أحمد رباص انطلقت صباح اليوم الأحد 23 فبراير، من ساحة النصر الكائنة في درب عمر وسط الدارالبيضاء، المسيرة الوطنية الاحتجاجية التي دعت إليها الجبهة الاجتماعية المغربية المؤيسة في شهر نوفمبر الماضي للدفاع عن الحقوق والحريات، تزامنا مع فعاليات إحياء الذكرى التاسعة لحركة 20 فبراير، وذلك احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية والتراجعات في مجال الحريات. كان في طليعة المحتجين قيادات سياسية يسارية ونقابيون وحقوقيون. كما حضر بشكل لافت في هذه المسيرة الوطنية، التي نظمت احتفالا بذكرى 20 فبراير، أفراد من عائلات معتقلي حراك الريف، يتقدمهم أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي، ومجموعة من المتضامنين مع ملف المعتقلين. شارك في هذه المسيرة الاحتجاجية الألاف من المغاربة من مختلف الهيئات السياسية اليسارية، والنقابات وجمعيات المجتمع المدني، بالإضافة إلى تنظيمات شبابية صدحت بمطالب ذات طابع اجتماعي. .ورفع المتظاهرون خلال المسيرة التي اختير لها كعنوان “تقهرنا”،، لافتات وشعارات تطالب بالتشغيل والصحة والسكن وإصلاح المدرسة العمومية وإقرار الحرية والديمقراطية. وكان من أبرزها: “كرامة فين هيا (أين هي)” و”عليك لامان (الأمان) عليك لامان لا حكومة لا برلمان”، “ما بغيتوناش نقراو حيت ما بغيتوناش نوعاو (لا تريدوننا أن نتعلم حتى لا نعي)”ّ، “اللي طالب بمستشفى… تدخلوه للحبس (من طالب بمستشفى تدخلونه للسجن)؟ !!”، “علاش كنخلصو الضريبة على الدوا؟ كاتربحو معانا فالمرض . وحضرت، خلال مسيرة الجبهة الاجتماعية المغربية، شعارات حركة “20 فبراير”، النسخة المغربية من الربيع العربي، من خلال الشعار المركزي للمسيرة “مطالبنا متعددة، نضالنا واحد: الحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية”، فيما كان لافتاً انتقاد المحتجين، الذين حلوا من مختلف مناطق المغرب، للوضع الحقوقي العام في البلاد، مطالبين بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف. وقال عضو لجنة المتابعة بالجبهة، منعم وحتي، إن روح حركة 20 فبراير ما تزال تحلق فوق سماء المغرب، وأن هناك تحولاً في دينامية الحركة أفضى إلى ميلاد الجبهة الاجتماعية المغربية كنوع من المأسسة والهيكلة، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي كان الانتماء فيه إلى الحركة فردياً وعفوياً، أصبح اليوم مع الحراك الحالي مؤسساً وبلجنة للمتابعة وبهيكلة محلية لما يقارب 40 مدينة. من جهته، اعتبر الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان (منظمة غير حكومية)، الطيب مضماض، المسيرة الوطنية رسالة توجهها الجبهة الاجتماعية، والجبهات الاجتماعية المحلية في مختلف المدن المغربية، إلى الدولة عنوانها الرئيس “كفى”، بعد أن “وصلت الأزمة بالبلاد إلى حدٍ لا يطاق على الأصعدة كافة (تعليم، سكن، صحة، شغل…)”، موضحاً في تصريحات صحافية أن “المسيرة رسالة للقول للدولة إن سياساتها لا تزيد المواطنين إلا تفقيراً، والبلاد إلا تخلفاً، والتعليم إلا تخلفاً، والصحة والشغل إلا تأزيماً”.