أثار الصعود المتسارع لميناء طنجة المتوسط شمال المغرب قلقا في الأوساط السياسية الإسبانية، بعدما أعلن مانويل غافيرا، المتحدث باسم حزب فوكس اليميني المتطرف في برلمان الأندلس، عن مبادرة تشريعية لتعزيز تنافسية الموانئ الإسبانية وفي مقدمتها ميناء الجزيرة الخضراء. وقال غافيرا إن قرار شركة الشحن العالمية مايرسك نقل جزء من أنشطتها إلى طنجة المتوسط شكل ضربة موجعة للجزيرة الخضراء، معتبرا أن الفوارق في التكاليف والتشريعات البيئية تجعل الموانئ الإسبانية أقل جاذبية مقارنة بالموانئ المغربية التي استفادت من استثمارات ضخمة وشبكة لوجستية واسعة. وأضاف أن طنجة المتوسط ضاعف خلال أقل من عقدين نشاط ميناء الجزيرة الخضراء من حيث الإيرادات والوظائف، وهو ما انعكس على تكاليف التصدير بالنسبة للشركات الأندلسية. واتهم غافيرا الاتحاد الأوروبي بتمويل مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط بحوالي 300 مليون يورو، معتبرا أن ذلك يشجع المنافسة المباشرة للموانئ الإسبانية. كما انتقد حكومة بيدرو سانشيز متهما إياها بحرمان الجزيرة الخضراء من حركة السفن الأمريكية المتجهة إلى إسرائيل، ما سمح بتحويل هذه الحركة نحو المغرب. وتشمل مبادرة حزب فوكس المطالبة بربط ميناء الجزيرة الخضراء بشبكة سكك حديدية حديثة للحد من تحويل الأنشطة إلى المغرب، إضافة إلى الدعوة لإلغاء ما وصفه بالأجندة المناخية الأوروبية التي تفرض ضرائب ورسوم يرى أنها تضعف تنافسية الموانئ الإسبانية.