أزمة "النظام الأساسي" تدفع موظفي الجماعات الترابية إلى الإضراب    فيدرالية اليسار الديمقراطي تؤكد تمسكها بالإصلاحات الديمقراطية وترفض العودة إلى الوراء في ملف الحكم الذاتي    إسبانيا تقلد عبد اللطيف حموشي بأرفع وسام اعترافًا بدور المغرب في مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني    ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية    لجنة المالية بمجلس النواب تصادق على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2026    الغابون تحكم غيابيا على زوجة الرئيس المعزول علي بونغو وابنه بالسجن بتهم الاختلاس    تقرير دولي: تقدم مغربي في مكافحة الجريمة المنظمة وغسل الأموال    بتنسيق مع "الديستي".. شرطة سلا توقف شخصين بحوزتهما أكثر من 6000 قرص مخدر وكوكايين    الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس تفكك شبكة متورطة في اختلاس وسرقة مركبات من المحجز البلدي بوجدة    منتخب جهوي بكلميم يندد ب"تبديد" 1000 مليار سنتيم دون تحسين الخدمات الصحية في الجهة    تيزنيت: نقابة مفتشي التعليم تشيد بالأدوار المحورية التي تضطلع بها هيئة التفتيش و ترفض محاولات طمس الهوية المهنية للهيئة وتقزيم أدوارها ( بيان )    كيوسك الأربعاء | آلاف المشاريع و26 ألف كلم من الطرق لتقليص الفوارق المجالية    ليلة الذبح العظيم..    المعهد الملكي الإسباني: المغرب يحسم معركة الصحراء سياسياً ودبلوماسيا    توقيع إعلان نوايا بين المملكة المغربية ومملكة السويد لتعزيز التعاون في مجال العدالة    انطلاق أشغال تهيئة غابة لاميدا بمرتيل ، للحفاظ علي المتنفس الوحيد بالمدينة    أجواء غائمة وممطرة في توقعات طقس الأربعاء    تنصيب عبد العزيز زروالي عاملا على إقليم سيدي قاسم في حفل رسمي    مأساة بخريبكة.. وفاة خمسة أشخاص من عائلة واحدة غرقا داخل صهريج مائي    "جيروزاليم بوست": الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على الصحراء يُضعِف الجزائر ويعزّز مصالح إسرائيل في المنطقة    برادة يدعو الآباء والأمهات إلى مساندة المؤسسات التعليمية بالمواكبة المنزلية    الركراكي يرفع إيقاع "أسود الأطلس"    دعم المقاولات الصغرى بالمغرب .. "الباطرونا" تواكب والأبناك تقدم التمويل    مؤتمر نصرة القدس و"معا للقدس": أية قوة يتم إرسالها لغزة يجب تحديد ولايتها بواسطة مجلس الأمن بالتشاور مع الشعب الفلسطيني    انتخابات العراق: ما الذي ينتظره العراقيون من مجلس النواب الجديد؟    هجوم انتحاري خارج محكمة في إسلام آباد يودي بحياة 12 شخصاً ويصيب 27 آخرين    ماكرون يؤكد رفض الضم والاستيطان وعباس يتعهد بإصلاحات وانتخابات قريبة    "لارام" تدشن أول رحلة مباشرة بين الدار البيضاء والسمارة    التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب وإيران في نهائي "الفوتسال"    مونديال أقل من 17 سنة.. المغرب يتعرف على منافسه في الدور المقبل    شراكة بين "اليونسكو" ومؤسسة "المغرب 2030" لتعزيز دور الرياضة في التربية والإدماج الاجتماعي    اتفاق مغربي سعودي لتطوير "المدينة المتوسطية" بطنجة باستثمار يفوق 250 مليون درهم    بنسعيد في جبة المدافع: أنا من أقنعت أحرار بالترشح للجمع بين أستاذة ومديرة    "رقصة السالسا الجالسة": الحركة المعجزة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر    "الفتيان" يتدربون على استرجاع اللياقة    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    التدبير‮ ‬السياسي‮ ‬للحكم الذاتي‮ ‬و‮..‬مرتكزات تحيينه‮!‬ 2/1    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    مراكش تحتفي بعودة السينما وتفتح أبوابها للأصوات الجديدة في دورة تجمع 82 فيلما من 31 دولة    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القمة العربية تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، ماذا نعرف عنها؟
نشر في الأيام 24 يوم 04 - 03 - 2025

قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت في القاهرة، يوم الثلاثاء، إن القمة تبنت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
وتهدف الخطة إلى توفير بديل لخطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإقامة "ريفييرا الشرق الأوسط" في غزة من خلال تقديم خطط لإعادة إعمار القطاع المدمر دون تهجير سكانه.
