخل لبنان وقد اجبروا على الإقرار بذلك". المغرب وإيران تعرف الساحة الإقليمية انقساما حادا تجاه إيران، وسط اتهامات عربية لها بزعزعة استقرار دول المنطقة، حيث تؤكد الرياض دوما على "الانتهاكات الإيرانية في الدول العربية عبر أذرع موالية لها في المنطقة"، والتورط المباشر في تسليح جماعة الحوثيين، التي تدعمها إيران وحزب الله اللبناني، وتوجيه التنظيم الشيعي لعدة صواريخ بالسيتية صوب الأراضي السعودية. وبالرغم من العلاقات المتوطدة جدا بين المغرب ودول الخليج التي تخوض صراعا سياسيا محموما مع إيران، فإن الرباط لم تعبّر في الآونة الأخيرة عن مواقف واضحة ضد طهران؛ لكن برقية رسمية بعث بها الملك محمد السادس إلى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عقب الاعتداء الصاروخي الذي استهدف الرياض، وصفه فيه ب"الاعتداء الآثم والعمل العدواني الجبان". وعادت العلاقات بين الرباطوطهران إلى طبيعتها مطلع سنة 2015، بتعيين السفير الإيراني الجديد محمد تقي مؤيد، ثم استقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني سفير المغرب المعتمد لدى طهران حسن حامي، بعد قطيعة بدأت منذ مارس من العام 2009، إلا أن الترقب يبقى سيد الموقف بين البلدين. وظهر ذلك في مناسبات عدة، أبرزها غياب التمثيلية الرسمية المغربية عن الاحتفال بالذكرى السنوية ال38 ل"انتصار الثورة الإسلامية" بالرباط، واستثناء محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، للمغرب من جولة مغاربية قادته في يونيو الماضي إلى الجزائروموريتانيا وتونس.