بتعليمات ملكية.. اجتماع بالديوان الملكي بالرباط لتفعيل تعليمات الملك محمد السادس بشأن تحيين مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    الأقاليم الجنوبية تحقق إقلاعا اقتصاديا بفضل مشاريع كبرى (رئيس الحكومة)    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    قضاء فرنسا يأمر بالإفراج عن ساركوزي    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    متجر "شي إن" بباريس يستقبل عددا قياسيا من الزبائن رغم فضيحة الدمى الجنسية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    حقوقيون بتيفلت يندّدون بجريمة اغتصاب واختطاف طفلة ويطالبون بتحقيق قضائي عاجل    اتهامات بالتزوير وخيانة الأمانة في مشروع طبي معروض لترخيص وزارة الصحة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    توقيف مروج للمخدرات بتارودانت    البرلمان يستدعي رئيس الحكومة لمساءلته حول حصيلة التنمية في الصحراء المغربية    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    العيون.. سفراء أفارقة معتمدون بالمغرب يشيدون بالرؤية الملكية في مجال التكوين المهني    احتجاجات حركة "جيل زد " والدور السياسي لفئة الشباب بالمغرب    حسناء أبوزيد تكتب: قضية الصحراء وفكرة بناء بيئة الحل من الداخل    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرحلة شائكة في الحرب السورية بانتظار الأسد المنتشي بالانتصارات

يمتلئ طريق الرئيس بشار الأسد نحو تحقيق انتصار نهائي في الحرب في سوريا بالألغام الدبلوماسية التي ستعقد محاولته لاستعادة "كل شبر" من البلاد، وقد ينتهي الأمر ببقاء مناطق كبيرة خارج سيطرته لأجل غير مسمى.
وتسارعت مكاسب الأسد هذا العام في الصراع الذي بدأ في عام 2011. وساعدته القوة العسكرية الروسية والإيرانية في إلحاق الهزيمة بالمعارضة المسلحة في آخر معقل لها قرب العاصمة دمشق وفي مدينة حمص، وسمحت له باستعادة جنوب غرب البلاد في غضون أسابيع.
وقلصت المعارضة المسلحة في وقت ما سيطرة الأسد لتقتصر على جزء صغير من سوريا، لكنها الآن لم تعد تشكل تهديدا عسكريا لحكمه. وبمساعدة حلفائه، يسيطر الأسد حاليا على معظم البلاد ويدعو المستثمرين من الدول "الصديقة" إلى المساعدة في إعادة الإعمار.
وأعلن حلفاؤه الروس عودة "الحياة الطبيعية" ويدعون اللاجئين إلى العودة لبلادهم، قائلين إنه لا يوجد ما يخشونه من حكومة الأسد برغم استمرار فرار الكثيرين من المناطق التي تعود تحت سيطرته.
لكن بدأ البعض في العودة بأعداد صغيرة وتسعى موسكو إلى مساعدة دولية لهم، إذ تأمل على ما يبدو من الدول الغربية التي كانت تؤيد المعارضة أن توجه الآن المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة فيما يؤدي إلى توزيع الأعباء.
لكن في ظل هيمنة روسيا، لا توجد أي مؤشرات إلى انتقال سياسي من خلال المفاوضات وهو ما وصفه الغرب بأنه ضروري لتقديم الدعم وتشجيع الغالبية من اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط على العودة.
واستعاد الأسد السيطرة على الحدود مع الأردن وفي هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل ويقول إنه سيمضي قدما.
ولا يزال شمال سوريا كله تقريبا ومعظم شرق البلاد خارج قبضته. لكن تنتظره في تلك المناطق اختبارات جديدة، تتمثل في القوات التركية والأمريكية التي اقتطعت كل منها مناطق منفصلة للسيطرة في سوريا.
وإلى حد بعيد ربما تقرر الأولويات الروسية، ولا سيما فيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، كيف ستسير الحرب هنا.
وينطبق الأمر نفسه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعطىمؤشرات متضاربة بخصوص إلى متى ستحتفظ القوات الأمريكية بسيطرتها على مناطق واسعة من شرق وشمال شرق سوريا. وبدأ الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة، والذين يشعرون بالقلق من حليفهم الذي يصعب التكهن بتصرفاته، يسلكون طريقا إلى المحادثات مع الأسد، سعيا منهم لتأمين حكمهم الذاتي.
وقال نوح بونسي كبير محللي مجموعة الأزمات الدولة بشأن سوريا "الصراع يدخل مرحلة جديدة. لكن من الصعب قول إن الحرب تنتهي في الوقت الذي لا يزال فيه كل هذا الجزء الكبير من البلاد خارج سيطرة الحكومة".
وأضاف "ولا يزال من غير الواضح أيضا إلى أي مدى يمكن ظهور تمرد في مناطق في سوريا تخضع للحكومة".
