كشف شارل روسلي، العائد لتدريب فريق وداد فاس، في حوار مع "المساء"، أنه توصل إلى تسوية مع رئيس الفريق، تقضي بحصوله على مبلغ 750 ألف درهم، مقسمة على شطرين، مقابل أن يسحب شكايته التي رفعها إلى الاتحاد الدولي (فيفا). من ناحية ثانية، قال روسلي، في الحوار نفسه، إن الفريق ضيّع طريقة لعبه. - لم تكن مغادرتك فريق «الواف» عادية في نهاية الموسم الماضي، لماذا قررت العودة مجددا؟ عدت إلى المغرب، ليس بغرض الرجوع إلى «الواف»، وكان تواجدي في مدينة فاس من أجل قضاء بعض المصالح، لأنني لم أنتهِ من عملية الرحيل.. ثم إنّه كانت لديّ ثلاثة عروض من فرق وطنية.. في الوقت الذي كنت أتابع مباراة المغرب الفاسي ضد نهضة بركان، وفور مغادرتي الملعب، اتصل بي الرئيس عبد الرزاق السبتي وسألني إن كنت قد وقّعتُ لإحدى الفرق، فأجبته مازحا: «لديّ عقد واحد مع زوجتي منذ 31 سنة».. فعرض عليّ الالتحاق به في مدينة مراكش لمناقشة بعض الأمور، ومنها إمكانية العودة للإشراف على الفريق، فكان جوابي واضحا أنه لا يمكن الشروع في أي مشروع قبل تصفية الخلافات السابقة، خصوصا أن القضية مرفوعة إلى «فيفا». - هناك من قالوا إنك قبلت بالتسوية، لمعرفتك المسبقة بخسران قضيتك أمام «فيفا»؟ بداية، يجب أن يعلم الجميع أنني لم أسحب الدعوة بعدُ، وأنا متأكد من ربح قضيتي، لأنني ببساطة لم أرتكب أيَّ خطأ جسيم، وبالتالي سيكون الفريق مطالبا بتسديد حوالي 600 مليون سنتيم، ومن هنا وجب التأكيد أن المال لم يكن اهتمامي الأكبر.. كما قلت سابقا، دعاني الرئيس للالتحاق به في مدينة مراكش وقبلت الدعوة، رغم الطريقة التي أنهيت بها الموسم الماضي.. وأود أن أشير إلى أنه لم تتمّ إقالتي من الفريق ولكنْ منعوني من التدريب وأبعِدت فقط عن إدارة آخر مباراة للفريق أمام شباب المسيرة.. أعتقد أنني تعاملت باحترافية وحاولت إيجاد حلول بالتراضي، لكن المحاولات باءت بالفشل في ثلاث مناسبات، فما كان عليّ إلا اللجوء إلى «فيفا» ضمانا لحقوقي، خصوصا أن العقد الذي كان يربطني بالفريق يمتد إلى غاية 2015. بعد ذلك، قرّرتُ فسخ العقد من طرف واحد، لذلك كان في مقدور الفريق التعاقد مع مدربين جدد.. بالعودة إلى لقائي مع السبتي، أكدتُ له ضرورة تسوية الخلافات الماضية، وبالفعل تحقق ما كنت أسعى إليه، لكنْ للأسف، بعد مرور أربعة أشهر، وتقضي التسوية بتوصلي بمبلغ 750 ألف درهم، موزعة على شطرين، وحين أستلم الشطر الثاني، مع متمّ السنة الحالية، سأسحب الدعوى من «فيفا». - ماذا تغير في الفريق بعد رحيلك عنه؟ لقد قمت بعمل جيّد في الموسم المنصرم، بشهادة مجموعة من المتتبعين.. لكنْ، للأسف، «انكسرت» إستراتيجية العمل التي كنت أنوي المضيّ فيها مع الفريق في بدايتها.. «عوض التوجه إلى الشمال، ذهبوا إلى الجنوب».. إذ تم انتداب رقم قياسيّ من اللاعبين، ضمنهم أسماء غير جاهزة، بعدها نشب خلاف بين المدربين، وهذا أمر طبيعيّ، لأن الفريق يقوده قائد واحد وليس اثناين أو أكثر.. سأتعامل مع الوضع الحالي في انتظار «الميركاتو» الشتوي، وبالتأكيد لن أقوم بتغييرات جذرية، ولكنْ سأكتفي بانتداب ثلاثة لاعبين وتسريح آخرين مع العمل على استغلال مشتل الفريق. من ناحية أخرى، وارتباطا بإستراتيجيه العمل التي ذكرتها من قبل، كنت قد طالبت باقتناء بقعة أرضية من 3 هكتارات لإنشاء مركز للتكوين، وهو ما لم يتمّ، وبالتالي سأكتفي بالاشتغال مع شبان الفريق، مع الاعتماد على عملية التنقيب. - ألا تتأسف على مغادرة لاعبين متميزين، كعبد السلام بنجلون وأنس عزيم؟ لم أكن ساعتها مدربا للفريق، وأكيد أن لاعبا آخر سيرحل.. يجب أن يهتمّ فريق «الواف» بالتكوين، غير ذلك سيظل الفريق، في ظل الخصاص المالي، ينتدب لاعبين متقدمين في السن. - كيف ستتعامل مع أزمة النتائج التي لازمت الفريق، وأنت مقبل على مواجهات صعبة، ضمنها الديربي الفاسي، بعد أقل من أسبوعين؟ لست مسؤولا عن النتائج السابقة، ثم إنني لا أشاطرك الرأي حول صعوبة المباريات القادمة، ستكون أولى المباريات مع أولمبيك خريبكة، الذي سيخوض المواجهة بدون مدرب، وهذا المعطى سيصبّ -بالتأكيد- في صالحنا.. أما بخصوص الديربي الفاسي فقد سبق لي أن حققتُ تعادلا إيجابيا في ذهاب الموسم الماضي، وكانت أول مباراة لي مع الوداد الفاسي. من جهة أخرى، يجب ألا ننسى أن الفريق لعب فقط 7 مباريات وتنتظره 21 مباراة أخرى، سنحاول خلالها استعادة طريقة لعب الموسم الماضي، مع الاستمرار في الاعتماد على النهج الهجوميّ، إذن لدينا الوقت الكافي لتخطي هذه الأزمة، ثم يجب أن يعلم الجميع أن أفضل ترتيب للفريق كان الرتبة ال11. - هل في إمكان «الواف» المحافظة على مكانته في القسم الأول؟ لا يمكنني التنبؤ بذلك، لكنْ أعتقد أنه بالإمكان ضمان ذلك، شريطة أن يكون الجمهور، رغم قلته، مساندا فعليا للفريق.. سأستمر في التركيز على النهج الهجوميّ، بعد إعادة التوازن إلى تشكيلة الفريق خلال «الميركاتو» الشتويّ، كما سنحاول استغلال توقف البطولة لاستعادة طريقة لعبنا، التي ضاعت -للأسف- خلال الفترة الماضية، أملا في ضمان البقاء في قسم الأضواء في وقت مبكر من البطولة، وحينها سيتركز الاهتمام بشكل أكبر على شبان الفريق استعدادا للمواسم المقبلة.