اصبحت عدة شواطئ بشمال المغرب، خلال الاسابيع الاخيرة، عرضة لاجتياح كثيف للطحالب البحرية، في ظاهرة طبيعية متكررة تثير الانتباه الى محدودية التدخلات المؤسساتية في تدبير الشأن البيئي الساحلي خلال موسم الاصطياف. ويجد آلاف المصطافين بالعديد من الفضاءات الشاطئية انفسهم مضطرين للتأقلم مع واقع بيئي غير ملائم، يقلص من متعة السباحة والاستجمام، ويثير تساؤلات حول فعالية برامج الجماعات المحلية في مواكبة التحولات الموسمية. ففي شاطئ مرقالة، المعروف ايضا لدى ساكنة طنجة باسم "للا جميلة"، تغطي الطحالب مساحات واسعة من الرمال، ما يدفع العديد من المصطافين الى تغيير وجهتهم او البحث عن مناطق اقل تضررا. وضع مشابه يتم رصده في شاطئ "بلايا بلانكا"، على الواجهة المتوسطية، حيث تتكدس كتل طحلبية داكنة بمحاذاة المسالك المؤدية الى البحر، فيما يشهد شاطئ اقواس برييش، الواقع على الساحل الاطلسي في اتجاه مدينة اصيلة، نفس الظاهرة وان في سياق جغرافي اكثر عزلة عن المجال الحضري. وتشير مصادر بيئية الى ان انتشار الطحالب مرتبط اساسا بدورات بيولوجية موسمية، تتغذى على المغذيات الطبيعية وتيارات البحر، الا ان التغيرات المناخية والتلوث العضوي المتسرب من الانشطة الزراعية والصرف الصحي يعززان من تواتر هذه الظواهر، خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة. ورغم الحملات الترويجية التي تطلقها الجماعات المحلية مع بداية الصيف، والتي تتحدث عن تجهيز الشواطئ وتعزيز البنية التحتية، يرى عدد من المتتبعين ان التدخلات الميدانية لم ترق الى مستوى الاستجابة الفعلية لما يفرضه الواقع البيئي. ويرى هؤلاء ان غياب رؤية استباقية لتدبير الفضاءات الساحلية يجعل من مثل هذه الظواهر اختبارا عمليا لنجاعة المجالس المنتخبة، لا مجرد طارئ موسمي. وفي ظل هذا القصور، برزت مبادرات تطوعية من المجتمع المدني، من بينها دعوة اطلقتها "المجموعة الطنجاوية الكبرى للصيد بالقصبة"، لتنظيم حملة تنظيف جماعية لشاطئ مرقالة صباح الاحد 29 يونيو، بهدف ازالة الطحالب ومخلفات الاستجمام. وجاء في نص النداء: "شاطئ مرقالة ليس فقط فضاء للراحة والسباحة، بل هو ملك جماعي يجب ان نحافظ عليه جميعا." ويأمل منظمو هذه الحملة في ان تشكل نموذجا لمواطنة بيئية نشيطة، في انتظار انخراط اوضح من الجهات المسؤولة، خاصة ان عددا من الشواطئ المتضررة يعد من ابرز فضاءات الاصطياف في جهة طنجةتطوانالحسيمة.