/ عفراء علوي محمدي – تصوير: مصطفى الشرقاوي – منير الخالفي تزامنا مع الذكرى الثامنة لتأسيس حركة 20 فبراير، شارك أزيد من 40 ألف أستاذ متعاقد بقطاع التربية الوطنية، في مسيرة حاشدة، انطلقت صباح يومه الأربعاء 20 فبراير 2019 بالرباط، استجابة لنداء التنسيقية الوطنية لإسقاط خطة التعاقد، الذي دعت فيه إلى الخروج ل"إسقاط خطة التعاقد والمطالبة بالإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية". وعرفت المسيرة، التي شلت حركة المرور بعد انطلقها من باب الأحد في تمام الساعة 10 من صباح اليوم، تدخلا اعتبره المحتجون "عنيفا" من طرف الأجهزة الأمنية التي كانت حاضرة بمختلف أنواعها، حيث استعملت القوات العمومية خراطيم المياه لمنع المتعاقدين من التقدم صوب القصر الملكي. وخلف التدخل الأمني إصابة عدد من المحتجين بجروح طفيفة، في الوقت الذي باشرت عناصر القوات المساعدة تقديم المساعدات الضرورية، ومعاينة الإصابات، ونقل بعضها إلى المستشفى. وبمجرد منعهم من المرور، سار المحتجون للتعبير عن رفضهم لنظام العقدة في اتجاهات متفرقة، رافعين شعارات قاسية ضد الحكومة ووزير التعليم سعيد أمزازي، من قبيل "الشعب يريد إسقاط التعاقد"، مطالبين بترسيمهم في الوظيفة العمومية كغيرهم من الأساتذة، ومعبرين عن رفضهم المطلق لماوصفوها ب"الحلول الترقيعية" التي اقترحتها الحكومة من خلال الوزارة الوصية، والتي تتمثل في التوظيف عبر الأكاديميات. ومن الشعارات التي رفعها المحتجون، شعار "أمزازي يا أحمق، الإدماج ماشي الملحق"، مستنكرين ملاحق العقود التي وزعتها عليهم الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، مؤكدين أنهم لن يوقعوا عليها لأنها "تجهز على حقهم في الإدماج الفوري في القانون الأساسي لوزارة التربية والتعليم. وأصر المحتجون على مواصلة أشكالهم التظاهرية، إلى حين استجابت الحكومة والوزارة الوصية لمطالبهم، وبالتالي إدماجهم في قطاع الوظيفة العمومية، وإسقاط التعاقد. وكانت التنسيقية قد عممت بيانها الذي تطالب فيه مختلف الأساتذة المتعاقدين بالانخراط في مسيرة اليوم "لانتقاد سياسة الآذان الصماء التي تمارسها الوزارة تجاه حقوقهم ونضالاتهم"، حيث جدد الأساتذة "رفضهم القاطع لما يسمى بالنظام الأساسي لأطر الأكاديميات"، مع ضرورة "الكشف عن الوضعية الإدارية لكافة الأساتذة فوج 2016 والإعلان الفوري عن نتائج الدورة الاستدراكية في كل الجهات"، فضلا عن مطالبتهم بصرف مستحقات فوج 2018 دون تماطل أو تمييز. ومن جانبها، دعت التنسيقيات النقابية التعليمية الثلاث الأكثر تمثيلية، والمتمثلة في النقابة الوطنية للتعليم (CDT)، والنقابة الوطنية للتعليم (FDT)، والجامعة والوطنية للتعليم، إلى خوض إضراب عام يومه الأربعاء، فضلا عن الخروج في مسيرات حاشدة أمام البرلمان. غير أن حضور النقابات التعليمية كان خافتا، حيث انصهر ممثلو النقابات الثلاث في المسيرة الاحتجاجية التي نظمها الأساتذة المتعاقدون، مكتفين بترديد شعارات إسقاط التعاقد.