وفي ختام القمة الطارئة التي عقدها القادة العرب في القاهرة، دعوا إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية"، كما رحّب البيان الختامي ب"القرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة".
وحذر القادة العرب من أي محاولات "آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، مؤكدين أنها تشكل "تهديداً للسلام في الشرق الأوسط".
وأكد البيان الختامي أن السلام يظل الخيار الاستراتيجي للدول العربية، ويقوم على رؤية حل الدولتين كسبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وشدد القادة العرب على ضرورة استكمال وقف إطلاق النار في غزة، رغم التحديات التي يواجهها، لما له من أهمية في الحد من التصعيد وحماية المدنيين.
وأشار البيان إلى أهمية التنسيق العربي ضمن إطار اللجنة العربية الإسلامية، بهدف شرح الخطة العربية للمجتمع الدولي وكسب الدعم اللازم لتنفيذها. كما دعا القادة العرب مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوات حفظ سلام دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لضمان الأمن والاستقرار ومنع أي تصعيد إضافي.
* أنطونيو غوتيريش: لماذا ثارث ثائرة إسرائيل عليه؟
وفيما يتعلق بمصير الشعب الفلسطيني، أكد البيان إمكانية إيجاد بديل واقعي لمخططات تهجيره، مشدداً على أن أي حلول يجب أن تضمن حقوق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
وجاء انعقاد القمة في ظل رفض عربي واسع لخطة الرئيس ترامب، التي تضمنت سيطرة أمريكية على غزة مع تهجير سكانها.
وقدمت الدول العربية، بقيادة مصر، خطة بديلة لإعادة إعمار قطاع غزة بوجود الفلسطينيين، بهدف الحفاظ على استقرار المنطقة ومنع أي محاولات لتهجير سكانها.
وأكد الرئيس السيسي أن الخطة تمثل رؤية شاملة تبدأ بمرحلة الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولاً إلى إعادة الإعمار الكامل، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم.
وأوضح السيسي أن مصر، بالتعاون مع فلسطين، عملت على تشكيل لجنة إدارية من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين لإدارة شؤون القطاع، إضافة إلى تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية لضمان الاستقرار الأمني خلال المرحلة المقبلة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "الشعب الفلسطيني في غزة عانى الأمرّين، وقد يزداد الوضع سوءاً إذا لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في إنهاء الحرب، وتخفيف المعاناة، وضمان تحقيق سلام دائم".
وأشار غوتيريش إلى أن هناك "بارقة أمل" ظهرت من خلال وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والسجناء، مؤكداً ضرورة "مواصلة المفاوضات للوصول إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين والسجناء الفلسطينيين، وضمان معاملتهم بكرامة وإنسانية".
Getty Images
وأكد غوتيريش أن "إنهاء الأزمة لا يكفي، بل يجب أن يكون هناك إطار سياسي يضع الأسس لاستقرار دائم في المنطقة"، مشدداً على أن "غزة يجب أن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية دون تقليص الدعم المقدم لها أو نقل سكانها".
وقال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خلال أعمال القمة العربية الطارئة في القاهرة إن "رؤيتنا هي تولي السلطة الفلسطينية مهامها في غزة مع استلام الأجهزة الأمنية الموحدة أمن القطاع".
وأشاد عباس، بالخطة المصرية الفلسطينية العربية، لإعادة إعمار قطاع غزة بوجود الفلسطينيين على أرض وطنهم، دون تهجير، ودعا الرئيس ترامب إلى دعم جهود الإعمار على هذا الأساس.
وأكد عباس الجاهزية لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل "حال توفرت الظروف الملائمة لذلك"، في غزة والضفة والقدس الشرقية، كما جرت في الانتخابات السابقة جميعها، ودعا الجميع لتهيئة الظروف لذلك.
فيما دعا العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، خلال كلمته في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، إلى تكثيف التنسيق العربي لمواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد القضية الفلسطينية.
وأكد رفض الأردن التام لأي محاولات تهجير للفلسطينيين أو ضم أراضٍ في الضفة الغربية وغزة، مشدداً على ضرورة دعم خطة إعادة إعمار غزة وكسب التأييد الدولي لها.
