هدير المحركات يعلو على مقطع أمسا-أزلا من الطريق الساحلية صباح الأحد. صفوف طويلة من السيارات والحافلات تتقدم ببطء نحو مدن الداخل، بينما تتواصل حركة العودة من الوجهات الشاطئية بعد أسابيع من الاصطياف على سواحل المتوسط. ويمتد الازدحام على طول كيلومترات متواصلة، خصوصا عند المنعرجات الحادة التي تجعل حركة السير بطيئة ومتقطعة. - إعلان - السائقون يتبادلون إشارات الصبر عبر زجاج النوافذ، بينما يعلو بين الفينة والأخرى صوت أبواق المركبات. دراجات نارية قليلة تحاول المناورة بين الصفوف، لكن الطريق الضيقة على حافة الجبال لا تسمح بالكثير من الحركة. في واد لاو، انخفضت وتيرة النشاط منذ منتصف الاسبوع. الشواطئ التي شهدت ذروة اكتظاظ في يوليوز وغشت بدت صباح الأحد أقل ضجيجا، فيما انشغلت العائلات بجمع لوازمها والعودة إلى السيارات المركونة في الأزقة الداخلية. على بعد كيلومترات قليلة، في الجبهة، المشهد لا يختلف كثيرا. السيارات العائلية المحملة بالمعدات الصيفية تشكل قوافل بطيئة، بينما تنتظر حافلات صغيرة اكتمال المقاعد قبل الانطلاق نحو مدن الداخل. أصوات الأحاديث تتناثر عبر النوافذ المفتوحة: أطفال يتحدثون عن البحر، وآباء يتبادلون توقعات الوصول إلى فاس أو مكناس أو الرباط قبل منتصف الليل. أما في الحسيمة، فيسير الإيقاع بوتيرة أهدأ. شواطئ كيمادو وكلاتة ما زالت تستقبل زوارا متأخرين، خصوصا من الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي تحاول استغلال الأيام الأخيرة من عطلتها الصيفية قبل العودة إلى أوروبا. هناك، تختلط لحظات الاستجمام الأخيرة بملامح التوديع، بينما تبدأ السيارات في التوجه نحو الطريق الساحلية شمالا وجنوبا. الطقس في شمال المغرب يبقى معتدلا رغم رطوبة أغسطس، إذ تراوحت درجات الحرارة صباح الأحد بين 27 و28 °C على طول الساحل المتوسطي. نسائم خفيفة قادمة من البحر خففت من وطأة الرحلة بالنسبة للمصطافين العائدين، لكن الرطوبة العالية تجعل الجلوس داخل السيارات الطويلة الانتظار مرهقا. الطريق الساحلية N16 تحولت، منذ الساعات الأولى من الصباح، إلى محور مزدحم بالعودة الجماعية. المقطع الرابط بين أمسا والجبهة بدا الأكثر ضغطا، بسبب ضيقه وتعدد منعرجاته، ما اضطر الكثير من السائقين إلى تقليل السرعة بشكل كبير. وبينما يتقدم الطابور ببطء، تبدو علامات التعب واضحة على وجوه الركاب بعد صيف صاخب امتد لأسابيع. ومع مرور الوقت، تنخفض الحركة تدريجيا في بعض الشواطئ التي كانت قبل أيام مكتظة بالمصطافين. أصوات الموسيقى المحمولة عبر مكبرات صغيرة خفتت، المظلات المطوية تنتظر تخزينها، والمقاهي التي بقيت حتى وقت قريب مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل بدأت تقلص نشاطها استعدادا لعودة الإيقاع اليومي المعتاد. وبينما يطوي الشمال صفحة صيف مزدحم، يتواصل تدفق المركبات على الطريق الساحلية، في مسار عودة طويل يربط الساحل بالمدن الداخلية. هدير المحركات لا يزال حاضرا، لكن شواطئ طنجة ومرتيل وواد لاو تستعيد تدريجيا هدوءها، والبحر يعود إلى صمته بعد موسم امتد عبر يوليوز وغشت وبلغ ذروته قبل أيام قليلة فقط.