أعربت جبهة البوليساريو، في بيان صدر اليوم الاثنين، عن رفضها القاطع لمشروع القرار الأمريكي المعروض على مجلس الأمن بشأن الصحراء، معتبرة أنه "انحياز صارخ" للموقف المغربي و"تراجع خطير" عن مسار التسوية الأممي القائم على حق تقرير المصير. ويأتي بيان الجبهة بعد أيام من توزيع بعثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة مسودة قرار على أعضاء مجلس الأمن، تدعو إلى اعتماد مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 باعتبارها "الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" كأساس لحل النزاع، مع تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء (مينورسو) حتى يناير 2026 فقط، بدلاً من عام كامل كما جرت العادة. وتشجع المسودة الأطراف على استئناف المفاوضات "دون شروط مسبقة"، محذّرة من إمكانية مراجعة أو إنهاء ولاية البعثة في حال غياب تقدم ملموس قبل نهاية التمديد.
وأكدت جبهة البوليساريو، في بيانها الصادر من مخيماتها بتندوف بالجنوب الجزائري، أنها "ترفض بشكل قاطع أي مقاربة تفاوضية لا تضمن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير"، مضيفة أنها "لن تنخرط في أي عملية سياسية تستند إلى مقترحات تنحاز للمغرب أو تتجاهل الطبيعة الاستعمارية للنزاع". واعتبرت الجبهة أن "السلام العادل والدائم لا يمكن تحقيقه إلا عبر إنهاء الاحتلال العسكري المغربي"، مؤكدة "احتفاظها بحقها المشروع في الدفاع عن النفس بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي"، ومجددة دعوتها لمجلس الأمن إلى "التمسك بقراراته السابقة وبمبدأ تصفية الاستعمار وفقاً لميثاق الأممالمتحدة". وختم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى "تهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات مباشرة وجادة بين جبهة البوليساريو والمغرب، برعاية أممية، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ومتفق عليه يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي".