Reuters قال وزير الدفاع السوداني حسن داؤود إن الحكومة السودانية ترحب بأي جهود لتحقيق السلام في البلاد. وعقب اجتماع لمجلس الأمن والدفاع في الخرطوم شكر داؤود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام، مشيراً إلى أن الاجتماع تطرق إلى "مبادرات من بعض الدول والأصدقاء" لوقف الحرب. وبحسب ما نقل مراسل بي بي سي محمد محمد عثمان، فإن داؤود أكد استمرار ما وصفه بالحقوق الوطنية والمشروعة في مواصلة التجهيزات لمعركة الكرامة كما وصفها، مبيناً أنه جرى مناقشة استنفار وتعبئة الشعب السوداني لمساندة القوات المسلحة للقضاء على ما سماها "المليشيا المتمردة"، في إشارة منه إلى قوات الدعم السريع. وقال إن الاجتماع ناقش ما وصفها ب"جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر"، مبيناً أنه تم تشكيل لجنة وطنية للمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وكان الاجتماع عقد برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وبمشاركة ممثلين عن حلفاء الجيش من الفصائل العسكرية، تحفظات من بعض القيادات العسكرية على بعض بنود الهدنة الأمريكية المقترحة، بحسب مصادر مطلعة لبي بي سي. من جهة أخرى، أكد مصدر رفيع ب"تحالف تأسيس" المكون من قوات الدعم السريع وفصائل أخرى قبولهم مقترح الهدنة المقترحة. وقال لبي بي سي- بعد أن طلب حجب هويته- إنهم منفتحون تماماً لقبول الهدنة في حال موافقة الطرف الآخر، مشيراً إلى استعدادهم لإدخال المساعدات الإنسانية في كل انحاء السودان لا سيما مدينة الفاشر. وكشف مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسعد بولس عن قبول الجيش السوداني والدعم السريع بمقترح هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، مضيفاً أن النقاش حولها وصل إلى مراحل متقدمة دون أن يكشف المزيد من التفاصيل. وكانت وسائل إعلام عربية قد نشرت مسودة الهدنة المقدمة للطرفين المتنازعين وأهم بنودها؛ التأكيد على سيادة ووحدة السودان، والحرص على إنهاء الأزمة الحالية عبر هدنة شاملة تشمل جميع مناطق البلاد. وتقترح المسودة التزام الطرفين بمبدأ حسن النوايا، مع تحديد توقيت ومدة الهدنة، وآليات فصل القوات واحتواء أي انتهاكات محتملة خلال فترة وقف إطلاق النار. كما شددت المسودة على ضمانات إنسانية واضحة تتيح وصول المساعدات دون قيود أو عراقيل إلى المتضررين في جميع الولايات، مع إنشاء لجنة تنسيق للهدنة الإنسانية تعنى بمتابعة التنفيذ ورفع تقارير دورية عن أي خروقات. الدعم السريع تُسقط طائرة وتتهم الجيش ب "استهداف المدنيين" على صعيد ميداني، قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة حربية من طراز "إليوشن" في أجواء مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان. وأوضحت في بيان أن إسقاط الطائرة جاء عقب تنفيذها غارات جوية استهدفت منطقتي ود بندة وعيال بخيت، إضافة إلى مدينتيْ الفولة وبابنوسة، ما أدى، بحسب البيان، إلى مقتل العشرات من المدنيين وإصابة آخرين. واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بشن هجمات وصفتها ب "الوحشية" على الأحياء السكنية والأسواق، باستخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة، مشيرة إلى أن الضحايا شملوا أطفالاً ونساء وكبار سن، وفقاً لبيانها. كما حمّل الدعم السريع الجيش مسؤولية ما وصفه ب "الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني"، قائلاً إن "الجيش يستهدف المدنيين على أسس إثنية وجهوية"، ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عن تلك الأفعال. ولم يصدر أي تعليق على الفور من الجيش السوداني على هذه الاتهامات. وتُعد بابنوسة من المدن الرئيسية في ولاية غرب كردفان، و تربط بين ولايات كردفان ودارفور والخرطوم. وتمتاز المدينة بموقعها الاستراتيجي على خط أنابيب النفط القادم من حقول هجليج، ما يجعلها منطقة حيوية لعمليات النقل والإمداد العسكري، ومركزًا تجاريًا مهمًا في الإقليم. "نسير باتجاه غير معروف" وتتواصل موجات النزوح من مدينة الفاشر إلى مدينة طويلة في ولاية شمال دارفور، وسط ظروف إنسانية قاسية يعاني منها النازحون، الذين فرّوا من تصاعد العنف وانعدام الأمن، ليجدوا أنفسهم في العراء دون مأوى أو غذاء. يقول أحد النازحين لبي بي سي: "هذا يومنا الثاني في الشارع بلا أكل أو شرب، لا نملك شيئاً، ونسير باتجاه غير معروف". بينما يضيف آخر: "أوضاعنا سيئة وصعبة، معنا أطفال ونساء وعوائل، نحتاج إلى طعام وملابس، وهناك أكثر من عشرة أشخاص حولنا فقدوا أهاليهم". وتؤكد إحدى النساء النازحات أن التحديات لا تقتصر على الغذاء فقط، بل تشمل أيضاً غياب أبسط مقومات الحياة: "عنا تحديات في الأكل ودورات المياه.. ما عنا فرشات". * ماذا بعد الفاشر؟ نزوح من بارا وحقائب تحزم في الأُبيّض * شمال وغرب دارفور تحت الحصار، و"الجميع يواجهون الموت" ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، نزح حوالي 71,000 شخص من الفاشر والقرى المجاورة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في شمال دارفور قبل أسبوع. وعقب هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الاستراتيجية، برزت تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واعتداءات على عمال الإغاثة ونهب واختطاف خلال الهجوم. وعبرت المحكمة الجنائية الدولية الاثنين عن "قلقها البالغ وانزعاجها الشديد" إزاء هذه التقارير، محذرة من أن هذه الأعمال "قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". "ضعوا حداً لكابوس العنف هذا" Getty Images دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء إلى وقف فوري للعنف في السودان في ظل تدهور الأوضاع، وإلى وقف "انتهاكات" وقف إطلاق النار في قطاع غزة المدمّر. وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة "ضعوا حداً لكابوس العنف هذا الآن"، مضيفاً "أدعو القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للعمل مع مبعوثي الشخصي إلى السودان… للتوصل إلى تسوية تفاوضية… أقبِلوا على طاولة المفاوضات". وأكّد أنه منذ دخول قوات الدعم السريع للمدينة الواقعة في شمال دارفور "تزداد الأوضاع سوءاً يوماً بعد يوم"، مضيفاً "يموت الناس بسبب سوء التغذية والأمراض والعنف". وأفاد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأممالمتحدة، الإثنين بانتشار المجاعة في مدينة الفاشر. في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً مع الجيش منذ 2023 السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر بعد حصار دام نحو 18 شهراً. وبسطت بذلك سيطرتها على ولايات دارفور الخمس التي تمثل ثلث مساحة السودان. وقال غوتيريش "كانت الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور بؤرة للمعاناة والجوع والعنف والنزوح… وقد حوصر مئات الآلاف من المدنيين". * هل تدفع سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر إلى تقسيم السودان؟ * التصنيف المرحلي للأمن الغذائي يعلن انتشار "المجاعة" في مدن بدارفور وكردفان في السودان * ماذا نعرف عن "أبو لولو جزار الفاشر"، وكيف رأى سودانيون خبر اعتقاله؟