بعد أكثر من عامين على توقف الخط المباشر بين المغرب وإسرائيل، تستأنف الرحلات الجوية الخميس بين تل أبيب ومطاري مراكش والدار البيضاء، وفق ما أفاد موقع "أي 24 نيوز" الإسرائيلي، في خطوة تأتي وسط عزلة دولية متنامية لإسرائيل وتزايد مخاوف مواطنيها من السفر إلى الخارج، سواء تخوفاً من المتابعات القضائية المرتبطة بجرائم الحرب في غزة، أو من موجة الانتقادات العالمية المتصاعدة. وذكر الموقع أن شركات الطيران الإسرائيلية أعادت فتح بيع التذاكر، بعد اتفاق تمّ التوصل إليه بين وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف ووزير النقل واللوجستيك المغربي عبد الصمد قيوح، بموافقة سلطات الطيران المدني في البلدين. وأوضح أن القنوات التقنية والأمنية التي جُمِّدت عقب اندلاع الحرب في غزة، أُعيد تفعيلها بعد وقف إطلاق النار، ما سمح بمناقشة إعادة تشغيل خط كان يحظى سابقاً بنسبة إشغال مرتفعة.
وبحسب المصدر نفسه، فإن الرحلات توقفت في الأيام الأولى للحرب، بعدما رفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذير السفر إلى المغرب إلى المستوى الثالث، بدعوى مخاوف من "جهات معادية" وتوترات شعبية في المغرب بسبب العدوان على غزة. وأدى ذلك إلى توقيف الشركات الإسرائيلية وشركة الخطوط الملكية المغربية تشغيل هذا المسار الجوي. ويأتي القرار بإعادة فتح الخط بعد توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب في ديسمبر 2020 ضمن "اتفاقيات أبراهام" التي رعتها الولاياتالمتحدة. وشهدت تلك المرحلة تبادلاً للزيارات وفتح مكاتب اتصال وتعاوناً سياحياً وتجارياً، قبل أن تتجمد الأنشطة بشكل شبه كامل منذ السابع من أكتوبر 2023 عقب اندلاع الحرب، وما رافقها من احتجاجات واسعة في المغرب للمطالبة بوقف التطبيع. وبرغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل، وفق منظمات أممية وحقوقية، شنّ حرب إبادة "صامتة" في قطاع غزة عبر القصف المتقطع، ومنع إعادة الإعمار، وتشديد الحصار، وتجويع السكان ومنع الدواء عنهم، فيما ينفذ المستوطنون في الضفة الغربية اعتداءات يومية من قتل وحرق وتجريف للممتلكات الفلسطينية. وتأتي عودة الرحلات في وقت لا تزال الأصوات الشعبية في المغرب ترتفع للمطالبة بوقف جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل، وسط استمرار الاستنكار الشعبي للجرائم المرتكبة في غزة.