Getty Images
وأكد التزام الأردن بمواصلة تقديم المساعدات إلى غزة، مع دعوة المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية لدعم الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في افتتاح القمة العربية غير العادية بشأن قطاع غزة إن إعادة إعمار غزة في وجود أهلها ممكن.
قال أبو الغيط إن "إعادة غزة للحياة هو نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها وجهودهم.
وأكد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، أن عودة بلاده إلى الجامعة العربية تعكس التزامها بتعزيز أمن واستقرار المنطقة.
وشدد، خلال كلمته في القمة العربية الطارئة، على رفض أي محاولات لإعادة رسم خرائط المنطقة "على حساب دم الفلسطينيين"، معتبراً أن الدعوات لتهجيرهم "تمثل تهديداً للأمة العربية بأسرها ومقدمة لمشروع أوسع يسعى لاقتلاعهم من أرضهم."
Getty Images
وأشار الشرع إلى أن ما يحدث في غزة اليوم هو "جرس إنذار" يستدعي موقفاً عربياً موحداً وتحمل المسؤوليات تجاه الشعب الفلسطيني.
ماذا نعرف عن الخطة المصرية؟
كشفت مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة عن خطة شاملة تهدف إلى تحقيق التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، وأن العملية ستتم بقيادة فلسطينية لضمان بقاء السكان في أراضيهم، وتخفيف معاناتهم الإنسانية، ومعالجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والاقتصاد والمجتمع في القطاع.
وتشمل الخطة المصرية، وفق المسودة التي اطلعت عليها بي بي سي، تقييماً شاملاً لتأثير الصراع على سكان غزة والبنية التحتية والخدمات الأساسية، مع تحديد الاحتياجات الضرورية لإعادة الإعمار وتحفيز التعافي الاقتصادي والاجتماعي.
وتؤكد أن مسار إعادة الإعمار سيكون ملكاً للشعب الفلسطيني، دون أي إعادة إسكان للفلسطينيين خارج القطاع، مع التأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
* إسرائيل تطالب ب"نزع كامل للسلاح" في غزة للانتقال إلى المرحلة الثانية
* الجيش الإسرائيلي يكشف أسباب فشله في التصدي لهجوم حماس
وتسعى الخطة إلى إطلاق مشروعات استثمارية تتولى السلطة الفلسطينية تنفيذها بالشراكة مع الجهات الراغبة، وذلك بهدف إعادة بناء القطاع وتعزيز اقتصاده المحلي. كما تتضمن الاستفادة من التجارب السابقة في عمليات إعادة الإعمار لضمان التنفيذ الفعّال للمشروعات.
وأكدت مصر أنها ستواصل تحديث التقييمات المتعلقة بإعادة الإعمار وفقاً للتطورات على الأرض، مع إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مما يتيح وضع أسس طويلة الأمد لتحقيق الاستقرار في القطاع.
وتمتد الخطة المصرية على مرحلتين، حيث تستمر مرحلة التعافي المبكر لمدة ستة أشهر، بينما تمتد إعادة الإعمار على مدى خمس سنوات، مع التركيز العاجل على تقديم المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية للسكان المتضررين.
خسائر الحرب على غزة تتجاوز 53 مليار دولار
وأظهرت المسودة تقديرات حول إجمالي الخسائر والأضرار التي لحقت بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوزت 53 مليار دولار.
ووفقاً للتقييمات، فإن إجمالي الأضرار المادية بلغ 29.9 مليار دولار، في حين وصلت الخسائر الاقتصادية والاجتماعية إلى 19.1 مليار دولار.
BBC
ووفق المسودة التي اطلعت عليها بي بي سي تتطلب عملية التعافي المبكر تمويلاً بقيمة ثلاثة مليارات دولار خلال الأشهر الستة الأولى، بينما تشير التقديرات إلى أن إعادة الإعمار بشكل كامل ستمتد على مدى خمس سنوات.
وتعرض قطاع الإسكان لأكبر نسبة من الأضرار، حيث بلغت خسائره 15.8 مليار دولار، بما يمثل 53 في المئة من إجمالي الأضرار، وتشير البيانات إلى أن 330 ألف مبنى سكني تضرر، من بينها 272 ألف وحدة دمرت بالكامل و58.5 ألف وحدة تضررت جزئياً.
وفي قطاع البنية التحتية، تعرضت 1,190 كم من الطرق للتدمير بالكامل، في حين لحقت أضرار شديدة ب 415 كم إضافية.