وقتل متشددو تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من 200 شخص في منطقة السويداء التي تسيطر عليها الحكومة الأسبوع الماضي. وتشير التقديرات إلى مقتل مئات الآلاف في الحرب. * إنذار تركي
وحدد الأسد هدفه التالي وهو محافظة إدلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وقال الأسد لوسائل إعلام روسية الأسبوع الماضي "هدفنا الآن هو إدلب وإن لم تكن إدلب وحدها".
ويسيطر على إدلب، التي تعد ملاذا للسوريين الذين فروا من قوات الحكومة في مناطق أخرى من البلاد، جماعات متعددة من المعارضة كثيرا ما حاربت بعضها البعض.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجماعات المتشددة تملك السيطرة الأكبر، وإن التقديرات تشير إلى وجود آلاف المقاتلين الأجانب.
وتقع إدلب ضمن قوس من الأراضي يمتد شرقا حتى نهر الفرات حيث تتمركز قوات تركية.
وتهدف تركيا لإبعاد جماعات كردية تراها تهديدا لأمنها القومي، ولمنع مزيد من السوريين من التسلل إلى أراضيها.
وتستضيف تركيا حاليا نحو 3.5 مليون لاجئ. وبناء على اتفاق مع إيران وروسيا، أقامت تركيا 12 نقطة عسكرية في إدلب ومناطق مجاورة لها.
ويدق احتمال وقوع هجوم على إدلب جرس الإنذار في تركيا.
وحذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من احتمال فرار 2.5 مليون شخص باتجاه الحدود في حال اندلاع هجوم.
ويضغط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضمان عدم حدوث مثل هذا الهجوم.
ونقلت صحيفة حريت التركية اليومية عن أردوغان قوله "بالطبع ليس من الممكن أن نقبل بهجمات من النظام على إدلب. لقد بحثت ذلك مع بوتين. وقد اتفقنا بالفعل على هذه المسألة".
وأضاف "أتمنى أن يقوم بما هو ضروري في هذا الشأن".
ونشرت صحيفة الشرق الأوسط تفاصيل مقترح تركي لروسيا بشأن إدلب يتضمن فكرة أن يسلم مقاتلو المعارضة هناك أسلحتهم الثقيلة للجيش التركي. ومن المحتمل ألا يوافق الأسد على المقترحات التي تشمل أيضا إعادة تنظيم مقاتلي المعارضة ضمن ‘ جيش وطني ‘ .
وقال جوشوا لانديس الخبير في الشأن السوري ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما "..عندما يقول الأسد إنه سيسترد كل شبر من التراب السوري فينبغي أن نصدق بأنه يعني ما يقول". * المعارضة المسلحة تستعد
وبرغم هذا يعتقد مصدر في تحالف يقاتل دعما للأسد أن من
المستبعد أن يكون الهجوم على إدلب وشيكا.
وقال المصدر "(الجانب) التركي راح يتابع إمساكها أكثر لأن الورقة بيده".
وأضاف "العمل العسكري هو بعد خلط الأوراق والخروج من الاتفاق التركي الروسي الإيراني لتلك المنطقة".
ويشكك بعض المعارضين في الالتزامات الروسية ويخشون الأسوأ.
وقال العقيد مصطفى بكور القائد في جيش العزة، وهو من فصائل الجيش السوري الحر لرويترز في رسالة من شمال محافظة حماة "نحن في جيش العزة نتحسب لأي تصعيد، ونقوم بعمليات تحصين وإعادة انتشار وتوزيع القوات استعدادا لمعركة محتملة في المستقبل القريب".
وأضاف "نتوقع حصول تصعيد عسكري روسي".
وقد يكون الهجوم على إدلب أصعب من الحملات الحكومية السابقة. فالإسلاميون الذين لهم الهيمنة في المحافظة أثبتوا أنهم من أشد المقاتلين في الحرب.
وقال بونسي "أي هجوم ربما يدفع الجماعات التي تركز حاليا على الاحتفاظ بالأراضي في إدلب للشروع في حرب عصابات كان البعض في الحركة الجهادية يشجعونها على تبنيه منذ سنوات"
المعارك و الملايين
وقود وأسطوانات غاز، سكر وفواكه، قطع سيارات وغيرها… عينة من بضائع تنتقل عبر خطوط التماس بين أطراف النزاع في سوريا الذين تفرقهم ساحات الحرب وتجمع بينهم الحركة التجارية عبر معابر داخلية تدر عليهم الملايين.
في سوريا، كما في كل نزاع، نشأت فئة تعرف ب"تجار الحرب"،
هم أشخاص يستغلون الحرب والحصار وفقر الكثيرين ليراكموا ثروات طائلة. وينشط هؤلاء عبر المعابر التي تربط المناطق المتخاصمة.
ومن أبرز المعابر التي تتم عبرها هذه العمليات، معبر مورك بين محافظة إدلب (شمال غرب) الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا ) وفصائل أخرى، ومحافظة حماة (وسط) الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام.
ويقول أبو الهدى الصوراني، مسؤول المعبر الذي افتتح في نوفمبر 2017، "ي عتبر مورك أقوى المعابر بين الفصائل والنظام من ناحية حركة التجارة"، مضيفا في حديث لوكالة فرانس برس عبر الانترنت "إنه معبر رسمي معترف به من ا ومن النظام،
ورؤوس الأموال هي التي تحرك الأمور عليه".
وأوضح خلال مقابلة مع فرانس برس عند المعبر أنه "جرى افتتاحه بوساطة تجار لهم علاقات مع النظام". وأشار إلى أن المعبر من جهة النظام "م حتكر من شخص واحد" لم يذكر اسمه، إلا أن مصادر عدة، بينها مسؤول في أحد الفصائل وآخر مطلع على حركة معبر مورك، قالت إن هذا الشخص ي طلق عليه اسم "غوار"
وفضل أشخاص عديدون تحدثت معهم فرانس برس عدم الكشف عن اسمائهم.
وتحدث المصدر المطلع على حركة التبادل التجاري في مورك عن عملية معقدة يقودها "غوار" الذي ي عد "واجهة لتجار كبار ولمسؤولين أمنيين" من جهة النظام.
ويدفع غوار، وفق المصدر، بموجب عقد، ما يوازي مليون دولار كحد أدنى لقوات النظام للحصول على حق حصري باستخدام المعبر للتجارة لأشهر عدة. وخلال هذه المدة "تنحصر به كل عمليات التبادل التجاري" على المعبر.
ويترتب على غوار تحديد الرسوم التي يأخذها كل حاجز للنظام أثناء مرور شاحنات البضائع عبرها.
ويقول ابو الهدى "هذه سياسة النظام، يبيع الطريق لتاجر معين ويعمل هذا الاخير على كيفه".
وبحسب المصدر المواكب لعمل المعبر، تدخل إلى مناطق قوات النظام بشكل أساسي منتجات محلية مثل الخضار والكمون والكزبرة والفستق واللوز، وأخرى تركية مثل الألبسة والبسكويت.
وتمنع الفصائل إخراج بضائع معينة مثل أنثى المواشي للحفاظ على الثروة الحيوانية في ادلب.
أما إلى إدلب، فتدخل بشكل أساسي المحروقات وأسطوانات الغاز والسكر، بالاضافة الى بضائع متنوعة من قطع السيارات إلى الفواكه الساحلية.
في الجهة المقابلة، تأخذ هيئة تحرير الشام حصتها من الضرائب على البضائع المتنقلة.
وتحتكر هيئة تحرير الشام تجارة السكر القادم من مناطق النظام، وفق المصدر الذي يقول "ي منع على أي أحد تجارة السكر من غير المحسوبين على الهيئة بسبب مردوده الكبير"، كونه مادة لا يستغنى عنها.
ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق بسام أبو عبد الله "في سوريا كما في كل الحروب، تنشأ شبكة مصالح بين الأطراف المتنازعة بسبب المنفعة الاقتصادية".
وعبر المعابر التي "حولتها الحرب إلى أمر واقع" في سوريا،
وفق قوله، "نشأت طبقة من المتمولين سواء من هذا الطرف أو ذاك، أو ما يمكن أن نسميه +أمراء الحرب+".
ويوضح الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أيمن الدسوقي ومقره اسطنبول، بدوره، إن "تجارة المعابر تعود بمنفعة مشتركة على فرقاء الصراع ممن تحالفوا مع رجال أعمال استغلوا الوضع القائم ليزيدوا من نشاطهم التجاري"، مضيفا "من الطبيعي أن تدر الملايين على القوى المسيطرة عليها والتجار الذين يتعاملون عبرها".
وتشكل المعابر، بحسب دسوقي، مصدرا ماليا بالنسبة الى الفصائل المعارضة "خصوصا مع تراجع الدعم الخارجي لها"، كما للنظام "نتيجة الأرباح التي تحصل عليها قواته والميليشيات الموالية له ليضمن بالنتيجة ولاءها، إضافة إلى استفادة شخصيات تجارية كبيرة مقربة من النظام من عقود الأتاوات".
على بعد نحو 30 كيلومترا من معبر مورك، ثمة معبر آخر حاولت حركة أحرار الشام توسيع العمل التجاري عبره للاستفادة من مردوده، لكن هيئة تحرير الشام كانت لها بالمرصاد خصوصا بعد الاقتتال الداخلي الذي شهدته ادلب بين الطرفين في العامين 2017 و2018 وانتهى بتوسيع الأخيرة نطاق سيطرتها.
