يستمر التعاون العسكري المغربي والأمريكي، على العديد من الصعدة، وخاصة الموعد السنوي والخاص بتمرين الأسد الإفريقي، حيث انعقد بمقر القيادة العليا للمنطقة الجنوبية بأكادير ما بين 16 و 20 يناير 2023 اجتماع حول التخطيط الرئيسي لتمرين الأسد الإفريقي 2023. واجتمع ممثلو القوات المسلحة للولايات المتحدةالأمريكية ونظرائهم من القوات المسلحة الملكية المغربية لمناقشة وتخطيط طرق تنفيذ مختلف التدريبات العسكرية في إطار تمرين الأسد الإفريقي المرتقبة.
ويأتي تمرين هذه السنة، في إطار تخلد هذه السنة الذكرى العشرين للتعاون الثنائي بين القوات المسلحة الملكية والحرس الوطني لولاية "يوتا" بالولاياتالمتحدةالامريكية وسيتم بهذه المحطة المهمة بعروض موسيقية عسكرية مشتركة بين الجيشين المغربي والأمريكي.
كما يعتبر تمرين الأسد الإفريقي الاكبر في إفريقيا كما يعزز فرص تطوير العمل المشترك والتعاون العسكري في القارة الإفريقية ويظل محوريا للعلاقات الطويلة الأمد بين الولاياتالمتحدةالامريكية والمملكة المغربية تصل إلى مئة عام باعتبارها بلدا شريكا استراتيجيا متميزا للمملكة.
وتعد مناورات هذه السنة منعطفاً هاماً في مجال التعاون العسكري بين الرباطوواشنطن، خاصة منذ توقيع البلدين، في 2 أكتوبر 2020، على خريطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري على امتداد السنوات العشر المقبلة، وتتمحور حول تأكيد الأهداف المهنية المشتركة، لا سيما تحسين درجة الاستعداد العسكري، وتعزيز الكفاءات، وتطوير قابلية التشغيل البيني للقوات، في حين يقترح الجانب المغربي تعزيز التعاون، من خلال النهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار بالمغرب في قطاع صناعة الدفاع.
كما تأتي النسخة الجديدة من المناورات في ظل حديث الصحافة الأميركية عن تخطيط واشنطن لإنشاء قاعدة عسكرية صناعية في المغرب، بعد أن أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن تعليماته لوزير الدفاع لويد أوستن بإعداد خطة طارئة لإنشاء القاعدة، وذلك على خلفية تقرير مفصل من مدير الاستخبارات المركزية (CIA) وليام بيرنز حول توسع نفوذ روسيا في أفريقيا، بما في ذلك زيمبابوي وجمهورية أفريقيا الوسطى والجزائر ودول الساحل والصحراء