يواجه ملف الصحراء المغربية تطورات لافتة في الآونة الأخيرة، مع تصاعد الضغوط الأمريكية على الجزائر من جهة، وظهور تحركات فرنسية تهدف إلى إعادة تشكيل المواقف الأوروبية من هذا النزاع المستمر منذ عقود، وفق ما أوردته صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه في وقت يلوح الكونغرس الأمريكي باحتمال تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، في خطوة تُقرأ على نطاق واسع بأنها تستهدف الجزائر بشكل مباشر. وفي المقابل، تسعى الولاياتالمتحدة إلى إغراء الجزائر بعروض استثمارية ضخمة، خاصة في قطاعي الطاقة والمناجم، حيث تنشط شركات عملاقة مثل "شيفرون".
وترى لوفيغارو أن ملف الصحراء يعرف تحركات دبلوماسية غير مسبوقة تعزز موقف المغرب، لكن على الرغم من هذه التحركات، تُشير الصحيفة الفرنسية إلى أن الحسم الحقيقي لن يكون في باريس أو الجزائر، بل في نيويورك، حيث يُنتظر تصويت حاسم في مجلس الأمن خلال خريف هذا العام.
ومن أجل تمرير مشروع قرار يعترف بمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، يتطلب الأمر موافقة تسعة أعضاء على الأقل دون اعتراض من أي من الدول الخمس دائمة العضوية. وتبدو الرباط مطمئنة إلى دعم كل من الولاياتالمتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وتسعى إلى حشد أصوات 12 دولة أخرى، بينها سلوفينيا، كوريا الجنوبية، باكستان، سيراليون، الدنمارك، اليونان، غويانا، بنما، والصومال، بينما تراهن على امتناع روسيا والصين عن التصويت.
وفي حال نجاح هذا التصويت، فقد يُعتمد بشكل رسمي مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ما سيعني عمليًا طي صفحة الاستفتاء كخيار أممي. أما إذا اقتصر القرار الأممي على تجديد ولاية "المينورسو"، فسيستمر الجمود الدبلوماسي..وفق تعبير الصحيفة الفرنسية.