ويقع المعبر في ريف حماة الشمالي المؤدي إلى محافظة إدلب، وي عرف بكونه الطريق الذي مرت عبره قافلات مقاتلين ومدنيين تم إجلاؤهم من مناطق عدة الى الشمال السوري. وتقتصر العملية التجارية عند قلعة المضيق على بضائع تنقلها سيارات صغيرة.
ويقول مسؤول أمني في فصيل في المنطقة "تمنع الهيئة وصول الشاحنات الكبيرة الى المعبر، ليبقى مورك الأول تجاريا ".
في الشمال، ي عد معبر الحمران في ريف حلب الشمالي الشرقي الأبرز في المنطقة. ويقع في منبج بين مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية وأبرز مكوناتها المقاتلون الأكراد، وأخرى تابعة لفصائل "درع الفرات" المدعومة من أنقرة.
ويسيطر فصيل الجبهة الشامية على المعبر من جهة "درع الفرات"، لكن الكلمة الفصل لأنقرة.
ويقول مسؤول في الفصيل المعارض على المعبر لفرانس برس "أكثر ما يأتي من منطقة الأكراد هو الوقود الخام الذي يجري تكريره في منطقتنا"، إذ يدخل يوميا بين 50 و60 صهريجا ، فيما تدخل بضائع تركية على أنواعها إلى مناطق الأكراد.
ويحتفظ الفصيل بلائحة من تركيا بمواد يمنع إدخالها الى مناطق الأكراد وبينها الاسمنت، والحديد، والسماد. فالأخير يتضمن، وفق المسؤول، "مواد كيمائية ويمكن استخدامه في صناعة متفجرات". أما الاسمنت والحديد فلانهما "يستخدمان في بناء المكعبات الاسمنتية الكبيرة التي توضع كعوائق وللحماية خلال المعارك".
ولم تشذ الغوطة الشرقية قرب دمشق عن ممارسة الحرب هذه، برغم حصار محكم طوال خمس سنوات تسبب بحالات سوء تغذية حادة ووفيات، قبل أن تسيطر عليها قوات النظام في أبريل إثر هجوم أودى بحياة نحو 1700 مدني.
لكن بعيدا عن الحصار المعلن، كانت حركة تجارية تتم عبر معبر الوافدين شمال دوما، أبرز مدن الغوطة، والذي أطلق عليه سكان المنطقة في حينه تسمية "معبر المليون".
وكان فصيل جيش الإسلام، الأكثر نفوذا في المنطقة حينذاك، يسيطر على المعبر من جهة المعارضة.
عبر هذا المعبر، كانت أكياس من الأرز والطحين والسكر وحتى الثياب، تجد طريقها إلى الغوطة لكن بأسعار تفوق القدرة الشرائية للنسبة الأكبر من السكان ما يفاقم معاناتهم، وفق ما أفاد مسؤولون في الفصائل ومقاتلون وتجار في المنطقة فرانس برس.
في المقابل، كان دخول سلع محددة على رأسها المواد الطبية والأدوية ممنوعا .
ولمع اسم تاجر في الغوطة الشرقية بسبب احتكاره لهذه التجارة: محي الدين المنفوش، صاحب معمل للألبان والأجبان في بلدة مسرابا، الذي ذكره الباحث آرون لوند في مارس في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" جاء فيه ان "الجيش السوري سل م في العام 2014 رجل الأعمال من مسرابا محي الدين منفوش الاحتكار غير الرسمي للتجارة مع المعقل المحاصر".
وأضاف الباحث في مركز "سنتشوري فاونديشن" الاميركي والذي كتب تقارير عدة عن الغوطة، أن المنفوش، و"عبر عمله مع قياديي الفصائل والنظام في آن برز كشخصية محورية في اقتصاد المنطقة السياسي".
ويقول رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام ياسر دلوان لفرانس برس "سمح النظام بادخال السلع عبر المنفوش، كان هو التاجر المعتمد من جانبه. لم يكن لدينا خيار سوى التعامل معه".
وكان المنفوش، بموجب عقد مع قوات النظام، يدفع لها "أتاوات" تبلغ ألفي ليرة سورية مقابل كل كيلوغرام من المواد الغذائية مثلا. كما تحصل الفصائل على "أتاوات" مماثلة وإن بقيمة أقل .
ويوضح تاجر من الغوطة تعامل مع المنفوش أن الأخير "كان يشارك الجهتين، أي النظام والفصائل، ويحتكر تجارة بعض السلع" خصوصا الغذائية منها.
ويقول أبو هيثم (55 عاما )، وهو مقاتل سابق من الغوطة الشرقية، "إنه بيل غايتس الغوطة"، في إشارة إلى ثرائه، مضيفا "كبرت ثروته بسبب الحصار وعلى حساب جوع العالم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.