1. الرئيسية 2. المغرب تفاعلا مع احتجاج "جيل Z".. أوريد يحذّر من اتساع الفجوة بين "مغرب الواجهة" و"مغرب الواقع" الصحيفة من الرباط الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 - 15:32 اعتبر المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد أن الغضب الذي يعبّر عنه ما يُعرف ب"جيل Z" في المغرب لا يمكن اختزاله في ردود فعل آنية أو انفجارات شبابية معزولة، بل يُجسّد، بحسب وصفه، أزمة عميقة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد، تستدعي قراءة هادئة تتجاوز المقاربات الظرفية والمقاربات الأمنية البحتة. وفي مقال نشره على موقع "الجزيرة نت" بعنوان "لماذا غضب جيل زد في المغرب؟"، قدّم أوريد قراءة فكرية لمسار هذا الجيل، مشيرا إلى أن الشباب الذين يتصدرون اليوم مشهد النقاش العمومي والحراك الاجتماعي هم أبناء عالم رقمي مفتوح، لا تؤثر فيهم الخطابات الرسمية التقليدية ولا الوسائط الإعلامية القديمة التي كانت الدولة تعتمدها في مخاطبة المجتمع. وأوضح أوريد، وهو زميل دراسة الملك محمد السادس، وأول ناطق رسمي باسم القصر الملكي ما بين 1999 و2005، أن هذا الجيل "يتمرد بطبيعته على التراتبية القديمة، ويرفض الوصاية السياسية والفكرية"، مبرزا أن أدوات التواصل معه تتطلب فهما جديدا للواقع الاجتماعي وآليات التعبير المعاصر، بعيدا عن القوالب القديمة التي فقدت فعاليتها. وربط أوريد جذور هذا الغضب بما وصفه "ازدواجية يعيشها المغرب بين بلدين داخل الدولة الواحدة"، الأول هو مغرب الواجهة الذي يُقدَّم في الخطب الرسمية ويُروَّج في الإعلام، والثاني هو مغرب الواقع الذي يعاني من تفاوتات اجتماعية حادة، وضعف في التعليم والصحة، وانسداد في الآفاق الاقتصادية أمام الشباب. وأشار إلى أن هذه المفارقة، عمّقت شعور فئة واسعة من الشباب بالإقصاء وفقدان الثقة في المؤسسات والنخب السياسية القائمة، معتبرا أن استمرار هذا الانفصال بين الخطاب والواقع "قد يؤدي إلى مزيد من الانكفاء وفقدان الأمل، وهو ما يشكّل خطرا على التماسك الاجتماعي والثقة في الدولة". ويأتي مقال أوريد في سياق نقاش وطني متجدد حول التحولات الاجتماعية والسياسية التي تعرفها المملكة، وما تعكسه دينامية "جيل Z" من مطالب بالكرامة والمشاركة والمساواة، وهو النقاش الذي انخرطت فيه هيئات سياسية ومدنية واعلام بمختلف أطيافه .