أما قطاع الصحة فقد تكبد خسائر بقيمة 6.3 مليار دولار، إلى جانب 1.3 مليار دولار أضرار مباشرة، حيث خرجت 18 مستشفى عن الخدمة بالكامل، بينما تعمل 17 مستشفى أخرى بشكل جزئي فقط.
وفي مجال التعليم، بلغت الخسائر 3.2 مليار دولار، فيما تعرضت 88 في المئة من المدارس لأضرار متفاوتة، وتحول العديد منها إلى مراكز إيواء للنازحين، إلى جانب تدمير 51 مبنىً جامعياً.
أما قطاع الكهرباء فقد خسر 450 مليون دولار، في حين تكبدت قطاعات التجارة والصناعة والنقل والمياه والصرف الصحي خسائر إضافية بمليارات الدولارات.
BBC
"انكماش الاقتصاد الغزّي 83 في المئة"
وأظهرت المسودة أن الحرب المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أحدثت انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، حيث انكمش اقتصاد القطاع بنسبة 83 في المئة في عام 2024، ما أدى إلى تراجع مساهمته في الاقتصاد الفلسطيني من 17 في المئة إلى 3 في المئة فقط.
ووفق المسودة التي اطلعت عليها بي بي سي فإن معدلات البطالة في غزة شهدت ارتفاعاً حاداً، لتصل إلى 80 في المئة، في ظل تعطل الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية بشكل شبه كامل.
كما ارتفع التضخم في غزة بنسبة 309.4 في المئة في أكتوبر 2024، بسبب النقص الحاد في الإمدادات الغذائية والطبية والمواد الأساسية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة.
BBC
وتشير المسودة إلى الأزمة الغذائية حيث إن 91 في المئة من سكان غزة (1.84 مليون شخص) يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وسط نقص شديد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية. وتوقعت المسودة أن يرتفع العدد إلى 1.95 مليون شخص بحلول أبريل/نيسان 2025، ما يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق.
كذلك تسببت الحرب بانهيار قطاع الرعاية الصحية حيث إن 64 في المئة من المراكز الصحية الأولية غير عاملة بسبب الدمار أو نقص الإمدادات الطبية والطواقم الصحية. ويحتاج 25 في المئة من المصابين إلى إعادة تأهيل مدى الحياة نتيجة الإصابات البالغة التي تعرضوا لها خلال الحرب.
وقد خرج 745 ألف طفل عن مسارهم التعليمي بسبب تدمير معظم المباني المدرسية أو تحويلها إلى مراكز إيواء للنازحين. ويوجد وفق تقييمات مسودة الخطة المصرية بين 17,000 و18,000 طفل غير مصحوب بذويه في غزة.
* كيف يصوم سكان غزة والضفة رمضان وسط الأنقاض ونذر الحرب؟
* "مصر يجب أن تقبل المسؤولية المؤقتة عن غزة" – هآرتس
"بناء 460 ألف وحدة سكنية تستوعب 3 ملايين شخص خلال مرحلتين"
تكشف مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، عن آليات التنفيذ المتوقعة حيث تشمل توفير مساكن مؤقتة للنازحين، وإزالة الركام، وإعادة تأهيل البنية التحتية، إضافة إلى مشاريع تنموية كبرى تمتد على مدار خمس سنوات، بتكلفة إجمالية تصل إلى 53 مليار دولار.
وتتضمن المرحلة الأولى من الخطة، وفق المسودة، إنشاء وحدات سكنية مؤقتة (حاويات) داخل غزة، موزعة على سبعة مواقع رئيسية تستوعب أكثر من 1.5 مليون شخص، منها 213 ألف شخص في رفح، و223 ألفاً في خان يونس، و184 ألفاً في دير البلح، و353 ألفاً في مدينة غزة، إضافة إلى مواقع أخرى في شمال القطاع.
كما تشمل المرحلة الأولى التي تستمر لمدة ستة أشهر، إزالة الركام من المحور المركزي (محور صلاح الدين) والمناطق الأخرى، تمهيداً لبدء إعادة الإعمار، وتوفير 200 ألف وحدة سكنية مؤقتة لاستيعاب 1.2 مليون شخص، إضافة إلى ترميم 60 ألف وحدة سكنية متضررة جزئياً، بهدف تأمين السكن ل 360 ألف شخص عند انتهاء أعمال الترميم.
