توفي، الأحد الماضي، أيت ياسين محمد، أحد عمال مطاحن الساحل المطرودين تعسفا من العمل والمعتصمين منذ ست سنوات أمام وزارة العدل بالرباط. وبوفاة أيت ياسين، في سن 68 سنة، يكون مجموع المتوفين من هذه المجموعة 12 عاملا (وفاة 11 عاملا وانتحار واحد)، غادروا باقي زملائهم إلى الأبد دون أن يستفيدوا من تنفيذ الأحكام المتعلقة بالتعويض عن الطرد التعسفي من العمل الذي تعرضوا له سنة 2000. ونعت شبكة "تقاطع" للحقوق الشغلية، التي تواكب هذا الاعتصام العمالي منذ بدايته، الفقيد أيت ياسين، وتقدمت بتعازيها ومواساتها لعمال مطاحن الساحل ولعائلة الفقيد، محملة "المسؤولية في استمرار هذه المأساة الاجتماعية للدولة المغربية ولوزارة العدل خصوصا، لتماطلها في تنفيذ الأحكام النهائية الصادرة لفائدة العمال منذ سنة 2004". ونادت شبكة "تقاطع"، في نعي العامل الراحل الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، "مختلف القوى النقابية والحقوقية والسياسية الديمقراطية لمساندة صمود عمال مطاحن الساحل وباقي معارك العمال والكادحين في مواجهة عجرفة الباطرونا المدعومة من السلطة والقضاء الطبقي ببلادنا"، بتعبير المصدر ذاته. وكان عمال مطاحن الساحل المعتصمون أمام وزارة العدل منذ يوليوز 2014 للمطالبة بتنفيذ أحكام الطرد التعسفي الصادرة لصالهم منذ مارس 2004، قد أعلنوا عن تعليق مؤقت لاعتصامهم في مارس الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. وقال العمال المعتصمون حينها في بلاغ لهم: "على إثر التطورات الأخيرة المرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد، وبعد الزيارة التي قام بها مبعوث من وزارة الداخلية إلى معتصم عمال مطاحن الساحل بالرباط يومه الثلاثاء 16 مارس 2020، فإننا نحن العمال المعتصمين أمام وزارة العدل منذ يوليوز 2004، نعلن تعليق اعتصامنا بشكل مؤقت". وأعرب هؤلاء العمال عن أمهلم في أن "تتحقق وعود مسؤولي وزارتي الداخلية والعدل بالتدخل من أجل إلزام أصحاب الشركة بصرف تعويضات الطرد التعسفي التي صدرت في شأنها أحكام نهائية منذ مارس 2004".