Getty Images
وبعد مرحلة التعافي المبكر، تبدأ عملية إعادة الإعمار على مرحلتين تمتدان لأكثر من أربع سنوات، حيث تستمر المرحلة الأولى لمدة عامين بتكلفة 20 مليار دولار، وتشمل استكمال إزالة الركام، وبناء 200 ألف وحدة سكنية جديدة، واستصلاح 20 ألف فدان من الأراضي الزراعية، وإنشاء شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والصرف الصحي.
كما سيتم، وفق مسودة الخطة، بناء محطات تحلية مياه، وخزانات للشرب ومكافحة الحرائق، ومحطات لمعالجة مياه الصرف الصحي.
أما المرحلة الثانية، فتمتد لمدة عامين ونصف بتكلفة 30 مليار دولار، وتركز على استكمال مشاريع البنية التحتية، إلى جانب بناء 200 ألف وحدة سكنية جديدة تستوعب 1.2 مليون شخص، ليصل إجمالي الوحدات السكنية الدائمة في غزة إلى 460 ألف وحدة تستوعب 3 ملايين شخص.
وتشمل هذه المرحلة إنشاء منطقة صناعية على مساحة 600 فدان، وميناء للصيادين، وميناء تجاري، ومطار غزة، إلى جانب تطوير الطريق الساحلي (الكورنيش) بطول 10 كيلومترات.
"32-40 ألف جسم غير منفجر في أراضي القطاع، ومشروع لردم 14 كم2 من بحر غزة"
وتقول إنه جرى استخدام كميات هائلة من الذخائر، حيث تم إسقاط أو إطلاق ما بين 75 إلى 85 ألف طن من الذخائر بأنواعها المختلفة، بما في ذلك القنابل المحمولة جواً والأسلحة البرية.
ولا تزال، وفق المسودة، نحو 8 الآف طن من الذخائر غير المنفجرة منتشرة في أنحاء القطاع، وهو ما يعادل ما بين 32 إلى 40 ألف جسم غير منفجر، أي ما يقارب 10 في المئة من إجمالي الذخائر التي استُخدمت.
وتضيف بأن حجم الركام الناتج عن الدمار في غزة بلغ 50 مليون طن، ويتكون من الأسمنت والطوب والمعادن والأخشاب والبلاستيك والأسفلت.
إلى جانب ذلك، يحتوي الركام على 800 ألف طن من مادة الأسبستوس، وهي مادة ضارة تُستخدم في البناء، مما يزيد من المخاطر البيئية والصحية، حيث تُقدَّر تكلفة عمليات إزالة الأنقاض والتطهير بنحو 100 مليون دولار.
وتتضمن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة مشروعاً لردم البحر بمساحة 14 كم2، ما يعادل 2 في المئة من مساحة القطاع، باستخدام الركام الموجود في غزة والرمال المستوردة من خارج القطاع.
"مصر والأردن سيعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية قبل نشرها في القطاع"
تكشف مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة عن أن مصر والأردن سيعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرها في القطاع، بهدف "تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى قطاع غزة للقيام بمهامها في الحكم".
كما طرحت المسودة أن يقوم مجلس الأمن بدراسة فكرة الوجود الدولي في الأرض الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بما في ذلك إمكانية إصدار قرار بنشر قوات حماية أو حفظ سلام دولية وفق مرجعيات واضحة، على أن يتم ذلك ضمن سياق متكامل وجدول زمني محدد لإقامة الدولة الفلسطينية وبناء قدراتها.
Getty Images
وتشير مسودة الخطة إلى "معضلة" متعلقة ب"تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح"، لكنها تبين أنه "من الممكن التعامل معها، بل وإنهاؤها بشكل نهائي، في حال توفرت رؤية واضحة وعملية سياسية ذات مصداقية تعيد الحقوق إلى أصحابها".
وأكدت أن الحل السياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يستند إلى تنفيذ حل الدولتين، وأنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كحل نهائي يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعت مسودة الخطة إلى هدنة متوسطة المدى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تمتد لفترة زمنية محددة تشمل جميع المناطق الفلسطينية، باعتبارها مرحلة انتقالية يتم خلالها تنفيذ إجراءات لبناء الثقة بين الطرفين.
* القمة العربية: لقطات تاريخية في الذاكرة.. حكام رحلوا وآخرون أسقطتهم شعوبهم
* رواد التواصل الاجتماعي يبحثون أسباب غياب تبون عن القمة العربية
* هل تقبل كل الفصائل الفلسطينية ب"خطة غزة" التي تبنتها القمة العربية؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.